رأي https://katib.net لا فْ إيدي سيف ولا تحت منى فرس Mon, 05 Nov 2018 15:57:17 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=4.9.8 https://katib.net/wp-content/uploads/2018/05/cropped-logo-1-32x32.jpg رأي https://katib.net 32 32 المهندس يحيى حسين عبد الهادي يكتب: حمدى قنديل .. الكبير الذى غادَرَنا https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ad%d9%85%d8%af%d9%89/ https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ad%d9%85%d8%af%d9%89/#respond Thu, 01 Nov 2018 15:16:29 +0000 https://katib.net/?p=11445 نِمتُ بعد فجر اليوم مرتين .. وقد زارنى الأستاذ حمدى قنديل فى المرتين، مؤكِداً (بابتسامته المحببة) على حضور جنازته .. كان الأطباء قد منعونى منذ عملية القلب المفتوح قبل عامين من حضور الجنائز (اكتفاءً بالعزاءات) .. وبالفعل لم أشارك إلا فى جنازة أخى .. وها أنا عائدٌ للتَوِّ من جنازة حمدى قنديل .. إذ لم يكن فى وسعى الاعتذار .. فليسامحنى الأطباء.

حمدى قنديل هو أمير الإعلاميين العرب بلا منازع .. ليس فقط للُغته العربية الجزلة والسلِسة .. وليس فقط لصوته القوى الرخيم .. وليس فقط لكاريزميته والقبول الربّانى لدى المشاهدين .. وليس فقط لثقافته الواسعة التى تجعله يُمسك بناصية الحوار أيّاً كان المُحاوَر .. ولكن أيضاً لأنه الوحيد تقريباً الذى لم يمسك العصا من المنتصف .. وظل متسقاً مع ما يمليه عليه ضميره دون أى اعتبارٍ لحساباتٍ أخرى.

فى أيام مبارك، حافَظ كثيرون من الإعلاميين المحترمين على مسافةٍ آمنةٍ من خط رضا النظام تضمن لهم استمرار برامجهم (وأرزاقهم) .. وارتضى آخرون لأنفسهم أن يكونوا أبواقاً لما يُمليه عليهم النظام .. بل إن بعضهم هم الذين سعواْ إلى النظام لكى يقبلهم عرَّابين لمشروع التوريث ونعالاً فى أحذيته يدوس بها معارضيه .. إلا حمدى قنديل .. كان هو الذى سعى إليه النظام لأنه يعرف قيمته، فلم يوافق إلا بشروطه هو .. ولم تكن شروطه ماديةً كآخرين، وإنما شروط الحرية واحترامه لنفسه واعتداده بها .. فطُورد على مدى عِقدٍ كاملٍ من قناةٍ إلى قناة .. ومن دولةٍ إلى دولةٍ .. ومن رئيس التحرير إلى قلم رصاص .. لكنه ظلّ دائماً صوت الشعب وسوطه فى وجه الفاسدين والظالمين.

كأشهر الإعلاميين العالميين، كان الحكام العرب هم الذين يسعوْن للقائه .. وألزمته المهنية أن يحاور حتى من كان يتحفظ على أدائهم .. ولم يجد حَرجاً فى أن يسحب رضاه عن بعضهم عندما تبدلّت مواقفهم (بَشَّار مثالاً) .. جهةٌ واحدةٌ رفض أن يظهر على شاشاتها، رغم تثمينه لمهنيتها وصداقته لمعظم مذيعيها .. هى قناة الجزيرة .. ولسببٍ مبدئىٍ .. أنها طبّعت مع إسرائيل إعلامياً .. كان هذا الموقف مبكراً جداً وقبل أن يكون هناك خلافٌ سياسى مع الحكومة القطرية.

كان سخياً فى دعم الوطنيين وقضاياهم .. مثل صندوق مساعدة الشرفاء الذى أنشأناه لدفع الغرامات القضائية عمن استُدرجوا لقضايا سب وقذف مع الفاسدين .. وأمتنع عن التفصيل أكثر من ذلك ليبقى عمله (كما أراده) بينه وبين ربه.

على المستوى الشخصى فقد أعزّنى الله بصداقته (مع الاحتفاظ بفارق القيمة والقامة والتاريخ). ولا زلتُ أذكر أول لقاءٍ به .. كنتُ فى أحد المؤتمرات منتظراً فى بهو الفندق، ودخل حمدى قنديل نجماً لامعاً تلهث وراءه وسائل الإعلام ويلتف حوله الصحفيون والنزلاء، فإذا به يلمحنى من بعيد ويهتف فاتحاً ذراعيه (يحيى باشا) وكأننى أنا النجم لا هو .. يالتواضع الكبار (وتلك إحدى سِماته التى يعرفها كل من اقترب منه).

وطَوَّقَ عُنُقى بمقالٍ  كتبه بقلمه الرشيق كان عوناً لى وقت محنة عمر أفندى .. ثم كان الوسام الذى زَيَّنَ به صدرى هو إهداؤه الخاص المطبوع فى مقدمة مذكراته (عشت مرتين).

أخى الكبير جداً .. العزيز جداً .. والعظيم جداً .. حمدى بك .. أيها المصرى العروبى المحترم .. والكبير فوق الصغار والصغائر.. آنَ للجسد المُتعَب أن يستريح .. وللروح الطيبة أن تصعد إلى بارئها .. فنم فى أمانٍ تحت ثرى الوطن الذى أحببتَه وأحبَك .. وخالص العزاء للسيدة زوجتك الراقية .. ولمصر .. وإلى لقاء.

(يحيى حسين عبد الهادى- ١ نوفمبر ٢٠١٨)

]]>
https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%ad%d9%85%d8%af%d9%89/feed/ 0
المهندس. يحيى حسين عبد الهادي يكتب: هُنَّ الحضارةُ.. والطغاةُ ذُكُورُ https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%8f%d9%86%d9%91/ https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%8f%d9%86%d9%91/#respond Thu, 01 Nov 2018 09:02:10 +0000 https://katib.net/?p=11402 العنوان مقتبسٌ من بيت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح:

(فرقٌ كبيرٌ بيننا يا سيدى …. فأنا الحضارةُ والطغاةُ ذُكورُ)

فى هذه الأيام حيث (الأسواق مضطربة، والأسعار منفلتة، والاقتصاد بلا هوية، والمواطن هو الضحية) وفقاً لوصف د.زياد بهاء الدين .. تتبدى بطولة المرأة المصرية العادية .. كامرأةٍ خارقةٍ .. جديرةٍ بنوبل للاقتصاد والصبر .. ربة البيت التى تفك بحكمتها شفرة العبارة الرئاسية التى حارت فى فهمها الألباب عن معجزة الانتقال من (كدة) إلى (كدة) لما عملنا (كدة) .. هى البطلة الحقيقية التى تصيبها إنجازات الرئيس وتعتصرها إصلاحاته وتمضى شهرها (كدة) فى سباقٍ للموانع .. ما تكاد تصل إلى خط نهايته حتى تبدأ من جديد .. وهكذا.

كُلُّهُن (كدة) .. تستوى فى ذلك ربات البيوت .. والموظفات من أعلى السُلَّم الوظيفى إلى أدناه .. والفلاحات الشريفات القادمات فجرَ كل يومٍ من ضواحى القاهرة، حاملاتٍ ما أنتجنه من جبنٍ وبيضٍ لترجعن فى نهاية اليوم بجنيهاتٍ قليلةٍ تتعفف بها أسرهن.

هذا عن المرأة العادية .. فما بالنا بأولئك المهمومات بالشأن العام فى دولةٍ لا تتورع عن استخدام أحَّط أدوات التلفيق والتشويه ضد معارضيها .. إذ يبقى لتشويه المرأة فى هذا المجتمع الذكورى مذاقٌ خاص (بالغ المرارة) .. أولئك اللاتى انخرطن (ولا زِلن) فى العمل ألوطنى والسياسى المباشر  بدءاً من كفاية وأخواتها حتى التصدى للتفريط فى تيران وصنافير .. بل حتى أولئك المنشغلات بالعمل العام البعيد عن السياسة .. الحقوقيات والصحفيات وكل أنشطة المجتمع المدنى .. فى عهدٍ يعتبر التنفس بعيداً عن يد الدولة الباطشة مؤامرةً وفعلاً مُجَّرَماً.

لكن الأعوام الأخيرة أضافت لهؤلاء البطلات صنفاً آخر لم تعرفه أدبياتنا من قبل .. نساء المحبوسين السياسيين من كل التيارات بلا استثناء .. وهم كُثْرُ.

