زوجة محمد القصاص في حوار لـ “كاتب” حول ظروف اعتقاله ووضعه الصحي: 8 شهور من الحبس والممنوعات و”بابا هيرجع إمتى”  

أد الدنيا رئيسية قضايا ساخنة مظاليم نرشح لكم

محبوس انفراديا ممنوع من التريض والزيارات الدورية ودخول مكتبة السجن ولقاء المحبوسين الاخرين

الزيارات مسموحة فقط بقرار من النيابة  ومدتها لا تتجاوز 10 دقائق في حضور الضباط والمخبرين : مبنلحقش نقعد معاه

أول زيارة كانت صعبة وثقيلة.. والأولاد تأثروا بغياب والدهم وصاروا يحتاجون لدعم نفسي  

مريض سكر وضغط والأدوية ساعات بتدخل وساعات لأ.. والنيابة أبلغت المحامين أن حبسه انفراديا بتعليمات من السجن  

247 يوما داخل الحبس الانفرادي، منعزلا عمن حوله عاكفا داخل زنزانته محاطا بقضبان حديدية وأربعة حوائط أسمنتية، لايعلم مايدور بالخارج بسبب عزلته التي فُرضت عليه ولايعلم متى سيخرج منها.

فالممنوعات داخل السجن كثيرة ولايعلم متى سينتهي به الحال، ومتى سيخرج من سجن الممنوعات التي صارت تطارده منذ حبسه، فبطبيعة الحال الوحدة لم تكن خير صديق لـ”محمد القصاص” على الإطلاق سواء أثناء تواجده وسط أسرته، أو خلال عمله في المجال السياسي.

يتمتع “محمد القصاص” نائب رئيس حزب مصر القوية – بحسب كل من عرفوه حتى المختلفين معه –  بصفة غابت عن العديد وهي التوافق والقدرة على الدفاع عن المختلف أكثر من المتفق، وترك أثرا طيبا لديهم ولدى كل عابر .

“كاتب” حاورت إيمان البديني زوجة محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية لتشرح وضعه داخل السجن والتهم الموجهة له، وحالة أسرته بعد حبسه.

تقول إيمان البديني إن وضع محمد القصاص داخل السجن لم يتغير كثيرا منذ حبسه ، فهو لازال محبوس انفراديا والزيارات العادية ممنوعة، ما عدا الزيارات من خلال تصريح من نيابة أمن الدولة.

وأضافت زوجة القصاص في حوار لـ”كاتب“، أن القصاص ألقي القبض عليه في 8 فبراير الماضي، ومنذ القبض عليه وضعه لم يتغير وأصبحت تراه مره في الشهر وأحيانا مرتين فقط بالرغم أن زيارات السجن المقررة مرة كل أسبوع، لكنها محرومة من الزيارة العادية دون أسباب.

وسردت إيمان قائمة الممنوعات التي تحاصر زوجها داخل محبسه، قائله: “محمد ممنوع من حاجات كتير، يعني الزيارة الأسبوعية العادية ممنوعين منها إلا بتصريح من نيابة أمن الدولة، وكمان ممنوع من التريض وطول الوقت قاعد في الزنزانة ومبيخرجش إلا وقت التجديد، وممنوع كمان من دخول مكتبة السجن، حتى الزيارات الاستثنائية اللي بتبقى في المناسبات والأعياد أو رمضان ممنوعين منها من غير سبب واضح”.

وتابعت حديثها: “بقيت أشوفه مره في الشهر أو ممكن مرتين، ولما بشوفه مبلحقش اتكلم معاها لأن الزيارة مدتها عشرة دقائق بس، وزيارتنا بيبقى وضعها مختلف عن باقي زيارات الأهالي”. وأوضحت ” خلال الزيارة مبنتعاملش زي باقي أهالي المسجونين، بنفضل منتظرين لفترة طويلة وبنفضل قعدين بالساعات لحد ما الأهالي يخلصوا زيارتهم وبعدين بندخل نقابله.. و رغم إن الزيارة الطبيعية ووفقا للائحة السجون مدتها ساعة فإن الزيارة كلها على بعضها يدوب عشرة دقائق، مبلحقش أطمن عليه ولا اسأله عن صحته ومبنلحقش نتكلم في أي حاجة يدوب بشوفه وخلاص،  وخلال الزيارة بيكون قاعد معانا في الغرفة ضابط واثنين مخبرين”.

وتضيف إيمان : “محمد مش مسموح له يشوف حد من المساجين الآخرين، بيستنوا الكل يخلص الزيارة ويدخلوا وبعدين يخرج وبيفضل قاعد في أوضه لأننا بنروه في غرفة منفصله عن المكان المخصص للزيارات”.

وأشارت إلى أن زوجها موجود بسجن طرة  شديد الحراسة 2 والمشهور بـ”سجن العقرب 2″، وأنها قبل الدخول تنتظر لساعات طويلة وتتعرض للتفتيش الدقيق جدا.

