8 منظمات دولية تتقدم بخطة عمل إلى الأمم المتحدة لمواجهة الهجمات المتصاعدة بحق المدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق النساء
أصدرت 8 منظمات حقوقية دولية، بيانا، حول حماية وتعزيز عمل النشطاء الحقوقيين، وتقدمت بخطة عمل إلى الأمم المتحدة لمواجهة الهجمات المتصاعدة بحق المدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق النساء والحقوق البيئية، وذلك في ختام القمة العالمية للمدافعين عن حقوق الإنسان، التي انعقدت في العاصمة الفرنسية، باريس، الأسبوع الجاري، وتأتي تلك القمة بعد عشرين عاما من مؤتمر الأمم المتحدة الأول للمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأشار البيان إلى الانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، والتشكيك في مصداقيتهم، فضلا عن قتلهم، مؤكدًا أن 312 من المدافعين عن حقوق الإنسان قتلوا في 2017، وهو ضعف من قتلوا في 2015، منبها إلى أن جميع مرتكبي تلك الجرائم قد أفلتوا من العقاب.
وطالب البيان الصادر عن منظمة العفو الدولية، وجمعية حقوق المرأة في التنمية، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومدافعي الخطوط الأمامية، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، ومراسلون بلا حدود، بضرورة توفير بيئة آمنة للعاملين بمجال حقوق الإنسان بما يضمن استمرار عملهم.
وقال كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية إن “مستوى الخطر الذي يواجهه الناشطين في جميع أنحاء العالم قد بلغ نقطة الأزمة، في كل يوم يتعرض الناس العاديون للتهديد والتعذيب والسجن والقتل بسبب ما يناضلون من أجله أو يؤمنون به. لقد حان الوقت للتصدي للتصاعد العالمي في قمع المدافعين عن حقوق الإنسان”.
وقالت هينا جيلاني، رئيس المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، ومؤسسة لجنة حقوق الإنسان في باكستان، إن “الدول لم تعطنا مساحة، لأن المدافعين عن حقوق الإنسان مساحتهم هي المجتمع المدني” مضيفة “أنا لست متشائمة بعد مشاهدتكم جميعاً هنا تشاركون في الدفاع عن حقوق الإنسان، ويجب أن ترقى الجهود إلى مستوى التحدي، فحقوق الإنسان لا تأتي مجانًا”.
وقال البيان أنه ولمدة 3 أيام جرت مناقشات حول القضايا الإقليمية والعالمية، والحقوق البيئية والمدافعين عن حقوق الإنسان في النساء، والهجمات المتزايدة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان، وتم الاتفاق على تقديم خطة عمل إلى الأمم المتحدة في ديسمبر المقبل.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشيليت، في حفل الافتتاح إن “ما نتعلمه من المدافعون عن حقوق الإنسان أنه يمكن لنا جميعا أن ندافع عن حقوقنا وحقوق الآخرين، في أحيائنا، وفي بلادنا، إذ يمكننا تغيير العالم”.
وناقش مؤتمر القمة نداءات الحكومات والشركات والمؤسسات المالية الدولية والداعمين وغيرهم، بما في ذلك اعتماد خطط عمل حكومية محلية، وتنفيذ تشريعات لدعم إعلان الأمم المتحدة قانونياً، وحماية المدافعين كأولوية في السياسة الخارجية وتحديد الحماية كأولويات. والنظر بعين الاهتمام إلى النساء المدافعات عن حقوق الإنسان، والمثليات والمثليين، والعابرون جنسيا، وغيرهم من المدافعين المهمشين.
وأقيم الحفل الختامي في قصر شايلو، حيث تم التوقيع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 70 عاماً، واجتمع 150 مدافعاً لوضع خطة العمل والإشادة بالرجال والنساء العاملين بالدفاع عن حقوق الإنسان عالميا.
وممن حضروا أليس موغوي، الأمين العام للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، والصحفي ماثيو كاروانا غاليزيا الحائز على جائزة “بوليتزر”، الذي يدعو إلى العدالة بعد أن اغتيلت والدته دافني كاروانا غاليزيا، قبل عام في مالطا. وانيلي فرانكوا التي جاءت نيابة عن شقيقتها مارييل فرانكو، وهي ناشطة برازيلية ومستشارة منتخبة قُتلت بالرصاص في سيارتها قبل سبعة أشهر.
يُذكر أنه في عام 1998، اعتمدت الحكومات الإعلان الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان للاعتراف بالدور الرئيسي لهم. على الرغم من التقدم المحرز في بعض المجالات، لا تزال العديد من الحكومات تتخاذل عن الوفاء بالتزاماتها بعد 20 سنة من مؤتمر القمة الأول، وأصبح السياق العالمي الذي يعمل فيه المدافعون عن حقوق الإنسان بمثابة تحدٍ متزايد. فالقيم الديمقراطية مهددة والفساد النظامي والتفاوت الشديد والتمييز والأصولية الدينية والسياسات المتطرفة كلها في ازدياد.