عملياً يتَوَّقَفُ نضالُ كل سجينٍ عند قضبان زنزانته وينعزل تماماً عن الدنيا التى كان أحد مشاعلها ومشاغلها .. لكن الراية تستلمها فى نفس اللحظة زوجةٌ أو أمٌ أو ابنة (أو كلهن معاً) .. تحارب فى صمتٍ فى عدة جبهاتٍ فى آنٍ واحدٍ.. ففضلاً عن كونها تُلاطِم الحياةَ التى يُلاطمها غيرها ولكن فى غيبة السَنَد .. وأحياناً فى غيبة الراتب .. وفى وجه دولةٍ تعاديها وأسرتها .. بل لا تعتبرهم أصلاً من رعاياها .. فإنها تشتبك على جبهة قانونية .. وهى جبهةٌ جديدة تماماً على معظمهن .. ما كُنَّ يعرفن مفرداتها من قبل فأصبحت جزءاً من لغتهن اليومية .. جلسة التجديد .. الطعن .. الزيارة .. التحفظ .. المصادرة .. إلى آخر هذه الكلمات التى تُشَّكِلُ كلٌ منها معركةً فرعيةً تنوء بحملها الجبال .. وتخوضها المرأةُ وحيدةً صابرةً محتسبة .. وتخرج منها مثخنةً بالعديد من الجراح الغائرة والعَذابات المرئية أو المستترة .. خذ عندك (الزيارة) مثلاً .. وهى كلمةٌ بسيطةٌ نُطقاً وكتابةً وتوحى بالبهجة والفُسحة .. وتحاول المرأة (الأم/الزوجة/الابنة) أن تجعلها كذلك بالفعل .. لكن الطاغيةَ القابع فى كل تفصيلةٍ فى مسلسل الزيارة يُحَّولها إلى معركةٍ بالفعل .. تبدأ قبلها بأيامٍ للحصول على التصريح .. وإعداد وجبةٍ كان يُفَّضِلُها الحبيب المحبوس .. وتجهيز الأطفال للزيارة .. ثم التحرك بهم قبل الفجر عبر مراحل من العذاب .. إلى أن تصل إلى مرحلة (التفعيص) فى الوجبة .. ثم دقائق الزيارة التى قد تكون من خلف ساترٍ زجاجىٍ لدقائق لا تكفى جملةً مفيدة من طفلٍ لأبيه .. وفى كل مرحلةٍ من هذه المراحل طاغيةٌ صغيرٌ يستطيع أن ينسف كل ما سبق ليعيدها سيرتها الأولى .. نتحدث عن مصرياتٍ فُضلياتٍ وعائلاتٍ كريمةٍ لسجناء سياسيين أو باحثين ذوى رأىٍ مختلفٍ .. لا عن إرهابيين وقَتَلة (مع أن للقتلة واللصوص حقوقاً يجب أن تُصان) .. ونتحدث عن طُغاةٍ صغارٍ ما كان لهم أن يتجبروا إلا برضا ومباركة طاغيةٍ أكبر .. بَنَى جزءاً من دعايته على أنه نصير المرأة .. فماذا لو كان عدوها؟!.

(القاهرة فى ٣١ أكتوبر ٢٠١٨)

]]>
https://katib.net/2018/11/01/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%8f%d9%86%d9%91/feed/ 0
أمير متى يكتب: الأزمة السعودية وبناء المملكة الرابعة https://katib.net/2018/10/29/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84/ https://katib.net/2018/10/29/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84/#respond Mon, 29 Oct 2018 12:28:31 +0000 https://katib.net/?p=11214 استطاع بن سعود في بداية القرن العشرين من أنشاء المملكة الثالثة لأسرة آل سعود بالاتفاق مع أسره آل الشيخ “أحفاد محمد بن عبد الوهاب”. و منذ نشأتها مرت السعودية بعدد من أزمات داخلية وخارجية، داخلية كالصراع علي السلطة بين أبناء الملك بن سعود “الملك سعود بن عبدالعزيز والأمير فيصل، والذي انتهي بتولي الأمير فيصل إدارة المملكة”, وخارجياً مثل التدخل السوفيتي والمصري في اليمن في الستينات، والذي أعقبه طلب الملك فيصل من الرئيس الأمريكي التدخل وإسقاط نظام عبد الناصر في مصر. ثم في عام ١٩٧٩ حين قامت الثورة الاسلامية في إيران وفي نفس العام استيلاء مجموعة من المصلين على المسجد الحرام في مكة.

تعد اللحظة الراهنة واحدة من أكبر التحديات في تاريخ المملكة، ليس فقط بسبب قضية مقتل خاشقجي، ولكن لتعدد التحديات على كافة المستويات خارجيا و داخليا. وهذه التحديات ليست فقط في مواقف أنظمة حاكمة مجاورة، ولكن تطور مجتمعي يقابله حالة من الجمود الفكري في الداخل السعودي.

التحديات الخارجية التي تواجه المملكة؟

ايران

تمثل ايران اكبر خصم للسعودية في المنطقة، ليس لاختلاف المذهب بين سنّه و شيعة، و لكن لان أساس الحكم الايراني هو الدين الاسلامي، وفي نفس الوقت يتضمن انتخابات وتداول “حتي و إن كان غير كامل” للسلطة، أما نظام السلطة الحاكمة في السعودية فهو نظام ملكي ديني يعتبر ولاية وليّ الأمر “كنموذج إسلامي سنّي” هي حجر الأساس في الحكم وعليه لا يتم تداول السلطة. ويعتبر النموذج الايراني في تكوينه الديني وشبه الديمقراطي خطر على الاسرة الحاكمة. هذا بالإضافة إلى الصراع التاريخي بين البلدين.

حاليا امتد التدخل الايراني في اليمن “جنوب السعودية” و العراق “شمال شرق السعودية” فضلا عن دعمه لنظام بشّار الأسد بالإضافة إلى وجود قوي في سوريا “شمال السعودية”. هذا يعني أن السعودية محاصرة من ثلاث جهات بالنظام الإيراني.

الربيع العربي

يمثل الربيع العربي أهم التحديات التي واجهتها السعودية في العصر الحديث. فالربيع العربي بدأ من تونس وامتد إلى ليبيا ومصر ثم حاصر السعودية شمالا في سوريا وجنوبا في اليمن وشرقا في البحرين. وحمل الربيع العربي تغيرات كثيرة، فهرب “بن علي” إلى السعوديه ثم تنحى مبارك, وكان علي عبد الله صالح يواجه مظاهرات حاشده في اليمن والقذافي حاول بالقوة و فشل، وبشّاراستعان بإيران للحفاظ على العرش. كانت السمة الغالبة هي محاولة تغيير الأنظمة وليس استبدال أشخاص.

وعندما هدأت المنطقة، انطلقت السعودية تدير عقارب الساعة إلى الوراء. فسعت بجدية إلى تغيير الأنظمة الديمقراطية الناتجة عن الربيع العربي إلى أنظمة ديكتاتورية، كان أحدثها محاولة السعودية إحداث انقلاب في تونس عبر وزير الداخلية التونسي، فتم إقالته من الوزارة وفتح تحقيق حول المحاولة.

بالنسبة إلى السعودية، وجود دولة واحدة في المنطقة “ايران” و بها “شبه ديمقراطية” يمثل خطرا علي استقرارها، فماذا سيكون الوضع حين تنتهج أكثر من دولة تبادل للسلطة؟.

 التحديات الداخلية؟

يعتبر الملك سلمان آخر أبناء عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة القادر على الحكم، وكان انتقال السلطة إلى من يخلفه أحد أهم التحديات في المملكة. فالنظام المتعارف عليه في السعودية كان يحتكم لقانون أساسي صدر في عام ١٩٩٢، حيث يضم مجلس الشورى المكوّن من١٥٠ عضو.

وبناء على ذلك وبعد تولي سلمان، تولى محمد بن نايف منصب وليّ العهد، لكن حدثت العديد من التحولات فتمّ إضعاف قدرة مجلس الشوري علي التأثير وتمت إقالة وليّ العهد محمد بن نايف ونصب الملك ابنه محمد بن سلمان في منصب ولي العهد، ولم يقف الأمر عند هذا فقط، بل تجمعت في يد محمد بن سلمان كل قدرات المملكة وصناعة القرار. بهذا الشكل بدأت تتكون المملكة الرابعة من انتقال السلطة من أبناء عبد العزيز بن سعود الي ابناء سلمان. في نفس الوقت تم إضعاف بقية الأمراء لضمان عدم قدرتهم علي معارضة الملك.

الوضع في الداخل السعودي هشّ للغاية، فمحمد بن سلمان ليس علي مستوى قيادة مُقنع، بالإضافة إلى انتهاج سياسات عليها الكثير من علامات الاستفهام كحبس ٣٦٠ امير سعودي ورئيس وزراء لبنان وطلب دفع ديّه للخروج من الحبس، خرج أغلبهم وبقي ٥٠ اميرا قيد الحبس حتى تاريخه. ثم التورط بحرب في اليمن و سوريا، وطبقا لتقارير مؤسسات تتكلف حرب اليمن ٢٠ مليون دولار أسبوعيا، بالإضافة إلى المأساة في اليمن تحت الحصار السعودي. ثم التقارير عن شراء يخت وصورة للمسيح بأرقام فلكية. فهو يختلف في قيادته عن كثير من أصحاب المنصب “الملك فهد، الملك نايف، الملك فيصل”، والتي أهلتهم قدراتهم القيادية لتولي منصب خادم الحرمين.

الاقتصاد

طبقا لتقرير التنمية والتجارة للأمم المتحدة لعام ٢٠١٨، انخفض الاستثمار المباشر في السعودية من ١٢,٢ مليار دولار في ٢٠١٢ الي ٧,٥ مليار دولار في ٢٠١٦ الي ١,٤ مليار دولار في ٢٠١٧. بالإضافة إلى هجرة العمالة الوافدة في المملكة. فخلال الفترة من ابريل٢٠١٦ حتي أبريل ٢٠١٨، هاجر ٨٠٠ ألف عامل من السعودية في ظل عدم وجود عمالة سعودية بديلة.

وفي نفس الوقت انخفض الاحتياطي النقدي من ٢٨٠ مليار دولار في ٢٠١٤ الي ١٩٠ مليار دولار في نهاية ٢٠١٧.

هذا الوضع الاقتصادي يضيف الكثير من الضغوط على الداخل السعودي، بالإضافة إلى عدم وجود خطط حقيقية قادرة علي الخروج من الأزمة الاقتصادية بشكل حقيقي.

بعد الحديث عن التحديات، ما هي طريقة التعامل السعودي في التعامل مع الأزمات الحالية؟

التطوير الداخلي

في المقابلة التاريخية بين كندي والملك فيصل حول الوضع في اليمن، نصح كندي الملك فيصل بان السعودية لابد ان تتغير من الداخل. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع مساعدة الأسرة الحاكمة في السعودية إذا كان الانهيار من الداخل. فناصر استطاع إقامة دولة حديثة في حين أن السعودية مازالت تعيش في العصور الوسطى، فالمجتمع السعودي كان يقّر العبودية حتي تاريخ المقابلة.

