برعاية “الأخ الأكبر”.. ملامح لعبة السيطرة على الفضائيات: اختفاء الكبار وعودة وجوه قديمة وعمليات بيع واستحواذ مفاجأة (المتلاعبون بالشاشات)

توك شو قضايا ساخنة نرشح لكم

عكاشة وخالد وعسل يعودون لـ “الحياة”.. وغياب مفاجئ لـ لميس الحديدي ووائل الإبراشي”.. والقرموطي يعلن الرحيل

تامر عبدالمنعم يكشف أسباب توقف برنامجه على “العاصمة”: منذ شراء القناة ويقدم ياسر سليم على فصل الزملاء ووقف برامجهم

جمال فهمي: الإعلام في محنة كارثية وأتمنى الوضع يتحسن.. والبلشي: هناك أموالا ضخمة تضخ في الإعلام والنتيجة صوت واحد

هشام قاسم: ما يحث هو الاستحواذ على الإعلام من قبل جهات سيادية  فشلت في الحشد للنظام

مصادر لـ”كاتب”: “إعلام المصريين” تستحوذ على مجموعة قنوات “سي بي سي” بعد استحواذها على “الحياة”

 

اختفاء بدون سابق إنذار لبعض مقدمي البرامج من الساحة الإعلامية، صفقات معلنة بانتقال الإعلاميين من قناة لأخرى، ورحيل بعضهم دون الخوض في تفاصيل، أحداث ضبابية عديدة يشهدها الوسط الإعلامي دون تفسير ودون سبب واضح، تقترب من احتقار الإعلام في مصر.

فمن الإعلاميين الذي آثار اختفاؤهم مؤخرا تساؤلات لدى البعض، الإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج “هنا العاصمة” على فضائية سي بي سي، وأيضا الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج “العاشرة مساءا” المذاع على فضائية دريم الذي تغيب بشكل مفاجيء ودون توضيح من إدارة القناة .

اختفاء مفاجيء

وبالرغم من إعلان لميس الحديدي عودتها على فضائية “سي.بي.سي” بعد انتهاء إجازتها السنوية لتقديم البرنامج، وإطلاق القناة برومو عبر “يوتيوب” عن عودة برنامجها من جديد، إلا أنها تغيبت ولم تظهر على الشاشة، ولم تعلن إدارة القناة  عن أي سبب لاختفائها من الشاشة، أو تصدر بيانات بشأن الموضوع.

وعلمت “كاتب” من مصادر مطلعة داخل القناة، أن شركة “إعلام المصريين” التابعة للمجموعة الاستثمارية “إيجل كابيتال” استحوذت على شركة “فيوتشر ميديا” المالكة لقنوات”سي.بي.سي”، وأن الإدارة الجديدة بمجرد تشكيلها ستنظر أمر برنامج لميس باستكماله من عدمه.

اختفاء لميس والإبراشي ليس الأول فقد سبقهم العديد، سواء بقرارات معلن أسبابها عن طريق إدارة القناة أو عن طريق مقدمي البرامج أنفسهم دون التطرق لسبب الابتعاد عن الشاشة.

فمن بين الإعلاميين الذين أعلن بنفسه انتهاء برنامجه مع بداية شهر أكتوبر المقبل دون ذكر السبب “جابر القرموطي”، الذي أعلن  خلال حلقته المذاعة، بتاريخ 31 أغسطس الماضي، ببرنامج “مانشيت” المذاع قناة النهار.

إيقاف برامج

وفي مايو الماضي، قررت إدارة قناة on tv  إجراء عدة تغييرات بالخريطة البرامجية للقناة، حيث بدأت بوقف برنامج “بين السطور” الذي تقدمه الإعلامية أماني الخياط، وأيضا برنامج “نقطة تماس” للإعلامى يوسف الحسيني.

وقالت الإعلامية أماني الخياط حينها، في تصريحات صحفية:  “لا تعليق والجهة التي تسأل في ذلك هى إدارة القناة، فمن وجهة نظري أن القناة ستقوم على أساس النشرات الاخبارية بعيدًا عن برامج التوك شو”.

