قتلوهم لأنهم مسيحيون.. شهادات الناجين من الموت في مدق دير الأنبا صموئيل بالمنيا: عن التقصير والقتل على الهوية (صور)

رئيسية قضايا ساخنة ملفات نرشح لكم

الصور نقلا عن صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة

ناج من المذبحة: المدق لم يكن مغلقا ولا مؤمنا ولم يتحدث إلينا أحد.. والقتل كان على الهوية الدينية.. عملنا أية عشان كل ده؟

الحادث يأتي بعد شهور من تصريحات نائب برفع خدمات الطريق ورصد 30 مليون جنيه لرصف المدق وتطويره

الأنبا مكاريوس: ما يحدث للمسحيين قتل على الهوية.. والأنبا إغاثون: في كل مرة يقدم الأقباط دروسا في الشجاعة والوطنية

غضب وآلم وصرخات، مشاهد لم تغب عن تشييع جثامين شهداء الغدر الإرهابي من أبناء الكنيسة، 7 شهداء و15 مصابا، دفعوا ثمن أداء فرائضهم الدينية، قتلوا فقط لأنهم مسيحيين.

وسط غضب قبطى عارم، واحتشاد المئات من الأقباط داخل كنيسة الأمير تادرس الشطبي بالمنيا، أقيمت، صباح اليوم الجمعة، صلوات جناز الشهداء الستة الذين وقعوا في الهجوم الإرهابي على الطريق المؤدى لدير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون – مغاغة- بالمنيا، بينما شُيع جثمان الشهيد أسعد فاروق لبيب، سائق الميكروباص، فى ساعة مبكرة من فجر اليوم، حيث تمت الصلاة عليه فى الكنيسة الإنجيلية.

امتزجت الصرخات بصيحات الغضب، وكأنها مظاهرة حزينة، تأوهات النساء، إغماءات العجائز منهن، انكسار الصغار، لم يترك مساحة للحديث معهن، بينما تروى الصور حالة من ترملن، ومن فقدن فلذات أكبادهن.

فيما رصد “كاتب”، لحظات الغضب التي احتاجت كل من شارك في تشييع جثمان الشهداء.

المنيا بلد الشهداء

شقت مشاهد القهر وصرخات الرفض، كلمة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، بعد أن قدم الشكر للجهات الرسمية، فسادت حالة من الغضب بين الحضور، وعلت هتافات الغضب “بالروح بالدم نفديك يا صليب” بينما استمر قائلاً: “نحن متألمون لكن لدينا إيمان قوى جداً، ومخزون الإيمان لدى الذين رحلوا، هو ما قدمهم شهداء لأنهم يعلمون خطورة هذا المكان الذى اجتازوا فيه، وقد شهد حادثاً مشابهاً من قبل”.

ويكمل أسقف المنيا: “الكنيسة لا تعرف الموت ولكنها تعرف الإنتقال من وضع الى وضع افضل، فخور أن المنيا اكثر مكان فى العالم يقدم شهداء، هي المنيا، بلد الشهداء، نصمت لأن الرب قد تكلم، ماحدش يرضى بالظلم والقتل وسفك الدماء، الغلطان يجب أن يعاقب، طوبى لكم أن طردوكم وعيروكم وقالوا فيكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين، لذلك حينما نتحدث فنحن نخاطب المجنى عليه عن الاحتمال، لكن يجب ان يأخذ الجانى عقابه. فمن ماتوا ماتوا على الهوية الدينية كماتوا لانهم مسيحيين قتلوا ليس لاى سبب سوى لأنهم مسيحيين”ـ وسوف نجهز مزار لكل شهداء المنيا، فالمنيا اولى بهم”.

هنا تعالت الهتافات مرة أخرى” بالروح بالدم نفديك يا صليب”، ثم أشار نيافته الى أن الحالات الحرجة من المصابين، قد تماثلت للشفاء واستقرت، بعد نقلها إلى مستشفى الشيخ زايد، ويصاحبهم أحد كهنة الكنيسة”.

وبدأت الصناديق البيضاء تخرج واحدا تلو الآخر بين هيستريا من الدموع والزغاريد، كل من تطال يده يحاول لمس أى صندوق متباركاً به.

لن ينكسر الأقباط

فيما قال الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة: “نحن كأقباط، نضع مصلحة بلادنا فوق كل مصلحة، ولن يثنينا عقابنا على موقفنا فى 30 يونيو عن الوقوف مع الوطن، ففى كل موقف شهادة يضرب الأقباط، فمن نجوا من الحادث، قصوا علينا أن الإرهابيين طلبوا منهم نطق الشهادتين وتغيير إيمانههم، ولكنهم فضلوا الموت عن إنكار المسيحية، الأقباط فى كل مرة يضربون أمثلة للشجاعة أمام السلاح والتهديد، قالوا عشنا مسيحيون وسنموت مسيحيين، نعم شهداء من أجل وطنهم لكنهم أيضا شهداء من أجل عقيدتهم، الدولة المصرية لا تفرق بين الشهداء”، هنا علت الأصوات المعترضة فاضطر للإنتقال الى نقطة أخرى عن أن الكنيسة تضع الشهداء فى المقدمة.

