شهادة طبيب عن حريق مستشفى الحسين الجامعي: «قفلنا على نفسنا باب العمليات وأكملنا عملنا والنار فوقنا»

قضايا ساخنة ملفات

الطبيب: العمال والتمريض والطلبة والدكاترة أنقذوا الناس في ظل تأخر المطافئ وأخلوا مبنى كامل من المرضى

أطباء دخلوا وسط النار ليخرجوا أجهزة التنفس الصناعي ووضعوها بجوار المصابين بعد نقلهم

روى طبيب تفاصيل حادث مستشفى الحسين الجامعي الذي وقع أمس السبت، والتهم الكثير من أساسيات المستشفى، وأكد الطبيب في الشهادة التي تداولتها «جروبات» الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأطباء والممرضين قاموا بأدوار بطولية لإنقاذ المرضى، وإكمال العمليات الجراحية وسط النيران.

وإلى نص الشهادة:

«أنا كنت في الحريق اللي حصل في مستشفي الحسين النهاردة وعيشته لحظة بلحظة

وبعيدا عن سبب الحريق أو الخساير اللي سببها أنا حابب انقل واقع عيشته لمده ساعتين واكتر.

مستشفى الحسين بيخدم قطاع كبير جدا من المرضى، وناس كتير بتسافر من محافظات بعيده ومتبهدلة عشان عمليه أو محجوزة في المستشفى لتلقي العلاج.

وقت ما قام الحريق كنت في العمليات، قفلنا على نفسنا باب العمليات الرئيسي والنار فوقنا لمدة ساعة عشان الحالات متخدرة ومفتوحة ولازم العملية تكمل، الحريق كان في 3 أدور تحت بعض، لما طلعت لقيت زمايلي نواب القلب ونواب الصدر وبنات التمريض بـ100 راجل والعمال بيجروا بالسراير وبينقلوا المرضى بعيد عن الحريق وكان في حالات اختناق كتير من المرضى، بيحاولوا يسعفوهم والدخان مالي المكان، وفي نفس الوقت كانوا بينسقوا مع زمايلنا في مستشفى سيد جلال الجامعي ومستشفى الزهراء عشان يستقبلوا الحالات.

نزلت الدور اللي تحته لقيت نواب الرمد نفس الحال شفت اتنين دكاترة زمايلي شايلين مرضى كبار في السن على أيديهم والله ونازلين على السلم.

العمال والتمريض والطلبة والدكاترة هما اللي أنقذوا الناس حرفيا في ظل تأخر المطافئ والإنقاذ اللي على بعد 5 دقايق من المستشفي، وأخلوا مبنى كامل بدون خساير بشرية ولا وفيات، اللى فى أول صورة دول 2 دكاترة قلب واللي بيجري وراهم عم رضا عامل في المستشفي (بطل اليوم بالنسبه لي) كانوا بيجروا عشان يطلعوا حالات من جوه ويدخلوا يجيبوا غيرهم.

دي أكتر صورة مشرفة بالنسبة لي وهفضل أفتخر بيها وإن محدش فيهم جري وقال يالا نفسي في وقت موت حرفيا زي ده، وعاوز أشكر شباب أطباء القلب خاصة اللي دخلوا وسط النار عشان يطلعوا أجهزة التنفس الصناعي ونزلوا بيها على كتافهم ووضعوها جنب المصابين بعد نقلهم.

وفي خلال دقايق كانوا استلموا 9 حالات من رعاية الصدر ورعاية الباطنة والطوارئ ووضعهم علي تنفس صناعي والعناية بهم كانوا كالنحل والله وأنقذوا مرضى كانوا على بعد دقايق من الموت ..اللهم لك الحمد.

ويظل معتقدي ثابت إن الطبيب هو اكتر إنسان بيخاف على حياة المريض مش لأي سبب غير لأنه اكتر واحد مقدر ظروفه وحاسس بألمه فكل لحظه كان بيدرس ويتعلم فيها طبيعة مرضه وإزاي يعالجه.

حزين جدا على المكان اللي اتعلمنا فيه يحصل فيه كده، وحزين أكتر على الناس الغلابة الضعيفة اللى بيستفادوا من الأماكن اللي زى مستشفى الحسين الجامعى، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها، وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل مقصر وصلنا للحال ده»

الصورة نقلا عن اليوم السابع:

Leave a Reply