واستكمالا للتغييرات التي بدأتها قناة ON، قررت الاستغناء عن لبنى عسل مقدمة برنامج “الطريق إلى الاتحادية” الذي توقف عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وكانت قناة أون تعاقدت مع لبنى في ديسمبر الماضي، لتقديم برنامج “أون اليوم”، بالاشتراك مع الإعلامي عمرو خفاجي، وبتغيير الخريطة البرامجية أصبحت لبنى تقدم برنامج “الطريق إلى الاتحادية”، لتنهي تعاقدها مع القناة بالتراضي بين الطرفين.

وفي الوقت الذي غادرت فيه لبنى مجموعة قنوات أون، غادر أيضا الدكتور معتز عبد الفتاح، في منتصف أبريل الماضي، بعد أن كان يقدم برنامج  “حلقة الوصل” وأيضا “الطريق إلى الاتحادية”، ووجهت لهم إدارة القناة الشكر على الفترة التي قضوها معهم.

وبجانب التغييرات التي تشهدها الساحة الإعلامية، فقد شهدت أيضا صفقات وانتقالات للإعلاميين من قناة لأخرى على فترات متباعدة، حيث أعلن تامر مرسي رئيس مجلس إدارة إعلام المصريين، الثلاثاء الماضي، عن تعاقد الدكتور توفيق عكاشة مع قناة الحياة لمدة 3 سنوات.

وسبق أن أعلن مرسي، في 26 أغسطس الماضي، عودة المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، بعد مغادرته للقناة لتقديم برنامج “الحياة اليوم” لمدة 3 سنوات مقبلة.

وفي الوقت ذاته أعلن أيضا عودة لبنى عسل لتقديم برنامج “الحياة اليوم” مع خالد أبو بكر لمدة 3 سنوات أيضا.

وفي إطار التغييرات وإعادة هيكلة القنوات التابعة للمجموعة، أعلنت  شركة  “إعلام المصريين” المالكة لشبكة قنوات أون، عن توقف بث ON Live الإخبارية، في 29 يوليو الماضي، مع الحفاظ على حقوق العاملين بالقناة وتحويلها إلى قناة On sport 2.

رحيل وعودة

وجاء ت عودة لبنى وأبوبكر لقناة الحياة مرة أخرى والتعاقد معهم، عقب مغادرة الإعلامي تامر أمين مقدم برنامج “الحياة اليوم”، الذي أعلن خلال تصريحات صحفية أنه غادر القناة بصورة ودية مع الإدارة، بسبب انتهاء مدة التعاقد.

وأوضح أمين أنه كان متعاقدًا مع إدارة قناة الحياة منذ سبتمبر 2015، ولمدة ثلاثة أعوام فقط ولم يجدده مرة أخرى.

وفي مطلع سبتمبر دخلت إدارة شبكة قنوات “LTC” في مفاوضات مع الإعلامي تامر أمين – بحسب ماتداولته بعض الصحف –  للانضمام إلى المحطة الجديدة المقرر إطلاقها في السادس من أكتوبر المقبل والتى تحمل اسم “LTC ONE”.

وبالتزامن مع عودة لبنى وأبو بكر لقناة الحياة ورحيل تامر أمين عنها، شهدت شبكة قنوات الحياة أيضا رحيل الإعلامي عمرو الليثي ، في أغسطس الماضي،  بالرغم من توليه رئاستها منذ شهر مايو الماضي.

وفي مطلع سبتمبر الجاري، تولى الإعلامي عمرو الليثي رئاسة شبكة قنوات النهار بعد التعاقد معه، وتعيين محمد عبد الوهاب بمنصب العضو المنتدب للشبكة.

وبحسب مصادر من داخل القناة، قالت لـ”كاتب” إن العاملين بالقناة لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية منذ فترة، وأن إدارة القناة عرضت على البعض العمل بدون أجر.

ومن الإعلاميين الذي أعلن بنفسه عن سبب اختفائه  من الساحة تامر عبد المنعم، مقدم برنامج “العاصمة” على قناة “العاصمة” الذي نشر مقطعين فيديو على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يكشف أسباب توقف برنامجه وباقي الإعلاميين من شاشة الفضائيات.

وقال عبد المنعم خلال الفيديو: “جاءت إدارة جديدة لقناتي الحياة والعاصمة المملوكة لشركة هوم ميديا، وتم بيعها قبل شهر رمضان للمدعو ياسر سليم”.