بعد انتهاء الاجتماع، أصدر الملك فيصل عدة قرارات. منها أنهاء العبودية في السعودية خلال عامين فقط، و بدأ في فتح مدارس لتعليم البنات. كانت التغير الداخلي للمجتمع السعودي هو الهدف حتي يستطيع النظام السعودي مقاومة الدولة الناصرية الحديثة في مصر.

حديثا بدأ محمد بن سلمان عهده بثلاث تغيرات أساسية “السماح لسفر السيدات بدون محرم”، “السماح للسيدات بالقيادة”، “والسماح بإقامة الحفلات الغنائية ودور العرض السينمائي”. هذا بالإضافة إلى إضعاف سلطة الشرطة الدينية في المملكة. هذه التغيرات الاجتماعية تهدف إلى استقرار النظام الداخلي أثناء نقل السلطة من أبناء بن سعود إلى أبناء بن سلمان.

التغيرات الاقتصادية

اتجهت السعودية إلى تغير نشاطها الاقتصادي من الاعتماد الرئيسي علي البترول إلى اقتصاد يعتمد علي الإنتاج والاستثمار المباشر. واتخذت السعودية عدة خطوات لتطوير اقتصادها. وكانت أهم الخطوات ومحور الخطوات الاقتصادية، هي إحداث تغيرات في المؤسسات اقتصادية، بدلا من الاعتماد علي القطاع العام، وتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار. وفي هذا الإطار جاء مشروع NEOM” باستثمارات ٥٠٠ مليار دولار” لزيادة قدرات القطاع الخاص السعودي وتقليل من نسب البطالة المرتفعة.

كان طرح ٥٪؜ من شركة أرامكو في البورصة العالمية أحد أطروحات محمد بن سلمان، وأنه سوف يجذب الطرح مزيد من الأموال إلى السعودية سواء بشكل مباشر من خلال الطرح في البورصة، أو من خلال اعادة الثقة في الاقتصاد السعودي.

ولعل أهم و أكبر التغيرات في السعودية “من وجهه نظري” هو تغير الاتفاق السياسي بين روزفلت وبن سعود عام 1945، وكانت المقابلة بين روزفلت و بن سعود انتهت الي نقطتين، الأولي هو النفط مقابل الحفاظ على حكم آل سعود، والثانية هي عدم إحداث تغيرات في القضية الفلسطينية دون إطلاع السعودية.

النقطة الثانية كانت سبب في جمود العلاقات السياسية بين السعودية والولايات المتحدة عقب اعتراف ترومان بدولة إسرائيل “بعد وفاة روزفلت”. فطوال السبعين عاما حافظت الولايات المتحدة قدر المستطاع علي عدم اتخاذ خطوات احادية تجاه إسرائيل دون اطلاع وأخذ الرأي السعودي. اما الان فترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس و لم تتغير السياسة السعودية تجاه الولايات المتحدة. هذا يعد أقوى تغير جذري في السياسة الخارجية السعودية منذ نشأتها.

]]>
https://katib.net/2018/10/29/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84/feed/ 0
المهندس. يحيى حسين عبد الهادي يكتب: البِنْسلمانيات https://katib.net/2018/10/24/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%90/ https://katib.net/2018/10/24/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%90/#respond Wed, 24 Oct 2018 10:17:05 +0000 https://katib.net/?p=10845

لا توجد فى منطقتنا دُوَلٌ.. لا ممالك ولا جمهوريات.. وإنما بنسلمانيات.. يُسلَخُ فيها الإنسان.. وتُسلَخُ فيها الأرضُ.. وفقاً لمشيئة حاكمٍ فرد.. لا شريك له.. كلٌ منهم بن سلمان وإن تَسَّمَى بغير ذلك.. فالجوهرُ واحدٌ والعِرقُ دساس.

تُختزلُ فى إرادته كل المؤسسات.. هو الدستور والقانون والبرلمان.. هو الخصم والحَكَم.. هو الدين والدنيا.

يُحلل فى الصباح ما حرَّمه فى المساء .. وحُكمه هو الشرع فى الحالتين .. ويحنث فى المساء بما وعد به فى الصباح .. وليس أمامك إلا أن تُصَّدقه فى الحالتين .. وهناك من يُسَّبِحُ بحمده فى كل حال .. إذا خطر بباله أن يَدُّكَ شعباً آمناً فلحكمةٍ لا يعلمها إلا هو .. وإن بعثر أموال بنسلمانيته فى غير موضعها فلحكمةٍ أخرى لا يعلمها إلا هو .. وإذا خالف المنطق وتحالف مع عدو الأمة الاستراتيجى فلحكمةٍ ثالثةٍ لا يعلمها أيضاً إلا هو .. فهو رأس الحكمة مهما بلغ حظه من التفاهة .. وهو بحر العلم مهما بلغ حظه من الجهل .. وهو نموذج الشرف والطهارة مهما بلغ حظه من الفساد .. وهو أول التاريخ ومُنتهاه مهما كان قِدَمُ دولته وعُمق حضارتها.

ليس فى البنسلمانيات معارضة .. فكل بن سلمان هو ظِلُ الله فى الأرض .. وهل يُعارض اللّهَ إلا الشيطانُ؟ .. إذا عارضْتَه فقد أدنتَ نفسك بالكفر أو الخيانة .. وهو الذى يحدد لك العقوبة المناسبة .. فمزاجُه هو قانون العقوبات.. التقطيع بالمنشار.. أو الإذابة فى الحامض.. أو الصعق بالكهرباء .. أو التصفية كإرهابي .. أو الحبس الانفرادي إلى ما لا نهاية.

بل ليس فى البنسلمانية قولٌ إلا ما ينطق به الحاكم .. إذا قال إن البلد فقيرٌ فهو فقيرٌ رغم ما تقول به الأرقامُ وإلا فقد أسأتَ الأدبَ .. وليس لك أن تُسائله عن ذِمَّتِه ولا مِن أين له هذا .. ألا تعرفُ أن (هذا) مِن فضل ربه؟! .. الحاكم هو الصادق وإن كَذَب .. وهو البارُّ وإن حَنَث .. وهو الشريف وإن سَرَق .. وهو مُطلَقُ اليد يفعل بك ما يشاء .. فأنت بلا ثمنٍ مهما بلغت قامتك .. ولن يهتم بمصيرك أحدٌ خارج البنسلمانية إلا إذا اشتمل جواز سفرك على ختمٍ آخر.

قبل عامٍ ونصف، رفض بنسلمانهم أن تهبط طائرته فى المطار قبل أن يبصم بنسلماننا على منحه جزيرتين .. وكان له ما أراد .. فعلها بِنْسلمانُنا هكذا ببساطة .. قفزاً على الدستور والقانون والتاريخ والجغرافيا ودماء الشهداء والدولة .. آسِف .. نسيتُ أنها ليست دولة .. وإنما بنسلمانية.

(من إحدى البِنْسلمانيات العربية- ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨)

]]>
https://katib.net/2018/10/24/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%90/feed/ 0
رمضان جاب الله يكتب: مراد وموسم صيد الغزلان https://katib.net/2018/10/22/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%85-%d8%b5%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2/ https://katib.net/2018/10/22/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%85-%d8%b5%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2/#respond Mon, 22 Oct 2018 09:42:08 +0000 https://katib.net/?p=10623 كنت في منتصف روايته “موسم صيد الغزلان” عندما تم عرض الفيلم المأخوذ عن روايته “تراب الماس”.

يقول أحمد خالد توفيق أن طفلا ما لو بعثر مكعبات تحمل الحروف الأبجدية، فإحتمال أن ينثر المكعبات علي شكل بيت من قصيدة شعرية لطاغور ليس موجودا. ولو فعلها الطفل فلابد أن نفتش وراء ما حدث.

هذا بالضبط ما يفعله منتقدو مراد اليوم. يقولون أن هذه الروايات كلها لم تأت عن موهبة بل محض صدفة.

أنهيت موسم صيد الغزلان، وفهمت تعوذ البعض من الشيطان عند ذكر إسم الرواية علي وسائل التواصل الاجتماعي.

مراد الذي كان يراجعه الراحل أحمد خالد توفيق في ما سوف ينشر من أعمال ويأخذ رأيه قد أوصل مؤشر الحقيقة والخيال معا للنهاية في هذه الرواية.

يتكلم الكاتب عن الالحاد وعن الإله .هذا تابوه ومقدس كبير حتي عند من يقرأون –الروايات- بالطبع فمن يقرأ خارج الروايات لن يصدمه شئ وسيناقش كل شئ ولكن من يقرأ الروايات فقط سيصدم إن غير الكاتب مواضيع حكاياته من الاجتماعي الي العفاريت والجن ثم إلي سر الكون والخلق مرة واحدة.

يتخيل مراد المستقبل ولا شئ هرس مائة مرة في السينما بقدر تخيل المستقبل ولكن بنفس نبرة صوت ماجد الكدواني الذي كان رائعا في دور ضابط البوليس في فيلم تراب الماس. بنفس نبرة الصوت نجح مراد مراد في تخيل المستقبل.

دون أن أحرق لك الرواية التي أدعوك إلي قرائتها إن كنت تبحث عن الحقيقة وأدعوك أن لا تقترب منها إن كنت تعيش في منطقتك الفكرية الآمنة التي لم يخطر ببالها يوما أن هذا الكون الفسيح الذي تشكل الارض به ذرة رمل في صحراء واسعة هذا الكون خلق عبثا وكيف بدأ وكيف ينتهي.

يسأل علي لسان بطله نديم عن سر الخلق وعن قضية طرد الشيطان من رحمة الله حين رفض السجود لأدم. يتكلم المؤلف علي لسان نديم بطلاقة ويسأل الاسئلة التي لا تستطيع سؤالها في مقال وتذهب بعدها لتشتري شطائر الطعمية الساخنة وتتبعها بكوب شاي ولا تبالي.

