تعود الواقعة لمنتصف شهر فبراير، عندما تم عرض المسرحية في نادي الصيد المصري، وتم إيقافها بعد عرضها لمدة يومين وكان من المقرر أن يستمر العرض لثلاثة أيام.

وذكر موقع “BBC العربي” أن المحامي سمير صبري تقدم ببلاغ للنيابة العامة ونيابة أمن الدولة والمدعي العام العسكري ضد أحمد الجارحى، مخرج المسرحية، ووليد عاطف، المؤلف، بتهمة إهانة الجيش المصري.

وتتناول المسرحية، التي عرضت من قبل في أحد قصور الثقافة التابع للدولة بمدينة الإسكندرية قبل عامين، حياة جندي مصري كان قد فتح نيران بندقيته على سبعة جنود إسرائيليين عام 1985 فأرداهم قتلى، قبل أن تعلن السلطات المصرية انتحاره في محبسه.

وكان الجارحي أجرى مداخلة هاتفية لبرنامج “على مسئوليتي” ليوضح موقفه من الاتهام الموجه ضده قائلا: “لا يجوز لأي شخص أن يخطيء في القوات المسلحة ودورها الجليل، وتم اجتزاء المسرحية لتصوير الأمر بـ أنها إهانة للجيش بينما العرض تدور أحدثه في عصر ثاني”. وطالب الجارحي من أحمد موسى أن يشاهد المسرحية ليحكم بنفسه ولكنه رفض تماما الفكرة.

وبقي أحمد وفريق المسرحية رهن الحبس منذ القبض عليهم يوم 6 مارس بتاريخ وإحالتهم للقضاء العسكري، قبل ان تصدر المحكمة اليوم حكمها الأخير.

وجاء حبس مؤلف ومخرج هذه المسرحية بعد أيام من تصريح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الإساءة للجيش والشرطة تعتبر “خيانة عظمى”، معتبرا أن هذا السلوك “ليس من حرية الرأي في شيء”.

وشهد الأسبوعان الماضيان قرارات بحبس عدد من الصحفيين احتياطيا، أبرزها قرار حبس صحفية ومصور بالاسكندرية، وحبس عدد من أعضاء فريق عمل فيلم تسجيلي، وصحفي أجرى حوارا مع رئيس جهاز المحاسبات السابق، بتهم تتعلق في معظمها بـ”نشر أخبار كاذبة”. فيما أخلت النيابة المصرية الاثنين سبيل المذيع التلفزيوني خيري رمضان بكفالة مالية على ذمة التحقيق معه بتهمة “الإساءة للشرطة المصرية”.

وقالت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم إن مسرحية “سليمان خاطر” لم تحصل على موافقة من الرقابة، رغم عرضها في مهرجان الهواة بالإسكندرية عام 2016.

وأضافت عبدالدايم في تصريح صحفي أنه جرى تحرير محضر بعد عرض المسرحية في نادي الصيد، الذي يجري تحقيقا مع المسؤولين عن عرض هذه المسرحية.

وقال محسن طنطاوي، رئيس نادي الصيد، إن المسرحية صنفت من أفضل 11 مسرحية، من بين 156 عرضا مسرحيا حين قدمت قبل عامين.

وأوضح أنه أمر بإيقاف العرض المسرحي الذي استمر يومين فقط بعدما أثار جدلا، رغم أن ما شاهده منها لا ينطوي على “شيء خارج”، على حد وصفه، مضيفا أنه “لا يسمح بالتطاول أو الإساءة للجيش”.