ثم استكمل قائلاً: “واهم من يتصور أنه يستطيع أن يكسر الأقباط ، فالأقباط أقوياء ويزدادون قوة وصلابة، وهنا انطلقت الهتفات “يارب.. يارب.. يارب” ثم أكد أنه تم تجهيز مدفنة تدعى “مدفنة الشهداء: فى كنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس، فى المنيا.

وكان الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، التقى بالطفل مينا باسم شكرى- 6 سنوات- الناجى من الهجوم، وتلقى وصفا دقيقاً للرعب الذى عاشته هذه الرحلة المنكوبة.

المدق غير مؤمن

أما سائق الأتوبيس الناجى، عم سامح يقول: “تحركنا من قرية الكوامل بسوهاج الساعة 11 مساء الخميس، وصلنا السادسة صباح الجمعة، ودخلنا من المدق- مدخل الدير الرئيسى- ولم يكن مؤمناَ ولا مغلقاَ كما قالوا، الساعة 12 ظهراً تركنا الدير، حينها كان الأمن متواجداً”.

واكمل سامح: “عربية واقفة عند الدير واحنا خارجين وعربية فى أول الطريق، وماحدش سألنا، ولا كلمنا وفى نص المدق، لقيت عربية جات لى من اليمني فيها مُلثمين، ولابسين لبس كاكى، شاور لى واحد منهم، افتكرته من الجيش جاى يؤمننا، فهديت اشوف هايقول لى ايه، أول ما هديت لقيت ضرب النار اشتغل، والاتوبيس كان 29 راكب جريت بالأتوبيس، وضرب النار شغال من كل مكان، لدرجة أن الإزاز الأمامى أخد 28 طلقة، ماعرفش ازاى انا نجيت منها، دى معجزة”.

ويكمل عم سامح: “كان فى ميكروباص ورايا، بينه وبينى 200 متر، لما جريت مسكوا الميكروباص، وورا منه كان فيه اتوبيسات تانية جاية الله أعلم أيه اللى حصل، وأنا ماشى عن بعد لقيت كمين واحد، على اول الطريق خفت يكون تبعهم مارضيشت اروح ناجيته، هربت من طريق المزرعة، لانى ماعدتش عليه وانا داخل ماكانش موجود،افتكرته تبع اللى طلعوا علينا فخرجت من مخرج تانى خفت يتلقونا لانى لما دخلت ماكانش فيه حد وماقدرتش افرق هل هم ارهابيين ولا امن، فطلعت من ناجية المزرعة خفت يكملوا علينا وكان فى اتوبيس تانى جرى معانا.

ويضيف: “ضمن الركاب اللى معايا كانت ست قاعدة فى أخر كرسى، أخدت طلقة فى عضلة رجلها، وواحدة اخدت اربع طلقات فى ضهرها والباقى جروح سطحية، ولما خرجنا من المنيا بعد  التحقيقات وتوصيل المصابين رجعنا لقرية الكوامل بسوهاج، نفسى اعرف حاجة واحدة بس، ايه الذنب اللى ارتكبناه علشان يطلعوا علينا بسلاح؟ ربنا يسامحهم ويهديهم”.

أما بيتر إلهامى المسؤول الإعلامى لمطرانية مغاغة والعدوة بالمنيا، فيقول: “خرجت سيارتين دفع رباعى على حافلات تقل أقباط فى المدق المؤدى لدير الأنبا صموئيل المعترف، أثناء عودتهم بعد زيارة الدير، أفلت من الهجوم الإرهايى أتوبيسان، وحوصر ميكروباص، الذى كان يُقل عائلة كاملة، بسيارة من الأمام وسيارة من الخلف، كانوا يرتدون زيا يُشبه زى الجيش، انهالوا بالرصاص علي الركاب، قتلوا السائق وكل الرجال، وامراتين، وطفل، ظل الجرحى والشهداء على قارعة الطريق بلا منقذ بسبب عدم وجود شبكات تقوية المحمول فى المدق، حتى ابلغ الاتوبيس الهارب من الارهابيين وبدأت هيئة الاسعاف فى نقل المصابين و الضحايا.

بعد حوالى ساعة ونصف الساعة طبقا لتصريح الأنبا مكاريوس، ولم يكن الدخول ممنوعاً ونقظة الحراسة لم تمنعهم، ولم تكن تلك هى الرحلة الوحيدة التى توةر الدير، ولا نعلم هل الاسعاف ونقاط الاتصال موجودة على بعد مسافة عادلة أم لا – طبقا للأنبا مكاريوس-.

ويكمل بيتر: استشهد عدد سبعة اقباط بينما أصيب 15 آخرين.

