قبل يومين من الحكم عليه.. كاتب تحاور والدة “شوكان” عن مشاعرها مع تجربة حبسه: 5 سنوات غابت فيهم الدنيا

صحف وصحفيين قضايا ساخنة مظاليم نرشح لكم

والدة “شوكان”: ماكنتش أعرف أن الكاميرا اللي جبتهاله هتكون سبب شقائي خمس سنوات.. تعبت ونفسي يخرج

الحاجة رضا: كل ما أعرف أن ابني تعب في السجن بيودوني المستشفي.. وكل ما أشوف أصحابه بخاف عليهم من السجن وحرقة قلب الأم

“لم أكن أعرف أن الكاميرا التي اشتريتها له وهو طالب في الإعدادي، ستكون سببًا لشقائي وعذابي خمس سنوات، وانا في أخر عمري”.. بهذه الكلمات بدأت الحاجة رضا، والدة الزميل المصور الصحفي محمود أبو زيد “شوكان”، الذي من المقرر أن تنطق محكمة جنايات القاهرة حكمها عليه وآخرون يوم السبت  المقبل.

تقول الحاجة رضا التي انشغلت أثناء حديثنا معها بتجهيز زيارتها لشوكان في سجنه بسجن العقرب: “ابني طول عمره بيحب التصوير والكاميرا، وهو صغير كان بيمشي يصور كل حاجة وكل حد معدي، ساعتها مكنتش أعرف أنه هيبقي مصور صحفي، وبعد الثانوية العامة رفضنا يدخل أكاديمية أخبار اليوم، ودخل كلية الآداب جامعة القاهرة، ولكن بعد أقل من شهرين تركها، ودخل أكاديمية أخبار اليوم، وقال دا حلمي وهكمله”.

وتضيف الأم لـ”كاتب”: “من يوم ما غاب والدنيا ضلمة في بيتنا، شوكان لديه اخ واخت ولكن كان هو نور البيت وسندي، يمتلك حنيه لم تحظى بها أم، ابتسامته ودوشته اللي كان بيعملها طول الوقت كانت مخليه الحياة حياة، من يوم ما اتظلم وغاب غابت الدنيا”.

تستكمل الحاجة رضا والدة شوكان حديثها لكاتب: “خمس سنين من الظلم، كل يوم بنام وأنا بدعي يارب ارفع الظلم، يارب ابني مظلوم، تمر علينا الأعياد كأنها مأتم، في كل لحظة اتذكر كيف كان يدخل علينا ليلة الوقفة ويفرجني على الصور اللي خدها في شغله، كان بيفرح لما الناس تشكر في الشغل، عمره ما كان إخوان ولا نعرفهم.. كل الذنب اللي عمله ابني هو انه حب شغله، وحب الناس”.

بعد صمت للحظات، تقول والدة شوكان الذي قضى خمس سنوات في الحبس الاحتياطي بتهمة الانضمام لاعتصام الإخوان في محيط مسجد رابعة العدوية: “لما بشوف زمايله بيشتغلوا بترعب عليهم، مبشوفش غير مرض ابني في السجن، وأسوار تفصلهم عن أمهاتهم، وبدله بيضا، وزيارة بتجهزها الأم لأيام عشان تشوف ابنها دقايق، مبشوف غير السلك اللي بيمنعني أخده في حضني”.

وتشير الحاجة رضا إلى أن جيرانها وأقاربها يتحدثون عن شوكان، الذي يتحدث عنه العالم: “ساعتها بحس بمشاعر متناقضة، لأن ابني العالم كله عارف أنه بريء، وأنه معملش حاجة، ومرتكبش ذنب، ولكن في الأخر مازال محبوسا دون أن يشعر بمعاناتنا أي مسئول في الدولةط.

تؤكد الحاجة رضا كل ما بروح زيارة واشوف مرض ابني والاربع جدران التي وضع بها دون ذنب يرتكب، كل ما بسمع انه تعبان وانه يفصلنا جدران واسوار بيودوني للمستشفي.

وتوضح والدة شوكان: “لو عاد بها الزمن لن أرضخ لحلم ابني، لن اشتري كاميرا تزيد حبه للتصوير وتغيبه عن دنيتي”.

ترسل الحاجة رضا التي انهكتها رحلات الزيارة لسجن العقرب برسائل للمسئولين في الدولة، وتقول ان الله هو العدل، ومن خلق القاضي هو الله اتمني ان يتحلى بالعدل وان يخرج ابني من ظلمات السجن وان ينتصر لبريء.

وكانت منظمة التربية والثقافة والعلوم – اليونسكو، قد منحت المصور الصحفي المصري المعتقل محمود أبو زيد المعروف بـ”شوكان” جائزة حرية الصحافة الدولية المرموقة التي تحمل اسم “جييرمو كانو”.

وقالت رئيسة اللجنة التي تمنح الجائزة ماريا ريسا إن “اختيار محمود أبو زيد جاء تقديرا لشجاعته، ومقاومته والتزامه حرية التعبير”.

وكان شوكان يعمل لحساب وكالة “ديموتيكس” البريطانية عندما تم توقيفه في 14 أغسطس 2013 أثناء تغطيته فض اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية شرقي القاهرة.

ونشر موقع وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد 21 ابريل تصريحا للمتحدث باسم الوزارة ندد فيها باعتزام اليونسكو منح شوكان هذه الجائزة.

وقال المتحدث أحمد أبو زيد إن شوكان “متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة”.

وفيما قضى شوكان حوالي 5 سنوات في الحبس الاحتياطي، على ذمة القضية الأشهر في مصر منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، من المقرر أن تقول المحكمة حكمها النهائي بعد غد السبت.

 

 

Leave a Reply