السيسي في 2014: اصبروا علىّ سنتين واشتغلوا معايا وحاسبوني بعدها.. وبعد 4 سنوات: هوريكم دولة تانية في 2020
طلبات متكررة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصريين، بالصبر والاحتمال والتقشف في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ما تطلق عليه الحكومة اسم “نتائج الإصلاح الاقتصادي”، فضلا عن سيل من الوعود بغد أفضل ونظام اقتصادي أحسن مما نحن عليه.
ومن بين “استنوا عليا سنتين وحاسبوني”، مرورا بـ”استحملوا 6 شهور والأمور هتبقى أفضل”، وحتى “اصبروا وسترون عجب العجاب”، إلى أخر وعوده التي أطلقها اليوم في الندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، يقف المصريون عاجزين أمام مطالب حياتهم البسيطة من الأكل والشرب، بعد ارتفاع الأسعار الجنوني الذي صاحب “إصلاحهم الاقتصادي”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تضاعف فيه الدين الخارجي المصري منذ تولي الرئيس السيسي. وقال البنك المركزي، إن الديون الخارجية بلغت 88 مليار دولار، فيما كانت 41 مليار دولار في 2014 وقت تولي السيسي الحكم.
أيضا تراجعت قيمة الجنيه المصري في مقارنة العملات الأجنبية وتحديدا الدولار، نتيجة قرار تعويم الجنيه في أول يونيو 2016، حيث ارتفع سعره من 8.8 جنيها، إلى أكثر من 17 جنيها.
فيما حاول “كاتب” رصد “وعود الرئيس” منذ توليه الحكم في يونيو 2014، وهل هناك مقدمات حقيقية لتنفيذ هذه الوعود أم أنها بعيدة عن أرض الواقع.
اصبروا سنتين.. وحاسبوني
بدأت وعود الرئيس في سبتمبر 2014، أي بعد توليه الرئاسة بأشهر قليلة، في تصريحه الشهير الذي قاله في 9 من الشهر نفسه، بمناسبة الاحتفال بعيد الفلاح فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر “اصبروا سنتين وحاسبوني”، عطفا على حديث الرئيس حول الإقبال على شراء شهادات استثمار قناة السويس.
وقال الرئيس وقتها: “اصبروا علىّ سنتين واشتغلوا معايا، وحاسبونى بعدها، ويا رب أكون عنوان كويس لمصر، أنا مش قاعد 20 سنة لأنه لازم نعطى الفرصة للجميع، ولو فيه حد نجيب أكثر منى ييجى مكانى فوراً.. مشاكلنا كتير وغُلب المصريين بيوجعنى، لأنه قتلهم”.
وأضاف السيسي وقتها: “ممكن نعمل الانتخابات بكرة أو بعد شهر، ولكننا نحتاج إلى الوعى لاختيار من يمثلون الشعب، واللى ما يعرفش فى الوقت ده يبقى بلاش، اختاروا كويس وانتخبوا اللى هتسلموهم مستقبل أولادكم وأحفادكم”.
سنتين وهتستغربوا مصر بقت كدة أزاي
وفي يونيو 2015، أعاد الرئيس السيسي الحديث عن مدة السنتين، حيث قال وقتها تصريحه الشهير أيضا: “سنتين كمان هتلاقوا أمر عجيب حصل في مصر، وهتستغربوا حصل إزاي.. ده هيحصل بإرادة المصريين”.
وأضاف السيسي خلال زيارته إلى العاصمة الألمانية برلين ولقائه بالجالية المصرية هناك: “الدولة أمامها خريطة ضخمة من المشروعات بعد افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس المقبل”.
وتابع الرئيس: “ماتفتكروش إننا هنقعد خلاص.. ده قدامنا حاجات وحاجات تانية، ولسه تالت ورابع وخامس”.
6 أشهر والأمور هتبقى أفضل
بعد انتهاء مدة السنتين التي ألتزم بها الرئيس على نفسه، عاد الرئيس ويطالب المصريين بالصبر والتحمل، ولكن المدة هنا تقلصت من عامين إلى 6 أشهر فقط.
وقال الرئيس السيسي، خلال افتتاح مشروعات الاستزراع السمكي بالإسماعيلية، اليوم الأربعاء، إن “الدولة جادة في تحركاتها، وهننجح أكثر في الفترة المقبلة”، وأضاف: “الوقوف بجانب مصر 6 شهور فقط، والأمور هتبقى أفضل من دلوقتي بكتير”.
