حكايات الفقر والانتحار.. 11 مواطنًا يتخلصون من حياتهم في سبتمبر بسبب ارتفاع الأسعار والزي المدرسي وأتعاب المحامي ومصاريف الجامعة

رئيسية ملفات
كتب :

تقرير للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان يرصد أسباب الانتحار حسب المنشور بالصحف

وفاء من المرج أشعلت النار بنفسها بسبب ارتفاع الأسعار ومتطلبات المدارس.. وعبد الرحمن فشل في توفير أتعاب المحامي لوالده فانتحر

عامل بجراج في 6 أكتوبر يشنق نفسه بعد مشادة مع زوجته بسبب المصروفات.. وطالبة تنتحر بسبب مصاريف الجامعة

 

على اختلاف أعمارهم وتنوعهم ما بين رجل و امرأة، شاب وكهل، جمعهم الفقر فقرروا التخلص من حياتهم في سبتمبر الماضي هربًا من كل الأعباء التي أثقلت قلوبهم وعقولهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

11 مواطنًا قرروا الانتحار كنوع من الاحتجاج على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية خلال شهر سبتمبر الماضي .. هكذا أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقريرها الصادر، أمس الاثنين، عن مؤشر الاحتجاجات الاجتماعية والعمالية.

ورصد التقرير أسباب الانتحار حسب المنشور بالصحف والمواقع الإلكترونية خلال سبتمبر الماضي، مؤكدًا أن الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة من أهم دوافع الدخول في حالات نفسية سيئة للضحايا ما يدفعهم للتخلص من حياتهم.

يقول التقرير: فقد أحمد.م.م.ع الشاب الذي تم العشرين عاما لتوه الأمل في حياة كريمة، ما تسبب له في أزمة نفسية حادة، فقرر التخلص نهائيا من حياته شنقا.

وفوجىء والد أحمد  في 3 سبتمبر الماضي بنجله معلقا في سقف غرفته في منزله بقرية الشوكة التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، فحاول إسعافه لكن يبدو أنه وصل متأخر بعدما فارق أحمد الحياة كلها.

المدارس ومتطلبات الأبناء وارتفاعات الأسعار التي لا تهدأ، جعلت (وفاء. س 47 عاما) التي تسكن حي المرج بالقاهرة، تشعل النيران في جسدها في 4 سبتمبر الماضي، بعدما مرت بأزمة مالية طاحنة.

ورغم أن نجلها حاول إنقاذها بعدما سمع صراخ يأتي من غرفة والدته، إلا أنه عندما ذهب إليها وجدها مشتعلة بعدما سكبت على نفسها البنزين فحاول الاستغاثة بالجيران لكنها وصلت إلى المستشفى بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

في 9 سبتمبر، لم يحتمل (ع.ح 24 عاما) المشادات اليومية مع زوجته بسبب ضيق حالته المادية إذ يعمل بأحد الجراجات بمدينة السادس من أكتوبر، فضلا عن عدم قدرته على الإنجاب، فقرر شنق نفسه في سقف غرفة نومه.

زوجته كشفت في أقوالها أمام النيابة عن حدوث مشادة بينها وبين زوجها قبل الواقعة بسبب الإنجاب وضيق حالته المادية، وفي يوم الحادث تركت منزلها لتقيم في منزل والدها على إُثر مشادة كلامية مع زوجها.

العجز وقلة الحيلة، دفعا (عبد الرحمن ر) الذي يبلغ من العمر 18 عاما فقط إلى التخلص من حياته في 9 سبتمبر الماضي بعدما فشل في توفير أتعاب المحامي للدفاع عن والده المحبوس على ذمة قضية مخدرات في الفيوم.

والدة عبد الرحمن الطالب بالمعهد الزراعي وعمه قالا أمام النيابة إنه تخلص من حياته شنقًا نتيجة مروره بأزمة نفسية حادة، بسبب فشله في تدبير أتعاب محامٍ للدفاع عن والده، المتهم ومحبوس على ذمة قضية مخدرات تحمل رقم 5776 لسنة 2018.

ولا يختلف وليد عن أحمد سوى في العمر، غير أن العجز كلمة السر  خلف قرارهما المصيري بالانتحار، إذ أطلق وليد (47 عاما) الرصاص على نفسه في 9 سبتمبر الماضي لمروره بضائقة مالية بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة، بمحافظة القليوبية.

“لم يهتم أحد”.. جملة ربما تكون كفيلة بإنهاء حياة  السيد (27 عاما)  معنويا قبل أن ينهيها بنفسه في 16 سبتمبر الماضي بعد مرور بأزمة مالية لكن لم يهتم أحد ، على حد قول شقيقه أمام النيابة.

شقيقه محمد قال إن أخاه المقيم بقرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية تناول حبة غلة سامة، فيما أشار تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية جراء تناول مادة سامة.

دون أسباب معلنة، ألقى طارق (23 عاما)  الحاصل على دبلوم  والمقيم في مدينة بني مزار في المنيا نفسه أسفل قطار الصعيد رقم 776 المتجه من القاهرة حتى سوهاج في 20 سبتمبر الماضي.

وقبل انتحار طارق بأسبوع واحد ألقى  (محمد. ع – 27 عاما) حاصل على دبلوم، ومُقيم داخل قرية العور بمحافظة المنيا  ألقى نفسه تحت العربة رقم 2 من القطار رقم “953 vip” المُتجه من الأقصر إلى الإسكندرية، أمام محطة سكة حديد مغاغة، ليلقى مصرعه في الحال.

 في 21 سبتمبر أقدم  عبد الله الشاب العشريني على الانتحار شنقا، بقرية برمبال الجديدة بمركز منية النصر، بمحافظة الدقهلية، شنقا لمروره بأزمة مالية.

أم شيماء التي تبلغ من العمر 18 عاما، لم تستطع تحقيق حلمها باستكمال دراستها في جامعة خاصة بمصروفات مرتفعة، إذ قرر أهلها إلحاقها بمعهد حكومي قليل التكاليف، فاتخذت قرارها بالانتحار في 21 سبتمبر بعد يومين فقط من عقد قرانها.

مصاريف المنزل والزي المدرسي و متطلبات الحياة بينما الزوج مدمن وعاطل، فمشادة وراء أخرى مع زوجته التي تريد توفير أبسط الاحتياجات للمنزل والأبناء، وعندما وجدت كل شيء بلا  جدوى، ألقت بنفسها من أعلى العقار الذي تسكنه بمدينة النهضة.

عندما رأت ابنتها التي تبلغ 14 عاما هول المشهد لم تتمالك نفسها، فألقت بنفسها على منزل مجاور لمكان الحادث، لكنها ترقد في المستشفى لتلقي العلاج.

وانتهى شهر سبتمبر، بانتحار “أ.ع” في العقد الثاني من العمر محترقا، وأكد أفراد من عائلته أمام النيابة عدم وجود خلافات بين نجلهم و بين أحد و لم يعاني يوما من أي مرض نفسي.

وارتفعت أسعار السلع والخدمات في ظل ثبات الرواتب نسبيا بشكل غير مسبوق خلال العاميين الماضيين، بعدما حررت الدولة سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في نوفمبر 2016 تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار على 3 شرائح، ما ترتب عليه ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.

ولا توجد إحصائيات رسمية في مصر عن أعداد حالات الانتحار رغم تزايدها خلال الثلاثة أعوام الماضية، لكن بحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، الصادر في أغسطس 2017 فإن ما يقارب 800 ألف شخص حول العالم  وضعوا نهاية لحياتهم العام الماضي، فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار، 78 % منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

Leave a Reply