أسماء الشهداء، وجميعهم من المنيا1-:

1-نادي يوسف شحاتة 54 سنة

2- رضا يوسف شحاتة 51

3- كمال يوسف شحاتة 20 سنة

4- بوسي ميلاد يوسف 41 سنة

5- أسعد فاروق لبيب 36 سنة

6- بيشوي رضا يوسف 15 سنة

7- ماريا كمال يوسف 12 سنة

أسماء المصابين:

1- غادة شحاتة واصف سعد

2- عايدة شحاتة 37 سنة

3- نانسي رزق حنا 39

4- فادي باسم شكري يسي 12

5- صفاء فؤاد غالي قليني 55 سنة

6- مينا باسم شكري 8 سنوات

7- يوستينا نادي يوسف18

8- دميانة كمال يوسف20

9- يوسف رضا يوسف10

10- يوسف نادي يوسف 24 سنة

11- مجهول الأسم والعنوان

12- أحلام حليم فهمي18  سنة       سوهاج

13- مارينا سلامه جيد48 سنة       سوهاج

14- مريم رزق نسيم جاد الله  17 سنة سوهاج

15- ابراهيم فرج نسيم جاد الله  27 سنة سوهاج

 

فيما تم نقل المصابين إلى مستشفيات العدوة بالمنيا وبني مزار بالمنيا ومنها الى مستشفى الشيخ زايد بالقاهرة، ويجري عمل الترتيبات للجنازات.

على الجانب الأخر تجمهر المئات من الأقباط أمام مستشفى المنيا العام فى تظاهرات غاضبة، كما خرجوا الى خط السكة الحديد وقطعوا الطريق على القطارات، مرددين الهتافات رافعين الصلبان فى إشارة للعجز الأمنى عن حماية الاقباط، وتركهم فريسة سهلة للارهاب.

بالعودة للحادث المشابه الذى وقع العام الماضى، فى مايو 2017، والذى وقع ضحيته 28 شهيد  قبطياً، نجد ان المهندس مجدى ملك عضو مجلس النواب اعلن انذاك أن الدولة تسعى لتسير الامور ورفع الخدمات لدير انبا صموئيل المعترف بالمنيا ، مشيراً الى انه تم تخصيص 30 مليون جنية لرصف مدق الطريق المؤدى بين الطريق الصحراوى الغربى والدير ويصل طوله لاكثر من 22كم،

واللافت أنه عبر البث المباشر الذى بثته قناة “سى تى فى” القبطية، الساعة الرابعة عصر أمس الجمعة- يوم الحادث، تواجد أحد القساوسة – راعة كنيسة السيدة العذراء بالعباسية بمغاغة – المنيا- والذى وصل الى المدق لمتابعة ما يجرى، وعبر البث المباشر قال إن هناك إطلاق أعيرة نارية سمعه المشاهدون ايضا، وجرت مواجهات بسبب ظهور سيارة دفع رباعى فجأة، تصور المتجمهرين فى المدق، انها لارهابيين، فتعقبوها ويقال انها كانت لعربان من المنطقة وبها سلاح، وفى رواية اخرى يقال انها كانت لاحدى الشخصيات الامنية، التى ذهبت للاطمئنان، فجرت مواجهات امنية، ولكن لم يتم التوصل بعد لحقيقة الواقعة التى انتهت بحرق السيارة.

أما عن طبيعة الإرهابيين فقد أكد الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، فى تصريحات عقب الجناز، أن شاعدة عيان ضمن الناجين اكدت انها تحدثت مع احد الارهابيين، الذى طلب منها التليفون المحمول، واكدت انه يتكلم بلكنة غير مصرية وهيئته الجسمانية ايضا مختلفة.

وأضاف الاسقف ان الطريق والمدق المؤديان الى الدير بوضعهما الحالى يعيقان ويبطئان من حركة السيارات، مما يسهل استهدافها، لذلك فان رصف المدق ودغمه بوحدات الإنارة ، يسهل عملية تأمينه، حتى نتفادى أية مشاكل امنية فى  ظل الأوضاع فى الصحراء الغربية، ووفود ارهابيين عبرها.

وتعرضت حافلة تقل أقباطًا لدير الأنبا صموئيل بالمنيا، عصر الجمعة، لإطلاق نار أسفر عن سقوط 7 شهداء والعديد من المصابين، وفقًا لبيان رسمي للكنيسة الأرثوذكسية.

وكانت المنطقة نفسها قد شهدت حادثا ارهابيا، بنفس الطريقة في مايو 2017 حينما هاجم ارهابيون مسلحون اتوبيسا للاقباط مما أسفر عن استشهاد 26 قبطيا.

وكشفت وزارة الداخلية وقتها عن أن مجهولين يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعى أطلقوا النيران بشكل عشوائى تجاه أتوبيس يقل عددا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي دائرة مركز شرطة العدوة.

 

 

 

 

 

 

Leave a Reply