في يوم ضحايا الاختفاء القسري.. “المبادرة المصرية” تطلق دليلا عن الاختفاء وتعريفه وطريقة اعتباره اختفاءا قسريا وكيفية التعامل معه

رئيسية مجتمع مدني

نشرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، دليلا عن حالات الاختفاء القسري، تشمل المعايير التي استخدمتها منظمات حقوقية عديدة لتحديد حالات الاختفاء القسري لضمان اتساق المعلومات والإحصاءات المجمعة مع الركائز النظرية.

وبدأ التقرير بتعريف الاختفاء القسري وفقًا للمادة الثانية من الاتفاقية الدولية الخاصة بالاختفاء القسري، فإنه يُقصد بمصطلح الاختفاء القسري إلى:

“الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية، يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذنٍ أو دعمٍ من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون”.

وتقول المبادرة، إنه جاء توضيحا بالدليل أنه لا يعتبر اختفاءا قسريا إلا إذا ارتكبته الدولة أو أفراد أو جماعات نيابة عنها، أو بدعم منها بموافقة مباشرة أو غير مباشرة أو إذعان من أي سلطة من لطات الدولة سواء عسكرية أو مخابرات أو أمن الدولة أو الشرطة ،أيضا الابقاء علي المختفي أو المختفية في مكان غير معلن فترة زمنية تتجاوز 48 ساعة بدون عرض علي النيابة العامة وبمعزل عن إشراف جهة قضائية، أيضا يسمي اختفاء قسري في حالة نفي السلطات أ الفرد رهن الاحتجاز عند تحري أسرته عنه وهو العامل النهائي الذي يميز الاختفاءات القسرية عن أشكال اخري من عنف الدولة الذي قد يصاحبه.

أيضا يضع التقرير دليلا للتوثيق مكونا من مجموعة من الخطوات والأسئلة التي يمكن للباحثين تتبعها عند تجميع الشهادات من أسرة المختفي منها:

رفع تقرير أَوَّلي: عند وصول شخص ما للإبلاغ عن حادث اختفاء قسري، ينبغي على الباحث/ة طرح الأسئلة التالية بغرض التأكُّد من أنَّ المعايير الثلاثة، خصوصًا المعيار الثالث، قائمة في الحالة قيد البحث. وإذا أسفر أي من الأسئلة عن إجابات تشير إلى حالة مختلفة، لا ينبغي اعتبارها اختفاءً قسريًّا، ومن ثم التعامل معها على هذا الأساس. وفي حالة عدم اتساق الشهادة مع المعايير الثلاثة، ينبغي أرشفة الحالة في قاعدة بيانات الاختفاء القسري. وفي حالة معرفة الباحث/ة عن حالة اختفاء قسري يجب عليه/ـا أن تحاول التواصل مع أهل الشخص المختفي لمساعدته في الوصول إليه وتقديم الشكاوى الحكومية اللازمة.

اسم الشخص المفقود وسنُّه.

متى وأين شوهد آخر مرة؟

كم من الوقت مرَّ على فقدان الشخص؟

هل لدى أحدٍ معلومات (تخمينات أو تأكيدات) حول من يحتمل أن يكون قد أخذ الشخص، سواء من الجيش، أو المخابرات، أو الأمن الوطني، أو الشرطة؟

هل يعرف أحدٌ مَنْ قد يكون متورطا في أخذ الشخص المفقود؟

هل كان هناك أي اتصال في أثناء عملية أخذ الشخص المفقود، وهل ذكر مَن أخذه أيّ شيء؟ مَنْ مِنْ أصدقاء الشخص المفقود/ أسرته/ معارفه/ أو خلاف ذلك كان حاضرًا للتصديق على هذه المعلومات؟

هل حاول مسؤولون في الدولة الاتصال بالشخص المفقود أو بذويه/ بأصدقائه قبل أن يختفي؟

هل أسرة الشخص المفقود/ أصدقاؤه سألوا عن وجوده في أقرب قسم شرطة؟ أين؟ وماذا حدث؟

هل تم تقديم شكاوى أو بلاغات رسمية باختفاء الشخص أو استعلامات في مصلحة السجون عن مكانه؟

 ولو ترك السؤالان الأخيران أيَّ تشوُّش لدى الشخص المبلِّغ أو كان الردُّ عليه بالنفي، فعلى الباحث أن يكون جاهزًا لتوضيح كيفية التحرُّك قانونيًّا، كما يجب توفير الدعم القانوني سواء من نفس المنظمة أو من خلال منظمة شريكة يمكن أن تقدم هذا الدعم.

