“كاتب” تحاور منار الطنطاوي عن حكايات زوجات المعتقلين: ساعات بأقفل على نفسي الباب وأنده على هشام جعفر وأعيط

رئيسية قضايا ساخنة مظاليم ملفات

أقسى اللحظات بعد القبض عليه كانت الزيارة الأولى لم أقو على تخيل أنني لن ألمسه لن أستطع رؤيته وأنني سأراه مقيدًا

هشام رقض ان يراه حفيدة للمرة الأولى مقيدا.. وعمرى ما كنت اتخيل انى اقعد 7شهور مشوفوش

بأفرح لأي معتقل يخرج وأهله بيكتبوا وبأقعد فى حجرتى وأجرب أقولها إخلاء سبيل هشام جعفر.. هشام على الأسفلت انا بكتبلكم وهشام معايا

” تحولن من زوجات وأمهات إلى مكافحات .. عرفن طريق السجون، تحفظهم جيدا طرقات النيابة والنائب العام، تحولت حياتهم رأسًا على عقب، انتقل تفكيرهن من أعمالهن، وإدارة الحياة إلى تجهيز زيارات السجن، وحضور جلسات المحاكمة، أنهن زوجات المعتقلين السياسيين الذين تحولوا إلى أب وأم فور اعتقال أزواجهم.

من بين هؤلاء الزوجات  الدكتورة منار الطنطاوي زوجة الزميل الصحفي هشام جعفر المعتقل على ذمة القضية 720 لسنة 2015 حصر أمن دولة، بتهمة الإنضمام لجماعة إرهابية وتلقي رشوة دولية.

كاتب حاورتها حول التغييرات التي طرأت على حياتها بعد إعتقال زوجها لمدة ثلاث سنوات.

تقول دكتورة منار الطنطاوي زوجة الصحفي هشام جعفر، تغيرت حياتي بطريقة لم أكن أتخيلها على وجه الإطلاق، ففي البداية لم أكن أتصور أنه سيبقي بالحبس كثيرا، ولكن بعد شهرين تأكدت أن الأمر ليس سهل وأنه لن يخرج الآن ، فتحولت من أم وزوجة لا تعرف طريقًا إلا المنزل والعمل الى أم وزوجة وأب .

ثقل الحمل على فقررت أن أشرك أبنائي في تحمل المسئولية وقد كان، أظهر أبناء جعفر ما غرسه بهم، فكانوا عند حسن ظنه، وتحملوا المسئوليات معي، كتبوا بيانات وصوروا فيديوهات دعمًا لوالدهم.

تستكمل منار تحولت من أمراة هادئة ليس لها علاقات إجتماعية واسعة، لشخص يتحرك طوال الوقت، دخلت أماكن لم أتصور يومًا أنني سأمر من أمامها، مثل مصلحة السجون ونقابة الصحفيين والنائب العام وغيرها الكثير من الاماكن.

جلست أنا وأبنائي، وقررنا التخلي عن الكثير من الرفاهيات، حتي تسير حياتنا قلصنا المصروفات، وضعنا احتياجات هشام في مقدمة أولوياتنا، توفير العلاج والملابس وغيره كان همنا الأكبر.

لا يعني هذا أنني استطعت أن اعيش بدون هشام، – تواصل دكتورة منار-  يأتي علي وقت أشعر أني أضعف مما أتصور، ولكن كلما احتاج لي هشام تنتابني القوة، أهرول هنا وهناك، لعلني أجد من يخرجه، أو يساعده حتى على تلقي العلاج”

 مرت بنا لحظات قاسية، تصورت وقتها أن الحياة توقفت، تسرد منار الطنطاوي أمثلة من تلك اللحظات في الزيارة الأولى التي جاءت بعد عام ونصف العام من سجن جعفر، وتقول لم أقوى على تخيل أنني لن ألمسه، لن أستطع رؤيته، وأنني سأراه مقيدا، ومرهقا، لا يمكنه أن يصحبني وأبنائي لزيارة قريب أو للنزهة، وقفت في طابور الزيارة بعد أيام من الارهاق والتعب أبكي، وكان اللقاء الأول بعد عام ونصف يفصلني عن زوجي سلك وأتواصل معه بسماعة لا تزيد عن دقيقة، تنتهي الزيارة ولم أشبع من النظر إلى زوجي، تنهار قوتي وأشعر بالوحدة ولكن من أجله أعود مرة أخرى قوية.

