بهذه المقدمة بدأ الحوار الأول الذي نشرته مجلة الجارديان البريطانية أمس  وأجراه “مارتن شولوف” مع والدة رجل تنظيم القاعدة المعروف أسامة بن لادن، والذي قتل على يد القوات الأمريكية في مايو 2011 أي منذ 7 سنوات كاملة، صمتت أسرته تماما لفترة طويلة وكان الحوار المنشور أولى بدايات كسر الصمت.

قالت الجاريان في الحوار:”  إن علياء غانم والدة أسامة بن لادن ، والتي جلس معها اثنان من أبنائها الناجين، وهما أحمد وحسن، وزوجها الثاني محمد العطاس، الذي قام بتربية الإخوة الثلاثة. قالت إن أسامة لا يزال ابنًا محبوبًا لديها: “كانت حياتي صعبة للغاية لأنه كان بعيداً جداً عني كان طفلا جيدا جدا وكان يحبني كثيرا.”

وقد تجمعت العائلة في ركن من القصر الذي يعيشون فيه الآن في جدة، حيث تم إجراء الحوار بعد موافقة السلطات السعودية، يقول المحاور: وافقت القيادة السعودية الجديدة – التي يقودها الوريث الطموح البالغ 32 عاما للعرش، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – على طلبي بالتحدث إلى الأسرة. (كواحدة من أكثر العائلات نفوذا في البلاد، لا تزال تحركاتهم واتصالاتهم تخضع لمراقبة دقيقة) مشير كاتب الحوار إلى أن العائلة قد بنت إمبراطوريتها الخاصة، ويعكس منزل بن لادن ثروته ونفوذه.

وقالت الجارديان إن والدته لسنوات رفضت الحديث عن أسامة، كما كان حال عائلته الأوسع – طوال فترة حكمه التي امتدت على مدار عقدين كزعيم لتنظيم القاعدة، وهي الفترة التي شهدت الضربات على نيويورك وواشنطن، وانتهت بعد أكثر من 9 سنوات مع موته في باكستان.

وتم إجراء الحوار في يوينو الماضي وأثناء إجراءه جلس بالغرفة أحد ممثلي الحكومة السعودية لكنه لم يحاول التحكم في سير الحوار.

تقول الجارديان أن والدة بن لادن تتذكره وتصفه حين كان “خجولا” وأنه أصبح شخصية قوية حين صار في العشرينات من عمره، قائلة ” لقد غيره الناس في الجامعة” وأنه كان رجلا مختلفا حين كان يدرس الاقتصاد في جامعة المللك عبد العزيز بجدة، وتروى لقائه بعبد الله عزام عضو جماعة الإخوان المسلمين الذي تم نفيه في وقت لاحق من المملكة العربية السعودية وأصبح المرشد الروحي لابنها “قائلة : “لقد كان طفلاً جيدًا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره. قائلة: “أنا دائما كنت أقول له أن يبقى بعيدا عنهم، لكنه لم يعترف لي لأنه كان يحبني”.

وتكمل الجارديان الحوار:” يتبع صمت طويل غير مريح ، في إشارة لتدخل  أخيه غير الشقيق مبررا تفسير تحول أسامة من المتعصبين إلى الجهاديين العالميين قائلا :”أنا فخور به جدا لأنه  كان أخي الأكبر، لقد علمني الكثير. لكنني لا أعتقد أنني فخور به كرجل. وصل إلى النجومية على المسرح العالمي ، مضيفا ” بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر، قال حسن إن شعوره كان غريبًا علمنا منذ البداية أن أسامة له يد في الأمر، وخلال أول 48 ساعة، كلنا – من أصغرنا إلى أكبرنا- شعرنا بالخجل من فعلته، كنا نعلم أننا سنواجه مشاكل كبيرة”

وأكملت والدته:”لقد كان مستقيماً جداً. جيد جدا في المدرسة. كان حقا يحب الدراسة.

وفي سؤال عن ”هل كانت تشتبه في أنه قد يصبح جهاديا؟

أجاب الأم :”لم يخطر ببالي أبداً.” وكنت مستاءة للغاية. لم أكن أريد أن يحدث أي شيء من هذا”.

وقالت العائلة خلال الحوار إنهم رأوا أسامة آخر مرة في أفغانستان في عام 1999، وهو العام الذي قاموا بزيارته فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار مباشرة. يقول غانم: “لقد كان مكانًا بالقرب من المطار حيث تم القبض عليهم من الروس”. “كان سعيدًا جدًا لاستقبالنا وأعد وليمة “.

قالت والدته أيضا أنه نشأ في عائلة من العلويين، والذي وصفته “الجارديان” أنها فرع من الإسلام الشيعي وأنه ولد في الرياض في عام 1957،  وطلقها والده بعد ذلك بثلاث سنوات، وتزوجت بعدها من العطاس، الذي كان آنذاك مسئولاً في إمبراطورية بن لادن الوليدة، في أوائل الستينيات. وأن والده  كان لديه 54 طفلاً من 11 زوجة على الأقل.

ويكمل الحوار بالجارديان الحديث مع إخوته وقد تحدثوا عن والدتهم قائلين: “لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه ، وتلوم من حوله. إنها تعرف فقط الجانب الصبي الجيد، الجانب الذي رأيناه جميعًا. لم تتعرف أبداً على الجانب الجهادي”.

وأضافوا :” شعرنا جميعاً بالخجل منه. كنا نعلم أننا جميعًا سنواجه عواقب رهيبة. وعائلتنا في الخارج عادت جميعاً إلى السعودية. لقد كانوا مشتتين في سوريا ولبنان ومصر وأوروبا، كان هناك حظر على السفر. لقد حاولوا قدر استطاعتهم للحفاظ على سيطرتهم على العائلة. وتقول العائلة إن السلطات استجوبتهم جميعًا، ومنعتهم من مغادرة البلاد لبعض الوقت. بعد قرابة عقدين من الزمان، يستطيع بن لادن التحرك بحرية نسبياً داخل المملكة وخارجها”.

وكشفت “الجارديان” في نهاية الحوار بسؤالها عن الابن الأكبر لأسامة بن لادن وجوده في أفغانستان وأنه أدرج علي قوائم ” الإرهاب العالمية” من قبل الولايات المتحدة الأمريكية واصفة المشهد:” أنه تناول عباءة والده تحت إشراف القائد الجديد لتنظيم القاعدة ونائب أسامة السابق أيمن الظاهري.

وقال حسن شقيق بن لادن: “اعتقدنا أن كل شيئ قد انتهي.” “بعد ذلك ، قال حمزة بن أسامة لنا “أنا ذاهب للانتقام لوالدي”. لا أريد أن أتعرض لذلك مرة أخرى. لو كان حمزة أمامي الآن ، سأقول له ، “الله يهديك. فكر مرتين حول ما تفعله. لا تستعيد خطوات والدك.