في ذكرى تأسيس الجمهورية.. خالد فهمي عن ثورة يوليو: الضباط الأحرار لم يكن لديهم رؤية.. والجمهورية مأزومة حتى الآن
فهمي في حواره لـ”بتوقيت القاهرة”: دولة يوليو قيدت الصحافة والشرطة والجيش والقضاء والجهاز الإداري للدولة
قال الدكتور خالد فهمي، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية، إن حركة الضباط الأحرار “لم تسمى في البداية ثورة، وأطلقت عليها الحركة المباركة للجيش، حتى تم السيطرة على الشارع”.
وأضاف فهمي، خلال لقائه بالإعلامية ليليان داود في برنامجها “بتوقيت مصر” على شاشة التلفزيون العربي، إن ثورة يوليو لم تحقق أهدافها، والضباط الأحرار لم يكن لديهم خريطة واضحة، في الوقت الذي تم فيه تقويض مؤسسات مهمة، كالصحافة والجيش والشرطة والجهاز الإداري للدولة والقضائي.
وقال فهمي، إن “الجمهورية في مصر مأزومة حتى الآن، والحل في مصارحة الشعب بكل شيء، مشيرا إلى عملية نقل السلطة من الملكية إلى الجمهورية، قائلا: “حدث الانتقال بالفعل، ولكن يجب أن ندرك أن السلطة في متمركزة في 3 مراكز، القصر والسفارة البريطانية والأحزاب السياسية”.
وعن تأزم الأمور قبل يوليو، قال فهمي: “ما حدث هو طرد الانجليز وإلغاء الأحزاب فى مايو 53 ولم يتبق إلا القصر، وبالتالي سلطات الملك تمركزت فى رئيس الجمهورية إضافة إلى انعدام ضلع الأحزاب، وبالتالى حدث هناك تمركزا شديدا فى السلطة فى مؤسسة الرئاسة وهو ماسبب أزمة ومازال”.
وقال: ” الضباط الأحرار لم يكن لديهم خريطة واضحة أو اتجاه واضح، فكرهم مختلف تمام عن الفكر الجمهورى الفرنسي، الذى جاء بعد ثورة حقيقية، وماحدث فى مصر أنه كان هناك حراكا شعبيا من الثلاثينيات والأربعينات، كانت أهم ملامحه عام 1946 واندلاع المظاهرات طوال الوقت، ونزول الطلبة فى الشوارع بالاستقلال”.
واستكمل: “حدث أيضا أن تمت تقويض مؤسسات مهمة جدا في جمهورية 52، منها الصحافة والجيش والشرطة والجهاز الإداري والقضائي، في الوقت الذي كانت فيه مصر رائدة في كل شيء، وأيضا إلغاء النقابات المستقلة وتأميم الصحافة والسيطرة على الجامعات ونظام التعليم”.
وعن الديمقراطية بعد 65 عاما على ثورة يوليو، اعتبر فهمي أن الاتجاهين داخل مجلس قيادة الثورة يدلل على فشلها، فأحدهما تحدث عن العودة الى الثكنات وخلق سلطة مدنية، والأخر حول مد الفترة الانتقالية أنه ليس وقت الديمقراطية.
وعن الصحافة قال فهمي: “الشعب ينضج بالديمقراطية، والناخب لن يعرف حتى المرشحين دون صحافة مفتوحة، ودور الصحافة المفروض عرض أسئلة صعبة على الناخب وعرض مشاكل نظام الحكم على الجماهير ورصد أخطاء الحكومة”.
وعن الحراك الاجتماعي ما بعد ثورة يوليو، يقول خالد فهمي: “حدث حراكا اجتماعيا، ولكنه قهر في الـ3 سنوات التي أعقبت الثورة، ومات المجتمع الأهلي والمدني، واختزلت السياسة في الرئاسة والسلطة والجيش، إلا أن نموذج الدولة الناصرية كان ملهما وحاول الكثيرون إعادته للمنطقة”.
وتابع: “المجتمع طوال الوقت مستعد للديمقراطية، الجيل الأصغر سابق الجميع، وما نراه على مواقع التواصل الاجتماعى من الشباب يؤكد أنهم سبقونا جميعا وهو أهم وأعمق مما نكتبه”.
وعن مؤسسة الجيش، قال خالد فهمي إن ناصر لم يكن مسيطرا على الجيش، ولكنه عبدالحكيم عامر، الذي انشأ دولة داخل الدولة، وبالتالي عبدالناصر كان يحتاج إلى قوة الشعب.
وحول حالة الحنين لكل ماهو قديم، النوستاليجيا الملفتة للنظرعلى مواقع التواصل الاجتماعى، تعاطف د. فهمى مع ذلك، خاصة وأن الصور تؤكد الحالة السيئة التى وصلنا اليها، من ناحية أخرى اعتبره هروب من الواقع الأليم وليس لبلد آخرى وإنما لبلدنا ولكن فى الماضى.
وقال ” فهمى” أن الجمهورية مأزومة وهناك تناحر داخلى وحتى التفوه بذلك الآن أصبح خطر، والمصارحة هى الحل فى القادم حتى عبد الناصر كان يصارح أحيانا الشعب بما يحدص مهما كان سيئا نحن نطالب بواجبات مواطنين وليس فقط حقوق