رسائل في حب القصاص.. سياسيون ونشطاء يكتبون عن “المعتقل الصلب” الذي توحد الجميع حوله: 180 يوما من القهر والأسوار

أد الدنيا رئيسية قضايا ساخنة مظاليم

خالد عبدالحميد وخالد تليمة وشوقي القناوي ومحمد الخليلي وإيمان البديني زوجة القصاص يرسلون رسائلهم: نعتذر عن تقطع الرسائل

6 أشهر قضاها محمد القصاص، نائب رئيس حزب “مصر القوية”، في السجون، منذ اعتقاله في 8 فبراير الماضي، بعد اقتحام منزله والقبض عليه.

حوالي 180 يوما، لم تتوقف رسائل النشطاء والأصدقاء وحتى الخصوم السياسيين، إلى محمد القصاص، على الرغم من اختلافاته السياسية والايدلوجية، إلا أنه حظي منذ اللحظات الأولى لاعتقاله بتضامن كبير، على أوقات متقطعة منذ اعتقاله.

حيث اتفق الجميع على أن نائب رئيس حزب مصر القوية محمد القصاص، يتمتع بصفة غابت عن العديد وهي التوافق والقدرة على الدفاع عن المختلف أكثر من المتفق.

وكتب الناشط السياسي والباحث شوقي القناوي عبر صفحته على فيسبوك رسالة للقصاص قال فيها: “لم أكتب لك منذ كتبت أول مرة.. أشعر بخجل وخزي وعجز شديد تجاهك تحديدًا، لم تكن مجرد صديق، مناضل صلب، روح برَّاقة وعقل موزون وقلب من ذهب، إنما كنت حالة عايشها كل من مر على يناير.. لقد خلق سجنك فراغًا كبيرًا في أرواحنا يا قصاص، لا نعرف كيف نداويه ومتى يعود ليمتلئ.. كنت أقابلك في كل مرة ولدي نفس الإعجاب والانبهار كأنها المرة الأولى. كالكتابة عنك تمامًا، أصعب هي في كل مرة كصعوبة المرة الأولى”.

وتابع: “أعلم وتعلم أنهم يُحاولون تمزيق ذلك النموذج الألمعي، ذلك الجسر الذي يربط بين تيارات لم تجتمع في كثير من الأحيان إلا عليك.. أعلم جيدًا أنك أكثر منَّا شجاعة وصبرًا ورصاءًا بكل ما تدفعه من أثمان، إلا أنني كلما هممت بالكتابة لك، شَعُرت بخجل وعجز شديدين، فلا أملُك القيام بشئ مؤثر من أجل فك كربك. وانت من أنت، لم يشعر أحدنا أنه بحاجة إليك إلا وكنت أقرب إليه من حبل الوريد.. أعذرنا يا قصاص، اعذر عجزنا، وخزينا، وخجلنا”.

وقالت الرسالة أيضا: “لساني معقود عن الكلام، وعقلي ذاهب عن التفكير، وقلبي مغلق على الحزن. بجد يا أخي (يا ريتني كنت أنا)، وأكيد مش هقولها لحد تاني غيرك، لإن مرارة وقساوة وظلمة السجن أبشع شيء في الوجود حتى أبشع من الموت نفسه، بس أنت الوحيد اللي ممكن أبقى مبسوط كمان لو اتحملت عنك اللي أنت فيه”.

ومن جانبه كتب الناشط السياسي محمد الخليلي عبر صفحته فيسبوك “متتخيلش فرحتي لما شفتك أول إمبارح وبيني وبينك ٥م وعساكر وظباط وسور حديد، بس وأنت بتنادي يا خليلي يا خليلي كنت هطير من الفرحة بجد، يا عّم ده أنا كنت عامل زي المجنون وبتكلم كتير أحكي الموقف لأي حد أقابله بدون تفكير، وقال إيه الناس تقول لي ده غلط ميعرفوش إنه ليس على المجنون حرج وأنا مجنون بيك يا صاحبي، أنت عارف أنا بقيت أحب أسمع لأي حد أتكلم معاك، وأتكلم مع أي حد سمعلك، وأبص في وش أي حد شافك”.