وتابع حديثه: “منذ تولي ياسر سليم إدارة القناة والذي أصبح نائب رئيس مجموعة إعلام المصريين، بدأ يتخذ إجراءات بفصل بعض الزملاء العاملين بالقناة بينهم وليد حسني وتحويل البعض للتحقيق، وأيضا الأستاذ عمرو الليثي اللي مشاه من قناة الحياة”.

واستحوذت  شركة “إعلام المصريين ” التي يرأس مجلس إدارتها تامر مرسي، التابعة للمجموعة الاستثمارية “إيجل كابيتال” والمالكة شبكة قنوات أون ON و موقع وجريدة اليوم السابع، وترددات راديو النيل، في 5 يوليو الماضي، على شبكة تلفزيون الحياة

رحيل الدسوقي رشدي

وفي 15 يناير الماضي، أعلن الإعلامي محمد الدسوقي رشدي شبكة تليفزيون “النهار” بشكل رسمي، بعد تقديمه لبرنامجي “قصر الكلام” و “آخر النهار”، وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

اختفاء خالد صلاح

وعلى جانب آخر، أعلنت شبكة تليفزيون “النهار”، في بيان لها  تجديد تعاقدها مع الكاتب الصحفي خالد صلاح، في أبريل الماضي،  لتقديم برنامج “رئيس التحرير”، لينطلق عقب شهر رمضان المقبل، ويقدمه من داخل صالة تحرير “اليوم السابع”، إلا أنه لم يظهر بعد على الشاشة.

سر غياب مقدمي “مصر النهاردة”

وفي إطار عملية تطوير ماسبيرو عاد برنامج “مصر النهاردة” من جديد للعرض على القناة الأولى المصرية الذي يقدمه كلا من : “خيري رمضان ورشا نبيل”، وبعد شهور من عرض البرنامج إلا أنهما تغيبا عن البرنامج، في يوليو الماضي، حتى الآن بسبب إجازتهما السنوية، بحسب ماتم إعلانه.

ووفقا لمصادرمن داخل برنامج “مصر النهاردة”، أكدت لـ”كاتب” أن رشا ورمضان تغيبا بسبب إجازتهم السنوية ولايوجد أي نية لتوقف البرنامج أو تغيبهم بشكل نهائي، لافته إلى أن خيري رمضان يقضي إجازته بلندن الآن ولم يعد بعد.

وفي تصريحات صحفية، قالت الإعلامية رشا نبيل، إن الإعلامية ريهام الديب والإعلامى أحمد سمير، سيقدما برنامج “مصر النهاردة” فى فترة غيابهما عن الشاشة، ولا داعى لأى إشاعات قد تخرج عن توقف البرنامج نهائيا.

صوت واحد

ومن جهته، قال خالد البلشي رئيس تحرير موقع كاتب، إن هناك أموال ضخمة تضخ في الإعلام والنتيجة صوت واحد، وما الفائدة من وجودها، ثم تبدأ نغمة نحن لا نحتاج إلى كل تلك الجرائد وهي نغمة بدأت بالفعل باستبعاد الكبار وتصفيات لقنوات مثلما يحدث مع قناة العاصمة وما يحدث مع إعلام المصريين، في النهاية أنت لا تنتج سلعة تباع ولو قدمتها ببلاش.

وتابع: “نحن أمام سلطة ونظام مستبد تتحرك بخطوات واثقة نحو قتل الكلمة، ويريد أن يري نفسه في الإعلام بالطريقة التي يرسمها، فعندما أقارن بين معركة القانون 96 والمعركة الحالية  لقوانين تنظيم الصحافة والإعلام كانت مختلفة، فالآن السلطة قادرة على أن تقول للمنافق أن يسكت”.

ولفت إلى أن قوانين الصحافة والإعلام التي تم التصديق عليها تؤسس للوضع الأسوأ في تاريخ الصحافة، سواء على مستوي العمل النقابي أوالحريات، وتستكمل الإجهاز على الصحافة المصرية.

واستطرد: “واضح أن السلطة جايه معاها أجندة لتسكت الجميع، فقوانين الإعلام التي تم التصديق عليها تفرض قيود كاملة على الوضع العام في مصر، فقد أغلقت 500 موقع منهم 100 لمؤسسات إعلامية، فنحن أمام سلطة تحقق أرقامًا قياسية في حجب المواقع منهم موقع كاتب الذي حجب بعد 9 ساعات من تدشينه”.