نتكلم عن صنعة الراوي أحمد مراد هنا وفي رواياته السابقة.

أولا يختار مراد كل مرة موضوعا جديدا شيقا ورائعته الفيل الازرق أحدثت ضجة بسبب هذا التميز. حتي عندما دخل عرين الاسد في 1919 وكتب في عصر يخاف أن يعبر أحدهم فيه غابة الملك نجيب محفوظ ليحكي عن مصر في مطلع القرن العشرين.لم يفشل بالمرة بل ساعدته باقي ادواته من تصور للشخوص وابتكار أماكن وأحداث للحكي تجعل الرواية لا تفقد متعتها.أما في تراب الماس والفيل الأزرق وموسم صيد الغزلان التي نحن بصددها فقد سحب القارئ إلي ملعبه.

نحن في الخيال يا صاح.أخي القارئ حلق معي بشروطي فإن قبلتها فقد وصلت لمبتغاي.وهو شئ عسير علي كاتب أن يصل لأن تكون روايته ممتعة وتتصدر المبيعات ويكون بها فكرة وقيمة وصنعة أدبية.

الاخيرة مزعجة جدا الان للكاتب.الصنعة الأدبية الان متعبة علي الكاتب وصعبة علي المتلقي .نحن نتكلم عن قراء يقرأون لأن القراءة موضة ونتكلم عن قراء جعلت لغة وسائل التواصل الاجتماعي عضلات اللغة عندهم رخوة وقراء لن يكملوا الرواية إن لم تشدهم أول صفحات كما فعلت أنا تماما مع رواية أحمد مراد نفسه فيرتيجو حتي حين حاولت العودة إليها بعدما قرأت له أعمال أخري لم أستطع إكمالها. فيرتيجولم تكن بها تلك الخلطة المميزة لأحمد مراد.

الكاتب الذي لمت عليه في مقال سابق استعانته بعشرين مساعدا في روايته أرض الاله لا ينفك أن يضع خلطة هي مزيج من معلومات جديدة علي قارئ الرواية .طبعا خلط حقائق تاريخية بحكايات اسطورية هو أمر محبب لكتاب الخيال وهو شئ يفعله أحمد مراد كما تشرب أنت الماء.يستعرض ثقافته دون ملل وهو بهذا يرث العراب الذي كان يحاول أن يحيلك دوما في كل كتاباته لتقرأ خارج الرواية .مراد يفعلها ويحيلك لكي تفكر خارج الرواية.

لا تتعجب من ذكري إسم الراحل أحمد خالد توفيق مرة كل سطرين فلن يخرج مراد عن عبائته حتي لو خرج .كل من له علاقة بأحمد خالد توفيق سواء تخطاه في الشهرة أو في المبيعات مثل مراد أو كان مجهولا يقرأ مؤلفا له تحت ضوء خافت في قرية نائية. كلهم سواسية تحت عباءة كبيرهم الذي علمهم السحر.لن نضيع فرصة دون ذكر إسمه والدعاء له بالرحمة كلما نبغ تلميذ له أو معجب.لن يتعجب أحد مريديه إن فاز أحدهم بنوبل للأدب وفتح قميصه عن صورة للعراب مثل لاعبي كرة القدم.

بعد الموضوع تكون الحبكة بالإتفاق بين القارئ وبين مراد.يقول أحمد خالد توفيق عن صديقه الذي دخل فيلم سوبرمان في السينما وخرج لتوه يصيح: إنه رجل يطير؟! هل أنتم مجانين لتشاهدوا رجل يطير؟ بنفس المبدأ مراد يبني حبكته علي الخارق فلا ترفض ما قد قبلته من قبل من الشاشة. أن يموت البطل ثم يقوم ليمثل دورا أخر.إذا كان هناك رجل يطير أسمه سوبر مان فهناك روبوت علي شكل أنثي يتيم بها بطل روايتنا عشقا دون أن يميزها عن البشر قرابة شهر وهم يعيشون في بيت واحد تقريبا.دعني أخدعك دعني أنخدع هذا اتفاق ليس بجديد علي الفن ولا الكتابة.

بعد الحبكة تكون الشخوص .أحمد مراد له شخوصه المميزة .هي من الحياة وليست من الحياة.وهذه هي زيتونة الكتابة وزيتونة الفن.التي سردها الراحل أحمد زكي في لقاء تلفزيوني معه قائلا:ليس الفيلم الواقعي ما يصور الواقع .إذا نزلت بالكاميرا الشارع وصورت لن تحصل علي فيلم واقعي .بل ستحصل علي عينة عشوائية بها أشكال فقط.

ليس بها أحداث.الواقع يتخيله الفنان من رؤيته للواقع.هذا ما حدث في تراب الماس تحديدا.

بعد الشخوص تكون الصنعة وهي أدوات الكتابة.أزعم أن مراد إقتراب في بعض القطع من لغة قلما وصل لها كاتب يكتب بالعربية.لا أتكلم عن البلاغة.فقد إنغلق هذا الباب تقريبا بوفاة عمالقة مثل طه حسين ومحفوظ والعقاد.هنا نتكلم عن شئ أخر.شئ لو نجحت في إيصال معناه لك فقد فعلت جزءا منه.وهو أن تكون الكلمات منتقاة بالضبط لتصف ما يريد الكاتب أن يقوله لك.ان تكون الكلمات كافية لتتخيل المكان والزمان والشخوص وتصنع لك فيلمك الخاص ولا تخرج منه إلي أن تنتهي الرواية.كلمات بالفصحي ولكنها مفهومة وليست ركيكة وليست معقدة.جديدة وليست غريبة.

نجح مراد في هذا تماما وتحديدا في وصف النساء بطلات قصصه.لا أعرف أهذا عيب أم ميزة ولكن الرجل قد يصنف ببعض القطع التي كتبها في الوصف كأساطين نثر الغزل الصريح وليس العفيف طبعا.

هذه قصة أخري فالحكم الاخلاقي علي كتابات الرجل يبخسه حقه لأنه ماهر في الغزل الصريح وماهر في الوصف.

ياللعنة!!لقد جعلنا نتعلق بروبوت من قدرته علي الوصف المبهر.وللاسف المغالطة المنطقية الاشهر لدي العامة هي الحكم علي الكتابة من الناحية الدينية أو الاخلاقية.مثلما حدث مع رائعة محفوظ أولاد حارتنا.

لا يكتب الكاتب رواية ليعلمنا الاخلاق ولا الدين.بل ليحكي حكاية جميلة نتخيلها ونستمتع بقرائتها ويضيف شيئا للمعني بلغته ووصفه وفكرته وشخوصه .

إستخدم مراد العامية وسط الحوار دون معني وبعشوائية مخلة لا تعرف لها سببا أحيانا.أيضا إسترسل في أماكن قد تجبر القارئ أن يتخطي الصفحات بحثا عن هواء جديد ورتم سريع كما عوده الكاتب.مفاجأة صيد الغزال في نهاية الرواية لم تكن محببة للقلب كما هو متوقع ولكنها كانت تطير مثل سوبرمان أكثر من اللازم .رغم أن الكاتب مهد لهذا كثيرا بخيال شاطح ولكن في النهاية هي الخاتمة التي إختارها الراوي ويمكن أن تعجب جمهوره.

لا أظن هذه الرواية تصلح أن تكون فيلما نظرا لأسباب كثيرة أولها فكرة الالحاد التي يمكن أن تبث علي الورق عن طريق شخص في الرواية ويصعب تقديمها بالسينما وأيضا موضوع الرواية يتطلب إنتاجا كبيرا لا يوجد في مصر لكي يخرج كما خرجت روايتا الكاتب السابقتين الفيل الازرق وتراب الماس

في إنتظار إبداع أخر مختلف عليه ومتصدر للمبيعات من مراد

]]>
https://katib.net/2018/10/22/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%85-%d8%b5%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2/feed/ 0
طارق عبد العال يكتب: بين الدجاج المجمد وتجميد القانوني.. حوارات مجتمعية لا تتوقف https://katib.net/2018/10/21/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%ac%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d8%af-%d9%88/ https://katib.net/2018/10/21/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%ac%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d8%af-%d9%88/#respond Sun, 21 Oct 2018 11:38:32 +0000 https://katib.net/?p=10546

صدر القانون المنظم لأمور تداول أوبيع الدواجن والذي يحمل رقم 70 لسنة 2099 بتاريخ 3 مايو سنة 2009 ، وصدرت اللائحة التنفيذية لهذا القانون بمرجب قرار وزير الزراعة رقم 941 لسنة 2009 ، والتي تم نشرها بالوقائع المصرية بالعدد رقم 165 تابع ب بتاريخ 16 يوليه سنة 2009 ، ويحدد القانون في مادته الأولى الأماكن التي يجوز فيه بيع الطيور والدواجن الحية،ويكون ذلك بموجب قرار من وزير الزراعة، ولكن جاءت اللائحة التنفيذية في مادتها الثانية بمنع تداول الطيور والدواجن الحية في مدن القاهرة والجيزة و6 أكتوبر  و الشيخ زايد و حلوان والمعادي و وشبرا الخيمة و الإسكندرية ، وتكون هناك مدة أو فترة انتقالية لمدة سنة لباقي مناطق الجمهورية ، حتى يتم التحول التدريجي إلى بيع الطيور والدواجن المذبوحة بالمجازر المخصصة والمرخصة من وزارة الزراعة.