وكتبت زوجة القصاص إيمان البديني تقول: “مفيش أي سبب لتعريض حد مسجون للكم دة من الألم النفسي.. هو مسجون أصلاً ودة مؤلم كفاية.. ليه يبقى في زنزانة إنفرادي ٢٤ ساعة – حتى مفيش ساعة تريض – لية يبقى ممنوع عنه النور حتى من الشراعة ومش عارفين حتى يحطوله لمبه”.

وتابعت زوجة القصاص: “ليه يتمنع من انه يشترى اكل من كانتين السجن وطبعاً الزيارة ممنوعة فمش عارفين حتى ندخله اكل – فيضطر ياكل اكل السجن والقاولون يتعبه لأن الاكل كله بقوليات.. ليه الزيارة ممنوعة لحد دلوقتي أصلاً.. ليه اقعد ٢٦ يوم مش عارفة اشوفه والله أعلم هاعرف اشوفه امتى.. ليه نبقى طول الوقت قلقانين عليه من أي لخبطة فمستوى السكر وايه اللي ممكن يحصله لو حصله هبوط مثلاً ومفيش حد معاه يساعده ويطلبله مساعدة.. هو مسجون كدة كدة .. عايزين ايه تاني .. ليه عايزين تكسروه كدة ..ليه أي حد يتعرض لكده”.

وكتب القيادي بحزب العيش والحرية أكرم إسماعيل على صفحته “أن يتهم القصاص أنه إرهابي ده تأكيد جديد أن الدولة دى مصره علي تخريب أي مستقبل للبلد دى.. قصاص ده من أجمل وانضج ما انتجته الحركه الإسلامية مش في مصر بل في المنطقة …رمز سياسي نادر يجمع برشاقة وإخلاص ما بين المرجعية الحضارية والإيمان الاصيل بالديمقراطية وقيم العيش المشترك. …شخص جميل صبور ومحترم ..يدير الاختلاف بسعة أفق نادرة …بشكل نزيه وجاد ….لو في اي فرصة لإنقاذ البلد دى لبديل اكثر ديمقراطية ..يصبح مايمثلة قصاص رقم مهم في أي مسار لخلق هذا البديل”.

وكتب الاعلامي والناشط السياسي خالد تليمة “أختلف مع محمد القصاص تقريبا في كل حاجة، بس اعتقد اني اعرفه كويس من واقع زمالتنا لفترة يمكن قصيرة في مدتها بس طويلة جدا وصعبة جدا في احداثها وتفاصيلها، الحقيقة وباختصار شديد، هذا الشخص الطيب جدا والمحب لكل الناس جدا والتوافقي جدا والمخلص جدا، مش بس مش ممكن يكون ارهابي، لا، ده مش ممكن يكون سكت على أذى اي بني ادم مهما اختلف معاه.. يا #محمد_القصاص اختلف معاك جدا، وبحبك وبحترمك وبدعمك جدا جدا..

وفي سلسلة من الكتابات عن محمد القصاص كتب عضو ائتلاف شباب الثورة خالد عبدالحميد عبر صفحته على الفيس بوك أمس “اعتذر عن انقطاع الرسايل ومش محتاج أأكدلك إنك على بالي كتير.. بفكر كتير إزاي بتقضي وقتك في الإنفرادي وإنت مش الشخص ده خالص.. أنت بتحب تكلم الناس وتحب تحل مشاكلهم وماشي زي مابيقول فؤاد حداد إكمن حل المشاكل هم طيب من هموم الحياة وقبل مالدموع تغلبني وتنزل بجري أغلوش ع التفكير بأي حاجة انا متأكد إنك هتقدّر اننا مفيش في حيلتنا غير التفكير والغلوشة ع التفكير”.

وأضاف: “عزيزي محمد…الهزيمة مرّة والعجز قاتل ولكننا نقاوم بإننا نعيش رغم كل شئ.. عارف كويس إنك شخص محب للحياة وهتفضل متمسك بالحب ده وهتعلمنا نفضل متمسكين بحب الحياة… عزيزي محمد القصاص…كن بخير سأكون بخير”.

وكانت قوات الأمن قد القت القبض على محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية وتم توجيه اتهامات بالانضمام لجماعة الاخوان المسلمين والاشتراك في عمليات ارهابية.

Leave a Reply