غياب القصاص عن أسرته ترك أثرا كبيرا وسط أهله وبالتحديد على أطفاله الثلاثة، الذين شعرورا بمرارة فقدان والدهم  الأمر الذي أثر على حالتهم النفسية وداهمهم الاكتئاب بالرغم من صغر سنهم حزنا على غياب والدهم.

فمحمد القصاص أب لثلاثة أطفال في مراحلة عمرية مختلفة، أكبرهم ثمانية أعوام، والشقيق الثاني 4 أعوام .. وأصغرهم فتاة عمرها عام.

ثمانية شهورقضاها القصاص داخل زنزانته تاركا ولديه  في موجة من التساؤلات حول موعد عودته، وسبب غيابه، ولا تعلم إيمان كيف ترد عن متى سيعود إليهم- فبحسب زوجة القصاص- فإن نجلها الأكبر ذو الثمانية أعوام يطاردها بأسئلته المتكررة عن والده وموعد خروجه ولماذا هو موجود بالسجن، .. توضح “هو الأكثر إداركا ويعي جيدا مايحدث لوالده”.

وبنبرة مرتكبة مختلطة بالحزن، قالت إيمان بعد تنهيدة طويلة: ” في تغييرات كتير حصلت بعد حبس محمد، والأولاد اتأثروا بشكل كبير وأنا طول الوقت بحاول أخفف الآمهم، في الآخر هما أطفال وباباهم اختفى فجأة “.

وتروي إيمان لـ”كاتب” تفاصيل أول زيارة لهم، قائله: “أول زيارة دي كانت أصعب حاجة عليا وعلى الأولاد تحديدا، وكانت تقيلة جدا خصوصا إنهم هما مش فاهمين اللي بيحصل، وملحقوش يقعدوا مع باباهم، ومش عايزين يسيبوه، ومش عارفين هما ماشيين ليه من غيره”.

وكشفت إيمان أن غياب القصاص عن أولاده أثر عليهم من الناحية النفسية بشكل كبير، وبدأ الأولاد يعانون من الاكتئاب والتعب النفسي لعدم وجود سبب يبرر غياب والدهم، مشيرة إلى أنها مؤخرا بدأت تتابع مع أطباء نفسيين للاطمئنان على صحة أولادها. والذين نصحوها بضرورة استغلال أي وسيلة للتواصل بين الأب وأبنائه، مشيرة إلى أنها تصطحب الأولاد لزيارة والدهم ولكن بصفة غير منتظمة.

وفيما يخص الوضع الصحي لـ”محمد القصاص” تقول زوجته: “محمد عنده الضغط والسكر، ومبلحقش أطمن عليه علشان مدة الزيارة عشر دقائق  وساعات الأدوية بتدخل عنده وساعات مبتدخلش أصلا، وأكيد وضعه ازداد سوءا بسبب الحبس الانفرادي”.

وأشارت إلى أنه خلال الثمانية شهور الماضية، ومنذ حبس القصاص فإن المحامين يتقدمون بطلبات للنيابة بشأن حبسه انفراديا والمنع من الزيارات، وذلك خلال جلسات تجديد حبسه ولكن النيابة تؤكد لهم أنها ليس لها علاقة بالأمر وأنه حبسه انفراديا بتعليمات من السجن.

وعن إقامتهم دعوى قضائية بشأن الحبس الانفرادي منذ القبض عليه، قالت إيمان إنها لم تتخذ قرار بعد وستناقش الأمر مع المحامين بشأن هذا الموضوع.

وألقي القبض على القصاص، في 8 فبراير الماضي، واختفى حينها، وفي نفس التوقيت كانت قوات الأمن تداهم منزل القصاص في غياب ساكنيه، ليظهر في اليوم التالي أمام المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا.

 ووجهت له تهمة الاشتراك مع الإخوان فى التحريض ضد مؤسسات الدولة وعقد لقاءات تنظيمية مع عناصر الحراك المسلح التابعين للجامعة لتنفيذ عمليات بالتزامن مع انتخابات رئاسة الجمهورية، ونشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد لتكدير السلم العام وذلك على ذمة القضية 977 لسنة 2017 المعروفة إعلاميًا باسم «مكملين 2».

وكان القصاص عضوا بائتلاف شباب الثورة، ومؤسس التيار المصري، ثم انضم إلى حزب مصر القوية وأصبح نائبا لرئيس الحزب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المحتجز حاليًا.

وفي الأول من يناير 2018، منع جهاز الأمن الوطني محمد القصاص من السفر إلى تونس مرتين وفي يومين متتاليين دون إذن قضائي أو قرار من النيابة العامة.

وقبلها بعام تم إدراج اسمه على قوائم الإرهاب في يناير 2017، ضمن 1500 شخصية أبرزهم اللاعب السابق لمنتخب مصر محمد أبو تريكة، وذلك بحكم محكمة جنايات القاهرة لمدة 3 سنوات.

وكانت جنايات القاهرة قررت في، 29 سبتمبر الماضي، تجديد حبس محمد القصاص، نائب رئيس حزب “مصر القومية”، 45 يوما، في القضية المعروفة إعلاميا باسم “مكملين 2”.

Leave a Reply