وكلنا يعلم جيداً أن هذا التنظيم القانوني سالف البيان قد كان حينها منعا لتزايد أو انتشار حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، والتي كانت منتشرة في ذلك الحين، ولكن هذا التشريع بمجمله لم يتم تفعيله منذ انحسار موجة مرض إنفلونزا الطيور، إلى أن جاء خطاب وزارة الزراعة إلى محافظة القاهرة ، والمؤرخ بتاريخ 299 /8  2018 ، بحسب الصورة المنشورة على موقع اليوم السابع بتاريخ 10 / 10 / 2018 ، والمتضمن إعادة تفعيل هذا القانون بلائحته التنفيذية، والمطالبة بإعداد الكمائن الشرطية لضمان تنفيذ هذا القانون، وذلك بناء على توجيهات رئاسية بحسب الخطاب المنشور .

وفي ظل حالة التقشف الاقتصادي التي يعاني منها المواطن المصري بشكل عام، فمن يتحمل تبعة تفعيل ذلك القانون مرة جديدة، وأغلب الفقراء في أكثر المناطق الشعبية لا يستطيعون شراء الدواجن ذاتها، وتكتفي الأسر بتناول ما يسمى بالهياكل ” وهي ما تبقى من بقايا لحم ملتصق بعظم الدجاج بعد عزل اللحم لعمل ما يسمى بالفيلية ” ، هذا بالإضافة إلى رواج تجارة أرجل وأجنحة الدجاج، والتي وصل سعرها إلى ما يزيد عن خمسة وعشرين جنيها، ومثل هذا القرار سوف يؤدي بالقطع إلى زيادة أسعار الدواجن المجمدة، أو الطيور المجمدة بشكل عام، وذلك لتفريغ السوق من الفئة المنافسة لهذه السلعة، وهي الطيور والدواجن الحية، أو ربما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلعتين معا، إذ سيتم بيع الطيور الحية بصورة خفية أو مستترة، مما سيؤدي إلى رفع سعرها لأنها ستصبح ضمن السلع النادرة، ولكونها أيضا تتماشى مع الثقافة المجتمعية لغالبية الشعب المصري ، خصوصا في القطاعات الأكثر ازدحاما لتزايد الموروث الشعبي، عن كيفية وجود الطيور المجمدة، وعمرها في الثلاجات، وطريقة ذبحها، وتخزينها، وما إلى ذلك من أمور تؤثر فعليا على تداول السلع أو عدم تداولها، هذا إضافة إلى عدم توافر المجازر الرسمية المشار إليها في القانون أو في قرار وزارة الزراعة سالف البيان، كما أن الموجود منها لا تتوافر بها الاشتراطات الصحية اللازمة لتفعيل مثل هذا القرار، وبالتالي زيادة أعداد الطيور والدواجن الواردة لهذه المجازر، هذا كله بخلاف غياب الرقابة على هذه المجازر أو تفاوتها على أقل تقدير، بما لا يتناسب مع حجم الخطر الصحي الناجم عن عدم وجود الرعاية الصحية الكافية حال تنفيذ مثل هذا القرار.

ولأول مرة أصادف تفاعلاً من ممثلي اللجان البرلمانية بمجلس النواب مع القطاعات الشعبية ضد صدور مثل هذا القرار، فبحسب المنشور على موقع اليوم السابع بتاريخ 11 أكتوبر، فقد انتقد عدد كبير من أعضاء لجنة الزراعة قرار منى محرز نائب وزير الزراعة بشأن تفعيل قرار منع تداول الطيور والدواجن الحية بين المحافظات، مؤكدين أن القرار يساعد على الممارسات الاحتكارية بما يترتب عليه من زيادة في أسعار الدواجن، وقال الدكتور إيهاب غطاطي عضو لجنة الزراعة أنه بدلا من تطبيق قرار منع تداول الطيور الحية كان على وزارة الزراعة وضع خطة لتطوير القطاع الداجني من حيث الاهتمام بطرق نقل الطيور الميتة ” النافقةبالمزارع التي تنقل دون خطة وغياب للأسلوب العلمي لجمعها من خلال محارق مركزية مثل دول العالم، بالإضافة إلى فشل طرق تداول السبلة التي تؤخذ من المزارع دون تعقيم وتعبئة والتي تتطاير أثناء عملية النقل بما يساعد على انتشار فيروس سى حال وجود إصابة بالمزرعة.

ومن هنا وبعد ذلك التلاحم بين القطاع الأوسع والأفقر من الشعب، وبين لجنة الزراعة في مجلس النواب، يجب أن تتوقف الحكومة ممثلة في سلطتها التنفيذية عن استدعاء مثل تلك القوانين أو القرارات التي صدرت في مناسبات أو بخصوص أحداث بعينها، لطبقها وقتما يعن لها، دون النظر إلى مدى تأثير مثل تلك القوانين أو القرارات على المسارات الشعبية الواقعية، وفي ظل ظروف اقتصادية يعلم القاصي والداني مدى فداحتها على المواطنين، وقد عبر عنها السيد رئيس الدولة في إحدى المناسبات بقوله” أعلم أن الشعب المصري قد تحمل الكثير ، وصبر على الكثير ، فهل يستطيع الشعب تحمل المزيد من القرارات أو القوانين المتعلقة بقوت يومه، في ظل ارتفاع جارف لأسعار السلع الرئيسية، منذ قرض صندوق النقد الدولي، وتوالي السياسات المصاحبة له، والمرتبطة برفع الدعم عن المزيد من السلع الأساسية.

ومن الزاوية البرلمانية فإنني أرى أنه لا يجب الوقوف عند هذا الحد من توجيه اللوم إلى الحكومة أو إلى مصدري مثل هذه القرارات، حتى ولو ارتقى الأمر إلى طلبات الإحاطة أو الاستجوابات، واللذان يمثلان أهم الأدوات الرقابية للسلطة البرلمانية، وإنما يكون هناك تصرف أكثر حمية بحسب المتصرف هو في الأصل صاحب السلطة التشريعية، إذ يجب في مثل هذه الأحوال إعادة مناقشة مثل هذه القوانين في ظل تغير الظروف التي كانت مصاحبة أو متسببة في إصدارها، وبالتالي تعديلها بما يتوافق مع الاحتياجات المجتمعية الآنية، أو حتى إلغاء مثل هذه التشريعات، وهذا هو الاختصاص الأصيل لمجلس النواب، حيث يسمى في كتب الفقه الدستوري بالمجلس التشريعي، كما وأن مثل هذه القوانين ليست بالقوانين المخلدة، وذات المنحى التاريخي ، وحتى لو كانت فإنها من حيث أصلها العام عمل بشري يخضع للتغيير حسب الظروف التي يمر بها المجتمع والتي تتوافق والحاجات الأساسية لقطاعات الشعب الأرحب

]]>
https://katib.net/2018/10/21/%d8%b7%d8%a7%d8%b1%d9%82-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%ac%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d8%af-%d9%88/feed/ 0
المهندس. يحيى حسين عبد الهادي يكتب : لكن الرئيسَ أيضاً أهان القضاءَ https://katib.net/2018/10/17/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%84%d9%83%d9%86/ https://katib.net/2018/10/17/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%84%d9%83%d9%86/#respond Wed, 17 Oct 2018 09:00:03 +0000 https://katib.net/?p=10237

 لا أعتقد أن هناك من يوافق على إهانة القضاء (ولا إهانة أى مؤسسة ولا أى إنسانٍ بالطبع) بمن فيهم من صدرت بحقهم أحكامٌ بالحبس والغرامة بتهمة الإدلاء بتصريحاتٍ، رأت المحكمةُ فيها إهانةً للقضاء .. بعضها فى الإعلام وبعضها فى البرلمان .. بعضها ضد أحمد الزند وبعضها أكثر اتساعاً .. وهى فى النهاية (أقوال) .. وهو ما استدعى السؤالَ المنطقى (إذا كان هذا شأن من يهين القضاء قولاً، فماذا عمَّن أهانه عملاً؟!).

فإهانة القضاء لها وجوهٌ متعددة تتجاوز الأقوال المسيئة إلى الأفعال المسيئة .. من هذه الوجوه بالتأكيد: العبث باستقلال القضاء، وعدم احترام أحكامه، وتفصيل قوانين تبيح للجانٍ إداريةٍ القفز على أحكام القضاء والتصالح مع لصوص المال العام … وغير ذلك مما صارت ترزح تحته شبه الدولة.

قبل نحو عامٍ ونصفٍ، صدر حكم المحكمة الإدارية العليا بتأييد حكم محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة المؤكِد لمصرية جزيرتى تيران وصنافير وأنه (لا وجود لسيادةٍ أخرى تُزاحم مصر فى هذا التواجد، بل إنه لم تكن هناك دولةٌ غير مصر تمارس أى نشاطٍ عسكرىٍ أو أى نشاطٍ من أى نوعٍ على الجزيرتين باعتبارهما جزءاً من أراضيها .. كما لم يثبت على الإطلاق ممارسة المملكة العربية السعودية لأى مظهرٍ من مظاهر السيادة على الجزيرتين سواء قبل إعلان المملكة عام 1932 أو بعدها) .. وأحكام المحكمة الإدارية العليا هى أحكامٌ نهائيةٌ وباتة ولا يجوز الطعن عليها وواجبة التنفيذ على أكبر مسؤولٍ فى الدولة .. لكن أكبر مسؤولٍ فى الدولة امتنع عن تنفيذ الحكم الذى كان من شأنه أن يوفر له تراجعاً كريماً ومخرجاً آمناً من الكارثة الوطنية التى ما كان له أن ينزلق إليها أصلاً (ولكنها إحدى تجليات حكم الفرد) .. وشهدت مصرُ سلسلةً من الأكروبات القانونية وغير القانونية للتملص من تنفيذ هذا الحكم .. ووفقاً للقانون المصرى، فإن عدم تنفيذ الأحكام القضائية يستوجب الحبس والعزل من الوظيفة (وقد صدرت أحكامٌ بالحبس من قبل لهذا السبب طالت رؤساء شركاتٍ ومصالح حكومية .. بل ورئيس وزراء سابق “د.هشام قنديل”).