من المهم أيضا وضع خطة المتابعة: بعد استيفاء أسئلة التوثيق، ينبغي للباحث أن يسأل الشخص إن كان يرتاح في استمرار التواصل معه لمتابعة وضع الشخص المختفي، وذلك بغرض مواصلة التوثيق.

وأضافت المبادرة: “بما أنه تعدُّ السرية هي السمة المميزة للاختفاء القسري، وانعدام اليقين الذي يتعلّق به أصدقاء وأسرة الشخص المفقود، باستثناء ظهور الجسم حيًّا أو ميتًا. وفي مصر، تُخضِع الدولة أجساد المختفين لعدد كبير من النهايات، فأحيانًا يُكتشف أنه تعرَّض للتعذيب ولكنه حيٌّ وذلك بعد بضعة أسابيع، وأحيانًا يُعثر عليه ميتًا في مشرحة بعد شهورٍ، وأحيانًا أخرى يظل مفقودًا لا يمكن العثور عليه ولا السماع عنه بعد سنوات”.

أيضا دليل المتابعة من الخطوات الهامة بغرض تكوين أرشيف مستمرٍّ ومُحَدَّث لحالات الاختفاء القسري في مصر، يكون المقصود بدليل المتابعة هو إمداد الباحثين بمجموعة كبيرة من الأسئلة لتغطيتها في أثناء مقابلات المتابعة (عبر مكالمة هاتفية/ مقابلات شخصية) مع الأشخاص الذين قدَّموا بلاغاتٍ سابقًا حول المفقودين. وينبغي لأول مقابلة للمتابعة أن تُجرى بعد أسبوعين من أول بلاغ أو تقرير عن الاختفاء. بعد ذلك، ينبغي للباحث إجراء المقابلة الثانية وجميع المتابعات المستقبلية بمعدَّل مرَّة شهريًّا، في بداية كلِّ شهر.

نبدأ بتلخيص موجز وتأكيد للبيانات المستوفاة في تقارير سابقة. إذا كان الشخص المتصل بك يشكِّك في أيِّ معلومات سابقة أو يستدعي أيَّ شيء على نحوٍ مختلف، ينبغي معاودة أسئلة التوثيق الأصلي، وطرحها من جديد، كلما تطلَّب الأمر ذلك مع توثيق المعلومات الإضافية.

اسأل عن أيِّ شيء جديد قد يكون حدث منذ آخر مرة كنت على اتصال مع ذوي المفقود:

هل تلقيت أيَّ معلومات جديدة عن الشخص المفقود؟ إذا كانت ذلك، فمَنْ وكيف؟

هل لدى أيِّ شخص معلومات جديدة (بالتخمين أو بالقطع) حول مَنْ يُحتمل أن يكون قد أخذ الشخص المفقود، سواء من الجيش، مخابرات، أمن دولة، أو شرطة؟

هل لدى أيِّ شخص أيُّ شيء جديد حول مَنْ قد يكون متورطًا في أخذ الشخص المفقود؟

هل حاول المسؤولون الاتصال بالشخص المفقود أو ذويه/ أصدقائه منذ أن اختفى؟

هل سألت أسرة المفقود أو أصدقاؤه عمَّا إذا كان موجودًا في أقرب قسم شرطة مرة أخرى؟ إذا كان ذلك، أين؟ ومتى؟ وماذا حدث؟

وبعد استيفاء أسئلة المتابعة، على الباحث أن يسأل الشخص عمَّا إذا كان يشعر بالراحة أو لا يشعر بها في الاستمرار في التواصل والحصول على معلومات (سواء بتجهيل المصدر ليشمل فقط أرقام الهاتف واسم المفقود) لكي يواصل الباحث متابعة الحالة بمعدل شهري. وينبغي للباحث أن يوضح جيدًا أن الشخص يمكنه طلب إزالة معلوماته من قاعدة البيانات وقتما أراد ذلك.

Leave a Reply