وأضاف البلشي منذ عام 2013 هناك مطاردة مستمرة لكل الصحفيين واعتقالات لكل من يغطي في الشارع، وخلال عامين فقط تم رصد 1600 انتهاك منها اقتحام أماكن عمل ومصادرة معدات وقف طباعة ومصادرة مقالات واعتقال.

الاستحواذ على الإعلام

“الخطة الأساسية هي الاستحواذ على الإعلام من قبل الجهات السيادية ومحاولة تحويله لإعلام إيجابي من وجهة نظرهم”، هكذا لخص الناشر هشام قاسم وضع الإعلام في الوقت الحالي وماتشهده الساحة من صفقات وانتقالات للإعلاميين من قناة لأخرى.

وأوضح قاسم في تصريحات لـ”كاتب”، أن الإعلام الإيجابي من وجهة نظرهم يتضمن أخبار مفرحة ويبتعد عن السلبيات، لكنه يرى أن هذه الجهات ترغب في الابتعاد عن تغطية أخطاء النظام، وإعطاء صورة غير حقيقة عن الأوضاع في البلاد بشكل عام.

ولفت إلى أن فكرة الاستحواذ على الإعلام فشلت فشلا ذريعا في الحشد للنظام لرفع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي-بحسب قوله- وبالتالي فإن تلك الأجهزة لجأت إلى استخدام الصف الثاني والثالث من الإعلاميين، بالإضافة إلى تخفيض نفقات المؤسسات الإعلامية وبالرغم من إهدار أموال كبيرة لم ينجح مخططهم.

وتابع: “الإعلام المصري في الوقت الحالي أشبة بإعلام كوريا الشمالية الذي ألغى برامج التو شو وبث الأخبار الإيجابية من وجهة نظره، وحدث ذلك بالفعل باختفاء بعض مقدمي البرامج والاكتفاء بتقديم نشرات إخبارية وتحجيم الأخبار المتداولة، وأصبحت البرامج المعروضة أقصاها برامج من نوعية صاحبة السعادة وممكن، ومفيش برامج بث مباشر على الهواء”.

وأكد قاسم أن الجمهور أصبح واعي لما يحدث حوله، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية بالخارج ، مشيرا إلى أنه ليس ضد وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بحاجة لتنظيم.

وشدد على ضرورة وجود إعلام أساسي قوي لطرد الإعلام الرديء ، من خلال التنوع في المحتوى الذي يقدم وأن تكون إدارة الإعلام قائمة على خبراء متخصصين وليست جهات سيادية.

محنة كارثية

وفي السياق ذاته، رأى جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق أن الإعلام المصري يعاني من محنة حقيقية وكارثية يجب التصدي لها وبحث أسبابها وعلاجها، لافتا إلى أن الجمهور هجر وسائل الإعلام سواء صحف أو قنوات تلفزيونية.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ”كاتب”، أن الإعلام المصري يحتضر فهناك أزمات طاحنة في المؤسسات الإعلامية بسبب الإفلاس المالي والمهني، والضغوط على حرية الإعلام فالمساحة التي كان من المفترض أن تكون موجودة لم تعد، فضلا عن أنه لايوجد أي تنوع في المحتوى الإعلامي.

وأوضح أن هناك أراء وتوجهات لم تعد موجودة ، وجميع القنوات تقدم محتوى واحد ولا يوجد أي تنوع في الأداء، فضلا عن الإدارة غير الرشيدة التي لاتعلم شيء عن الإعلام وتتحكم في الصورة وتدفع بمن ليس لديهم موهبة أو خبرة.

وتمنى فهمي أن تشهد الفترة المقبلة أي تغير إيجابي في الإعلام حتى يتوقف هذا التدهور فالمشهد الحالي موت للإعلام، فبجانب تقليص مساحة الحريات هناك قوانين للصحافة والإعلام تم التصديق عليها مؤخرا صادرت ماتبقى من مساحة الإعلام التي تجعله ينمو بالرغم من أن هذه القوانين جاءت إعمالا للدستور الذي ينص على حرية الرأي والتعبير.

وأكد فهمي أنه مستحيل أن يستمر هذا الوضع خصوصا أن الناس ليست مستعدة بأخذ جرعة موحدة  من الكلام والبرامج على الشاشات.

Leave a Reply