 هذا عن وجوبية تنفيذ الأحكام بِغَّضِ النظر عن مضمونها .. فما بالُنا ومضمون الحكم من النوع الذى يَطرَبُ له كلُ ذى فِطرةٍ وطنيةٍ سَوِّيةٍ .. فهو يُقِّرُ بمصرية أرضنا (وهى مصريةٌ حتى ولو لم يحكم القضاءُ بذلك) ..  ولَم يكتفِ سيادته بعدم تنفيذ هذا الحكم واجب التنفيذ والبات والنهائى، ضارباً به وبالدستور عرضَ الحائط جهاراً نهاراً .. وإنما استصدر من برلمانه المُعَّلَبِ قانوناً يطلق يده فى تعيين رؤساء الهيئات القضائية ويطعن مبدأ استقلال القضاء والفصل بين السلطات .. ثم تجاوز كل الأعراف والأصول المرعية والمستقرة ولم يحترم قرار الجمعية العمومية لمستشارى مجلس الدولة بالإجماع باختيار المستشار الأقدم يحيى الدكرورى رئيساً لمجلس الدولة.

قديماً تعلمتُ من والدى وزملائه القضاة الأجلَّاء (رحمهم الله) أن الفارق الجوهرى بين إهانة القُضاة وإهانة القَضاء .. أن الأولى تخص القاضى، لذلك غالباً ما يتنازل عن حقه (فى حدود الكرامة) خشية أن يقتص لنفسه فيختل ميزان العدالة .. أو يبادر بالتنحى من تلقاء نفسه دون انتظارٍ للرد .. أما إهانة القضاء (بأفعالٍ كالتى أشرنا إليها آنفاً) فلا يملك القاضى أن يتسامح فيها .. لأنها لا تخصه وحده .. فهى تطعن فى العدالة كأساسٍ من أُسُس الدولة وحقٍ من حقوق الشعب .. وهى جريمةٌ لا تسقط بالتقادم ويُحاكَمُ المسؤولُ الذى يرتكبها عاجلاً أو آجلاً عندما يسقط عنه هيلمانه .. عسى أن يكون قريباً.

]]>
https://katib.net/2018/10/17/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%84%d9%83%d9%86/feed/ 0
أمير متى يكتب عن: المأزق السعودي في مقتل خاشقجي وسيناريوهات الخروج https://katib.net/2018/10/15/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%b2%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84/ https://katib.net/2018/10/15/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%b2%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84/#respond Mon, 15 Oct 2018 14:01:30 +0000 https://katib.net/?p=10120 في 14 فبراير 2005، تم تفجير موكب رفيق الحريري في لبنان. أعقب التفجير اتهام سوريا بأنها المسؤله عن الحادث و أن سوريا تحاول ان تغير التوازن السياسي في الداخل اللبناني لصالحها عن طريق الاغتيالات عبر حليفها في حزب الله. أعقب ذلك ممارسة ضغوط دولية ضخمه علي سوريا سواء في التحقيقات أو علي المستوى السياسي. وانتهي الامر بخروج القوات السورية من لبنان، و ضعف الوضع السوري في المنطقة.

حادثة رفيق الحريري تشبه كثيرا جدا، مقتل جمال خاشقجي، فخاشقجي معارض مقيم بين تركيا والولايات المتحدة، وهو أحد المعارضين لنظام محمد بن سلمان، وهو ما يعني أننا في انتظار ربما سيناريو مشابه، فكلا الحادثين تم فيه اتهام دول محدده، وأعقبه ضغوط شديدة دبلوماسية.

وتكمن خطورة التهمة في حالة خاشقجي (الاغتيال في المقار الدبلوماسية) انها تمثل انحرافا في السياسة الدولية وخروجا عن النص بتحويل السفارات من مقار للدبلوماسية إلى مقار اعتقال واغتيالات تحت مظلة الحماية الدبلوماسية.

في الحالة السوريا، كانت النهاية هي إضعاف الوضع السوري، وتقويض سلطتها علي لبنان.  وهي نفس النتيجة المتوقعة في الوضع السعودي. فالرجل الممسك بالسلطة “محمد بن سلمان” جال في المنطقة “من اليمن الي سوريا إلى أن يصبح طرفا في أزمة خليجية، وبعض هذه السياسات غير مقبول، خصوصا في اليمن وكذلك احتجاز رئيس الوزراء البناني “سعد الحريري”.

ظهرت محاولة من السعودية أمس الاول لاحتواء الاوضاع عبر اقالة مستشار الملك الخاص “القحطاني” من كل المناصب الرسمية السعودية. ولكن هذا لم يكن كافيا للغرب فالقحطاني ليس بيديه قرار فعلي بل مستشار.

هذا المعنى أكدته صحيفة هاآرتس الاسرائيلية والتي خرجت لتقول ان محمد بن سلمان انهي حياته السياسية قبل ان تبدأ. و انه من المتوقع استمرار الضغوط علي السعودية والتي لن تنتهي الا بتغير جذري في السياسات عن طريق تغير طريقة صناعة القرار والأشخاص القائمين عليه و ليس عن طريق تقديم كبش فداء.

لكن هل تستطيع السعودية الاستمرار في سياساتها ومقاومة الضغوط؟

نشرت حسابات قريبة من صناعة القرار السعودي جمله تحذيرات سعودية اذا قام المجتمع الدولي بفرض عقوبات. تتمثل التحذيرات أربع قطاعات

النفط، و عقود شراء السلاح، الترتيبات السياسية و الامنية، العلاقات الامنية لمحاربة الاٍرهاب.

واقعيا، سنجد ان عقود النفط سوف ترتفع في حاله العقوبات علي السعودية لفترة، وسوف يتأثر بالضرورة الاقتصاد الامريكي والعالمي. و لكن هذا التأثر سيكون مؤقتا، وذلك لعدة أسباب منها وجود مصادر طاقة أخرى بديلة بالفعل علي المستوي العالمي “كالغاز الطبيعي”، ووجود دول أخرى تستطيع أن تسد العجز الناتج عن الانتاج السعودي، والأهم ان نسبه النفط السعودي في انخفاض و اتجاه الولايات المتحدة الي الاعتماد علي النفط المحلي وزيادة إنتاجه. فتأثير النفط في الحقيقة سوف يؤثر علي السعودية لفترة طويلة وعلي المجتمع العالمي لفترة قصيرة المدي.

بالنسبه إلي عقود السلاح، فالسعودية ليس لديها تدريبات ولا قيادات ولا خبرة تستطيع بها أن تتجه إلى الاعتماد علي الصين أو روسيا في السلاح، بالإضافة إلى أن ١١٠ مليار دولار هم في الواقع ليسوا اضافة للاقتصاد الامريكي. فهي عقود مع البنتاجون و ليس شركات منتجة.

أما التغيرات السياسية أو الاتجاه إلى ايران وروسيا وإقامة منطقة عسكرية روسية.. فهو أمر مستبعد. فأيران هي عدو قديم منذ ١٩٧٩، وروسيا غير مؤتمنه علي استمرار النظام الحاكم. بالإضافة إلي التقارب الروسي الايراني حديثا في سوريا، مما يجعل التعاون الروسي السعودي محل شك.

لا تمتلك السعودية كثير من اوراق الضغط او المقاومة حاليا. فهي ضعيفة داخليا و خارجيا. سقطت كثير من اوراقها في العراق و اليمن و سوريا. و لا يوجد حلفاء حقيقين يمكن الاعتماد عليهم.

كان نتيجة هذه، بداية محاولات جس النبض مع النظام التركي و وصفه “العلاقات الوثيقة بين البلدين”، ثم موافقة السعودية علي لجنه مشتركة للتحقيق “سعودية و تركية”. ثم محاولة إرجاع الطلاب السعوديين الي كندا مره اخري لتهدئه العلاقة، ثم عزل القحطاني من منصبه في الديوان الملكي السعودي.

و في نفس الوقت، بيان مشترك من فرنسا و انجلترا و المانيا “اقوي ثلاث دول في اوروبا”، و ضغوط أمريكية و عدم قدرة ترامب عن الدفاع عن السعودية “الضغوط من الكونجرس بحزبيه الديمقراطيين و الجمهوريين”.

 

كيف يمكن الخروج من الأزمة؟

المجتمع الدولي يمارس ضغوط هائلة علي  السعودية حفاظا علي اتفاقية جينيف، و منع تحويل مقار البعثات الدبلوماسية الي مقارات تعذيب و قتل. فالثمن لتغير السياسات يكون باهظا في كثير من الأحوال، و غالبا يحتوي علي تغير أشخاص.

ليس بالضرورة تقديم شخص الي المحاكمه، و لكن الأهم هي ضمان احتواء الانفلات السياسي السعودي علي المستوي الدولي.

لا يريد المجتمع الدولي إسقاط النظام السعودي، وهذا يعني أن ولي العهد عليه ان يتقدم باستقالته، أو يتم مشاركة أشخاص آخريين للحكم معه مما يقلص سلطاته بشدة.

الوضع مازال قيد المباحاثات، وهناك الكثير من الحقائق وتوازنات القوي تحت الاختبار. مراقبه التصرفات ومحاولات التهدئة هي ما تحدد اتجاه سير الامور ليس فقط في الداخل السعودي و لكن في الخارج ايضا.

]]>
https://katib.net/2018/10/15/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%b2%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84/feed/ 0
د. نور فرحات يكتب: هل مجانية التعليم الجامعي هي سبب تدهوره ؟ https://katib.net/2018/10/10/%d8%af-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%84-%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac/ https://katib.net/2018/10/10/%d8%af-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%84-%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac/#respond Wed, 10 Oct 2018 14:16:16 +0000 https://katib.net/?p=9740 أكتب من واقع خبرتي كأستاذ جامعي مدة تزيد عن الأربعين عاما . واقع التعليم الجامعي متدهور للغاية لأسباب متنوعة ليست منها مجانيته . سوء حال الخريجين وبطالتهم وعجز الكثيرين عن القيام بعملهم بكفاءة وتدهور مستوي طلاب وأبحاث الدراسات العليا كل هذه مؤشرات علي تدهور التعليم الجامعي .