استحملوا سنة.. وبعدين في انتخابات
وفي ابريل 2017، وبعد انتهاء المدتين التي حددها الرئيس، العامين في 2014 والـ6 أشهر في 2016، عاد الرئيس السيسي من جديد ليعد المصريين بمزيد من الوقت، ولكنها هذه المرة مرتبطة بالانتخابات.
وقال الرئيس في مؤتمر الشباب الوطني بالإسماعيلية آنذاك: “يا مصريين أنا عملت المؤتمر الشهرى عشان تسمعوا وتستحملوا شوية معايا، ومقدر إنكم تحملتم وتتحملوا وعارف إنكوا هاتتحملوا وهاتستحملوا سنة كمان وبعد كده فيه انتخابات، وبصراحة اختاروا ما شئتم وربنا يعين ويوفق اللى ييجى”.
وأضاف: “يا جماعة حطوا إيديكم فى إيدين بلدكم مش فى إيدى أنا، خلال حملتي الانتخابية صارحتكم بالتحديات التي سنواجهها، ومصر مرت بظروف صعبة، وخاضت العديد من الحروب بتكلفة كبيرة”.
اصبروا وسترون العجب العجاب
لم يحدد الرئيس السيسي هذه المرة مدة معينة للانتظار كما حدث في المرات السابقة، إلا أنه وعد المصريين بـ”عجب العجاب”، دون توضيح تعريفه لما يراه “عجاب”.
وقال الرئيس خلال افتتاحه عددًا من المشروعات القومية في قطاع الكهرباء، في يوليو 2018: “لازم كمصريين نكون سعداء، إحنا كل اللي مطلوب منكم، حاجة واحدة بس، اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر”.
هوريكم دولة تانية خالص في 30 يونيو 2020
وفي كلمته اليوم بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، طرح الرئيس أحدث وعوده للمصريين، حيث تعهد للشعب المصري بإحراز تقدم كبير في كافة المجالات، وحدوث تغير كامل في الدولة بحلول عام 2020.
وقال السيسي: “هوريكم دولة تانية خالص في 30 يونيو عام 2020″، مطالبا المواطنين ببذل المزيد من الجهد والعمل لإحراز التقدم، قائلا “غير الصبر والعمل”.
الاقتصاد في أرقام
أعلن البنك المركزي المصري، أن ديون مصر الخارجية ارتفعت إلى 88.1 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الحالي، وذلك بزيادة 5.3 مليار دولار؛ عنها في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
وذكر آخر تقرير للبنك أن متوسط نصيب الفرد من الدين الخارجي ارتفع بنسبة 6.3% ليصل إلى 841.2 دولار، وزاد احتياطي البلاد من النقد الأجنبي إلى 44.315 مليار دولار في نهاية يوليو الماضي، من 44.258 مليار في نهاية يونيو.
وفي ذات السياق، أشار البنك المركزي إلى أن إجمالي الدين العام المحلي بلغ نحو 536. 3 تيريليون جنيه (ما يمثل 8. 86% من الناتج المحلي الإجمالي) في نهاية مارس الماضي منه 8. 84% مستحق على الحكومة، و1. 8% على الهيئات العامة الاقتصادية، و1. 7% على بنك الاستثمار القومي، وتظهر المؤشرات، أن نسبة رصيد الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي بلغت 36.8٪، وشدد “المركزي”.
وكشف البنك المركزي، أن مصر سددت نحو 11 مليار دولار كالتزامات خارجية تتضمن أقساطا وفوائد، وأشار المركزي إلى أنه بالنسبة لأعباء خدمة الدين الخارجي، بلغت نحو 10.9 مليار دولار في 9 اشهر خلال الفترة من يوليو إلى مارس 2011- 2018، لافتًا إلى أن الأقساط المسددة بلغت نحو 9.2 مليار دولار والفوائد المدفوعة 1.7 مليار دولار.
وتطور الدين الخارجي خلال الخمس سنوات الماضية، حيث كان عام 2014 41.3، ووصل عام 2015 إلى 47.8 بفارق 5.6 مليار دولار، ووصل عام 2016 إلى67.3 مليار دولار بزيادة عن العام السابق تقدر 18.6 مليار دولار، وفي عام 2017 قفز الدين الخارجي ليصل إلى 82.9 مليار دولار ليصل لـ إلى 88.1 في مارس الماضي.