بصوت مخنوق يغلب عليه صوت البكاء تكمل الطنطاوي حديثها ، نعم أمام الجميع أنا الزوجة القوية التي تدافع عن حق زوجها في الحرية، لكن ما لا يراه الناس، أنني اشعر بالوحدة، يمر علي أوقات أغلق بابي وأنده على زوجي الذي لم يرتكب ذنبًا، أعزي نفسي وأكرر أسمه بين طيات غرفتي لأني افتقد ذلك الشخص الذي يمثل لي الحياة، تتحول كل مناسباتنا إلى فقد وفقد، لم أخزن ملابسه، تركتها أملًا في أن ياتي وأن يكون بيننا، تمر علينا أزمات ومشاكل ليس مقدر لأحد ان يحلها إلا هو، ينصرف الأبناء كلا في طريقة وأبقى أنا بمفردي، اتجرع ألم القيد وجبرية الفرقة.

تتابع منار طنطاوي، كانت أقسى اللحظات علينا جميعا، لحظة قدوم ابني واحفادي من الخارج لزيارة جدهم في السجن، ورفض جعفر لذلك، وتصميمه بالرغم من الحاحنا عليه، ألا تراه حفيدته مقيدا، وأن يكون أول لقاء بينه وبين حفيدة في السجن، تنهار حياتي وتغيب البهجة، ولكن احاول واحاول يبقي جعفر ويبقي صوته في خارج اسوار العتمة.

وتؤكد منار طنطاوي إنها أحيانا تشعر بعجز شديد” مش لاقيه سبب واحد لاعتقاله و لا سبب واحد لوضعه فى العقرب و لا سبب لحبسه انفرادى و لا سبب لمنعه من العلاج و لا سبب لمنعه من اجراء الجراحة و لا سبب لرفض دخول كرسي و لا سبب لرفض دخول سرير… لدرجة إنهم لما منعوني من السفر قلت لضابط امن الدولة فى المطار مش مهم عندى اسافر لكن دخلوله كرسى و سرير.

ولما اتسألت ليه ممكن اكون اتمنعت من السفر قلت لانى بتكلم عن حق جوزى مش فى الافراج لا ده انا بتكلم فى سرير كرسي عملية اكل شرب.

وعن مشاعرها عندما تسمع خبر خروج معتقل ” بفرح لاى معتقل يخرج وأهله بيكتبوا اخلاء سبيل فلان و بقعد فى حجرتى وأجرب أقولها بينى وبين نفسي إخلاء سبيل هشام جعفر.. هشام على الأسفلت انا بكتبلكم وهشام معايا وهنزلكم صوره افرحوا معايا زى ما زعلتكم كتير، لكن افوق لروحى و اقول عيشى زى ما ربنا كتبلك و متحلميش لانه فى البلد هنا مش من حقك تحلمى باى شيء، لدرجة إني خايفة فى يوم لما يخرج يكون القهر اللى جوايا اتملك منى و معرفش افرح، خايفة من حاجات كتير قوى و مش عايزة استسلم و بقاوم و بقيت بتجه لاعمال يدوية كتير علشان اقوام و اتعب و انام.

وفي نهاية حوارها مع كاتب تقول منار طنطاوي “هشام وحشنى قوى عمرى ما كنت اتخيل انى اقعد 7شهور مشوفوش “.

Leave a Reply