تعلمت شخصيا من المرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الجامعية بالمجان تماما .كانت الدولة في مراحل التعليم قبل الجامعي تقدم لنا وجبات غذائية وفي كل مراحل التعليم كانت تقدم لنا إمكانات ممارسة النشاط الثقافي والرياضي والاجتماعي الذي يجعل العقل السليم المتسائل في الجسم السليم المتعافي.قد يقال أن عدد سكان مصر في هذا الوقت لم يكن كبيرا .ولكن ميزانية مصر ومواردها وقتها لم تكن بالضخامة التي عليها الآن.

لا أظن أن ميزانية التعليم الجامعي ترهق الدولة المصرية التي درجت علي إنفاق مواردها في مصارف أقل ما يقال عنها أنها مثار تساؤلات جدية .ثم إن التعليم والصحة والسكن والثقافة هي واجبات على الدولة الحديثة وفقا لعهود حقوق الإنسان التي صدقت عليها مصر وليست مجرد أعباء علي الدولة تضجر منها كل حين .

الدولة لا تنفق أموالا كثيرة على التعليم النظري الذي تحشد في مدرجاته عشرات الآلاف ولا يكلفها إلا المبني والميكروفون وجنيهات قليلة تقدمها رواتب للأساتذة .أما الكليات العملية فتعاني من نقص شديد في المختبرات والمعامل وفي الوسائل التعليمية .البنية الأساسية للجامعات من مكتبات ومعامل وتكنولوجيا توقفت الدولة من عشرات السنين عن دعمها.

الجامعة هي أستاذ وطالب وبنية أساسية ومناخ للحرية الأكاديمية يسمح بالإبداع. كثير من شباب الأساتذة اليوم الذين حصلوا علي درجاتهم من الجامعات المصرية تعلموا في ظل منظومة فاسدة . أساتذة جيلي والأجيال السابقة وبعض من لحقونا تلقوا تعليمهم ما بعد الجامعي في جامعات الخارج وعادوا ومعهم تقاليد الجامعات العالمية. الإدارة العامة للبعثات التابعة لوزارة التعليم العالي كانت تبعث كل عام مئات المبعوثين إلى أوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها تنفق عليهم الدولة دون ضجر أو تبرم .الآن أصبحت درجات الماجستير والدكتوراة التي تمنحها بعض الجامعات تحيط بها التساؤلات، وأصبحت ترقيات أعضاء هيئة التدريس وتقييم إنتاجهم العلمي تحيط بها المجاملات .

التوسع في إنشاء الجامعات الإقليمية دون الإعداد الجدي أدى لمزيد من التدهور .تدخل الأمن في اختيار رجال الجامعة والرقابة عليهم أدى إلى انزواء الكفاءة والحرية وأصبح الحرص علي كرسي الوظيفة أهم من الحرص على التقدم العلمي .تدهور أجور أساتذة الجامعة دفعهم إلى البحث عن الدخل المادي في مصادر خارجية بافتتاح المكاتب الاستشارية والعيادات أو بيع الكتب للطلاب أو إعطاء الدروس الخارجية أو كثرة الانتدابات لجامعات أخري أو غير ذلك .لن أحكي عن حالات محددة بأسماء محددة للفساد الجامعي مذكورة في أضابير الجامعات وأجهزة التحقيق .

الطلاب الذين يلتحقون بكليات الجامعة جاءوا من نظام تعليم قبل الجامعي فاسد يقوم علي الحفظ والتلقين وقتل الإبداع والابتكار، كثير من أوائل الثانوية العامة تعثروا بعد التحاقهم بالجامعة، ما يدرسونه هو ما ينقله أساتذتهم نقلا مشوها عن كتب أساتذة الأجيال السابقة دون تطوير أو ابتكار وأخشى أن أقول ومع كثير من التشويه .

انتشرت طبقية التعليم الجامعي حتى داخل الجامعات الحكومية .كثير من الكليات وفي سبيل الحصول علي دخل مادي درجت علي إنشاء أقسام للغات عالية المصروفات .أشك أن أساتذة وطلاب بعض هذه الأقسام يجيدون اللغة التي يدرسون بها .هناك عقد غير مكتوب بين الطلاب والجامعات : سندفع لكي ننجح بتفوق ونتبوأ بعد ذلك المناصب المرموقة في الدولة .

بعض الطلبة الراسبين يقيمون دعاوي قضائية لإعادة تصحيح أوراقهم .أتعاب إعادة تصحيح الورقة الواحدة للأستاذ المصحح حوالي ألف جنيه مصدر جديد للدخل للأساتذة والتميز للطلاب أبناء الأثرياء ذوي الحظوة .

طبقية أخرى في التعليم الجامعي تتمثل في الجامعات الأجنبية التي انتشرت كالجراد في مصر ويدفع فيها الطلاب عشرات الألوف من الجنيهات.في زماننا كانت الدولة لا تعادل الدرجة العلمية التي تمنحها الجامعة الأمريكية بدرجات جامعات الدولة .أشك الآن أن مستوي خريجي الجامعات الأجنبية يفضل كثيرا مستوي التعليم الجامعي الحكومي. ولكن خريجيها هم أولاد الناس .وزير اقتصاد سابق في عصر مبارك دعا في مجلس الشعب إلي عدم ذكر أولاد الناس بسوء.

البنية التحتية للجامعات الحكومية بنية رثة .المكتبات والمعامل والمختبرات والوسائل التعليمية حالها لا يسر أحدا .

هل يكون حل كل هذه المشكلات بمجرد إلغاء المجانية ؟ بالطبع لا .لن أتحدث عن دول متقدمة تعلم أبناءها في جامعاتها مجانا مثل فرنسا وألمانيا والسويد ، ولكن أتحدث عن دول من العالم الثالث مثل تونس ومالطة والمغرب ، ولن أتحدث عن دول قليلة في عدد السكان ولكن أتحدث عن دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الهند والصين ، التعليم العالي في كل هذه الدول مجانا.

المشكلة ليست في المجانية ولكن في إعادة هيكلة النظام التعليمي بأكمله، وإليكم بعض المقترحات القابلة للنقاش :

١- إعادة الاعتبار للتعليم الفني قبل الجامعي وربطه باحتياجات مؤسسات خطة التنمية .قبل ذلك لابد أن تكون هناك خطة تنمية واضحة ورفع أجور خريجي التعليم الفني الأكفاء، وربط هذا التعليم بسوق العمل.

٢- تطوير نظام التعليم العام .ولا أريد أن أخوض في حديث التابلت وكثافة الفصول والـ ١٣٠ مليار ومهلة السنوات العشر، وكل ما أطلبه أن نخرج من الأدراج دراسات عبد العظيم أنيس وحامد عمار ومؤتمرات التطوير المتعددة ونطرحها للنقاش العام وأن نكون واسعي الصدر فالأمر يخص مستقبلنا ،

٣- جعل بقاء عضو هيئة التدريس في وظيفته قبل درجة أستاذ رهنا بالإنتاج العلمي وفقا لتقييم يشترك فيه عنصر دولي

٤- اعتماد التأليف الجامعي المشترك المحكم دوليا وحظر بيع كتب الأساتذة حظرا تاما ،

٥- إعادة النظر في لجان ترقية أعضاء هيئة التدريس ومشاركة ممثلين من الجامعات الأجنبية فيها واشتراط النشر الدولي في دوريات محكمة .

٦- مضاعفة مرتبات أعضاء هيئة التدريس خمسة أمثال على الأقل على أن يحظر عليهم العمل بجهات خارجية إلا في المشروعات القومية .

٧- تحصيل رسم لتطوير التعليم قدره 10 جنيهات على كل مكاتبات الجمهور لأجهزة الحكومة على أن ينشأ لذلك صندوق تابع لمجلس مستقل يسمي مجلس تطوير التعليم.

٨- إلغاء كافة الجامعات الأجنبية في مصر ودمجها في الجامعات الحكومية بعد تطويرها ويمكن كخطوة مرحلية إخضاع الجامعات الأجنبية للإشراف الإداري والمالي والعلمي للمجلس الأعلى للجامعات، وإلغاء كافة أقسام التعليم الأجنبي في الجامعات الحكومية، وجعل دراسة اللغات الأجنبية والمواد العلمية باللغات الأجنبية إلزاميا وجادا في الجامعات الحكومية.

٩- الحوار حول استحداث اختبارات للقدرات للطلاب طالبي الالتحاق بكليات الجامعة

١٠- حرمان الطالب من المجانية في حالة رسوبه عامين جامعيين

١١- دعم وتطوير البنية التحتية الجامعية وبنية الأنشطة

١٢- تحقيق الاستقلال الفعلي للجامعات ووقف التدخلات الأمنية في التعيينات والأنشطة الجامعية ،

ليس بإلغاء المجانية ينصلح حال التعليم

]]>
https://katib.net/2018/10/10/%d8%af-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d9%87%d9%84-%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac/feed/ 0
كارم يحيى يكتب: أخشى على جمال خاشقجي.. من مصير رضا هلال https://katib.net/2018/10/07/%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%85-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%ae%d8%b4%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d9%85/ https://katib.net/2018/10/07/%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%85-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%ae%d8%b4%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d9%85/#respond Sun, 07 Oct 2018 10:13:04 +0000 https://katib.net/?p=9465  لم تكن تروقني مقالات جمال خاشقجي في جريدة “الحياة” السعودية التي تصدر من لندن.وهي صحيفة على قيمتها الصحفية اعتقد انها لاتصمد كثيرا أمام اختبار حيلة اصطناع ” ليبرالية سعودية ومهنية ممولة من الملوك والأمراء الوهابيين “.  وبالنسبة لي كان قلم الرجل الأقل جاذبية ومصداقية بين كوكبة كتابها على مدى سنوات . كما لم يكن يروقني مطلقا ما يكتبه زميلي في “الأهرام” رضا هلال، وكذا ما يفعله في المهنة والنقابة لحساب سلطة مبارك المدعومة أمريكيا وخليجيا واسرائيليا .لكن وجدتني مع اختفائه او بالأدق اخفائه من قلب القاهرة أغسطس 2003 ـ اي قبل اكثر من خمسة عشر عاما ـ أشعر بحزن. بل وبغصة لا يداويها مرور السنون. ليس فقط لأن انسانا وصحفيا ما ـ وإن كنت أعرفه تزاملنا وتفاعلنا واختلفنا ـ جرى اخفاؤه .أو لأن سلطات دولة مسئولة عن هذا المصير تصرفت على نحو يستهين بحق الحياة .وأيضا بسلامة صحفي وبقيمة ما يفترض من سعي للحقيقة .وهذا على أقل تقدير اذا ما تجاوزنا عن القول بأنها هي الجهة التي قامت بالاخفاء والتخلص منه . بل والأخطر والأقسى على النفس أن قلب الغصة يظل في  تبلد زملائه المقربين والخلصاء وادارة الصحيفة التي عملنا بها .

 في تلك الأيام التالية مباشرة لاختفاء أو بالأحرى اخفاء “الزميل رضا ” داهمني شعور بالعار.و ما زال والى  الحين. شعور  ممزوج برائحة عطن . واخالني حينها توصلت الى ارتباط مبهم  بين زيادة تبريد المكيف المركزي بمبنى “الأهرام” العملاق بوسط القاهرة الى درجات دنيا تدفع للقشعريرة وبين توهم كون جثه رضا هلال مخبأة هنا أيضا خلف أحد الجدران او الأبواب أوفي المخازن أو بين دفاتر أوراق .وكذا بأن المتورطين في لعبة الاخفاء الدموية القذرة من داخل الوسط الصحفي يقاومون بالصمت والتواطؤ وأيضا بتأليف الروايات الخيالية غير الموثقة او الموثوقة عن قصة غرام حرام مع سيدة متزوجة او ما أشبه انفجار رائحة الجثة في المكان كـ ” فضيحة ” لنظام سياسي عفن و لصحافة ومهنة ونقابة وزملاء أصابهم بدورهم هذا العفن الى النخاع .فالأفضل حالا بينهم التزموا الصمت ولم يختبروا ويحققوا بما لديهم من أدوات عمل مهني ونفوذ تسمح به مناصبهم العليا في المؤسسة الصحفية الأكبر والأهم في مصر وربما الشرق الأوسط افتراضات أكثر خطورة وجدية كانت متداولة عن صلة نجل الرئيس جمال مبارك بهذا الاخفاء .أو ما رواه في الإبان بعض من جرءوا من خارج الوسط الصحفي ـ ولا اقول الجماعة الصحفية او زملاء المهنة ـ عن انفلات لسان الضحية ـ ومن موقع اعلامييي السلطة و رجال الرئيس وعائلته وأبنه ـ بما لايروق في جلسة خاصة .

بعد نحو أربع سنوات من اخفاء “رضا هلال” .جاء التونسي كمال العبيدي و الايطالي كمبانا الى القاهرة والى الأهرام .و يحفظ لنا تحقيق للجنة الدولية لحماية الصحفيين بعنوان ” الرجل المنسي ” لم تجرؤ على الاقدام عليه لانقابة الصحفيين المصرية ولا اتحاد الصحفيين العرب بهذه العبارة التي استعدتها مع مرور يوم بعد اخر على اخفاء الزميل جمال خاشقجي :

” مما يثير الحيرة ، هو صمت زملائه، الذين تجاهلوا محنته خلال السنوات الأربع الأخيرة.وقد يكون الدافع وراء ذلك الآراء غير الشعبية التي كان يعبر عنها هلال والمؤيدة للسياسة الأمريكية ، ودعمه للعلاقات مع إسرائيل، وكذلك الخوف إلى حد ما. أما صحيفة “الأهرام” التي كان يعمل بها هلال، والتي تعتبر من أكبر وأشهر الصحف في العالم العربي، فلم تنشر عنه سوى النزر اليسير خلال ثلاث سنوات. إن هلال رجل منسي في مصر وفي المنطقة بصفة عامة”. ومع استعادة قراءة هذا التحقيق الدولي اليوم في سياق اخفاء جمال خاشقجي يحفر كاتباه عميقا على هذا النحو الذي يقبض على حقائق يصعب دفنها او اخفائها كجثث البشر في منطقتنا العربية :”لم يستجب رئيس تحرير صحيفة (الأهرام)، أسامة سرايا، لطلبات متكررة من لجنة حماية الصحفيين لعقد مقابلة معه. وفي بدايات شهر سبتمبر (أيلول)، أبلغت سكرتاريا صحيفة (الأهرام) لجنة حماية الصحفيين إن أسامة سرايا مستعد للتعليق على القضية، ولكنه لم يرد على أسئلة لجنة حماية الصحفيين التي أرسلتها لاحقا بوساطة البريد الالكتروني “(*) .

بعد مضي خمسة ايام على اخفاء جمال خاشقجي إثر دخوله مقر القنصلية السعودية في اسطنبول ، أجدني اخشي على زميلي وعلى هذا الانسان وهذه الروح البشرية من مصير مشابه لرضا هلال . وأكاد ابصر ـ وانا تداهمني بقوة رائحة عطن مجددا ـ دوامات النسيان تبتلع الضحية الجديدة يوما بعد يوم و سنة بعد سنة دون ان يظهر للجثمان أثر.و تماما كما في الحالة المصرية . اكتب هذه السطور قبيل ساعات معدودة من كلمة منتظرة من الرئيس التركي ” أردوغان ” عن جمال خاشقجي . لكن من عاشوا تجربة رضا هلال ومن يبصرون واقع المنطقة وحالة الصحافة والصحفيين في تركيا و الاعيب المساومات بين الأنظمة اقليمية ودولية كبرى وصغري من حقهم ان يذهبوا الى ان الزميل جمال كالزميل رضا لن يعود أبدا. فالنظام التركي بدوره كالمصري والسعودي لا يمكنه ان يدعي احتراما للصحافة أوالصحفيين .وقد سود صفحته في سجل انتهاك حرية الصحافة وهو الأسوأ في حبس الصحفيين الأتراك موغلا بقليل خطوات عن النظام المصري .  ولعل ما اتوقع في افضل الأحوال أن نظام  السيد اردوغان قد يتفضل ببعض احراج تجاه نظام آل سعود قبل ان يسود التغاضي والصمت .

وحقيقة أيضا لا يمكن أن اراهن على شئ ذي بال او قيمة مؤثرة في مصير جمال خاشقجي .بل ما يتصدر هو رهان المستبدين القتلة والمتواطئين معهم اليوم وبالأمس ومستقبلا على “دوامات النسيان “. وكذا على رفع درجات التبريد في أروقة الصحف السعودية والممولة سعوديا كما حدث في القاهرة .فرائحة العطن تملأ المنطقة وتمتد الى البيت الأبيض.  وقد يصبح الزميل خاشقجي محظوظا بعض الشئ بأن يجد ” العبيدي” و “كمبانا ” آخرين . وحقيقة وعلى ضوء ماعايشت في تجربة الزميل رضا هلال الأليمة ، لا أنتظر كصحفي يعيش في هذه المنطقة  ويكتب عنها لا تحقيقا من نقابة أو جمعية صحفيين سعودية أو من اتحاد الصحفيين العرب أو ما اشبه .فهذه كلها اشباه نقابات واتحادات مسوخ منزوعة الاستقلالية والولاء لقيم الصحافة خالية من المروءة وحقوق الزمالة.. ولا أقول التضامن بين أهل المهنة . وحتى صحف كالحياة والوطن السعوديتين ـ اللتان كتب بهما آخر ضحايا الصحفيين العرب من الاخفاء القسري ـ لا أفكر في تصفحها على شبكة الانترنت . وليس عندي قلامة فضول لأعرف ماذا نشروا عن هذا القلم وتلك النفس التي كانت معهم وبينهم وعلى صفحاتهم ؟.لا فضول بأي حال عن كيف كتب اصدقاؤه وزملاؤه الأقربون عنه وعن اخفائه ؟ وهل اختلق البعض منهم و بدورهم قصصا خيالية تبرر ان الرجل لن يظهر بعد الساعة أبدا وتزيح الشبهة عن السلطات والأجهزة وتبرئها ؟

فقط هي رائحة العطن الممزوج بالعفن تعود بقوة لتغمر إعلام الانظمة والمال.

فقط وأنا ونحن معا في هذا الضعف الانساني ـ وأكرر الانساني المحض وحسب ـ أقول :

زميلي رضا هلال الذي عرفت يرحمك الله

و زميلي جمال خاشقجي الذي لم نلتق أبدا يرحمك الله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) رابط نص التقرير وكنت للاسف الوحيد في الاهرام الذي تحدثت في سياقة وباسمي مع انني ظللت لسنوات مختلفا مع الزميل رضا هلال بل شديد الاختلاف معه افكارا وسلوكا .ولقد حرصت على أن تجري مقابلة الزميل كمبانا بمكتبي المتواضع بالجريدة،وكأنني اتحدى رائحة العطن  :

https://cpj.org/forgottenman/forgottenman_ar/forgottenman_ar.html

كارم يحيى

كاتب صحفي مصري

]]>
https://katib.net/2018/10/07/%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%85-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%89-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%ae%d8%b4%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d9%85/feed/ 0