الصحفيون: نطالب بتحقيق العادلة لجمال خاشقجي.. وأمين العفو الدولية: سنواصل نضاله من أجل حرية التعبير
طالب صحفيون بارزون من حول العالم بتحقيق العدالة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عبر فيديو نشرته منظمة “العفو الدولية” وظهر الصحفيون يقرأون أجزاء من آخر مقال كان خاشقجي قد كتبه لصحيفة الـ “واشنطن بوست” قبل مقتله تحت عنوان” “أشد ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير”.
وطالبت العفو الدولية بكشف الحقيقة وإجراء المساءلة بشأن مقتل خاشقجي، وأطلقت المنظمة حملة تدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل الصحفي السعودي.
وقال كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية “اليوم، نشيد بجمال خاشقجي، فهو صحفي قُتل بسبب الكلمات التي كتبها. وسنواصل نضاله من أجل حرية التعبير وحقوق الإنسان في السعودية وخارجها. وسوف نستمر في نضالنا من أجل كشف الحقيقة وإجراء المساءلة بشأن عملية قتله المروعة على أيدي أولئك الذين خططوا وأمروا وقاموا بتنفيذها”. مضيفا أنه “ثمة حاجة ملحة لإجراء تحقيق مستقل للكشف عن الحقيقة الكاملة حول ما حدث لجمال”.
وقال خاشقجي في مقاله الأخير إن “العالم العربي كان مفعماً بالأمل خلال الربيع العربي في 2011. وكان الصحفيون والأكاديميون وعامة الشعب متخمين بتطلعات مجتمع عربي مشرق وحر في بلدانهم المعنية”، وأسف خاشقجي على أن هذه التطلعات قد “تحطمت بسرعة”، وحل مكانها “نمط من القمع: فقد سُجن الصحفيون والمدافعون الآخرون عن حقوق الإنسان، وأُغلقت وسائل الإعلام، وفرضت الرقابة بشدة”.
وتحدث في الفيديو كل من جيك تابر من” سي إن إن”، ونيك كريستوف من “نيويورك تايمز”، والصحفية الهندية بارخا دوت، ومهدي حسن من قناة الجزيرة الإنجليزية، ونعومي كلاين من “ذي إنترسيبت”، وجايسون رزيان من صحيفة “واشنطن بوست”، والصحفي المصري كريم شاهين، والمؤلفة والصحافية اللبنانية الأسترالية رانيا أبوزيد، وحميد مير من جيو نيوز الباكستانية، والمحرّر اللبناني رامي خوري.
وقدمت الفيديو كارين عطية، محررة الرأي العالمي في الواشنطن بوست، والتي عملت مع خاشقجي، وتلا الصحفيون من العمود الذي أرسلته الصحيفة بعد يوم من اختفائه، وتم نشره بعد التأكد من خبر مقتله.
ويُذكر أن جمال خاشقجي، قتل عقب دخوله إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، في 2 أكتوبر الماضي، وقد تم ذلك عبر فريق من 15 شخصا تابعين للنظام السعودي بحسب ما كشفته التحقيقات التركية. واستمر نفي السعودية رسميا علمها بمكان ومصير خاشقجي، إلى أن أعلنت النيابة العامة السعودية أن خاشقجي قد قُتل بالفعل، جراء “مشاجرة” تطورت أفضت إلى قتله، وترافق مع بيان النيابة العامة أوامر ملكية باستبعاد مسئولين رفيعي المستوى أبرزهم سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي، وآخرين من المخابرات العامة على خلفية الحادثة، فضلا عن احتجاز 18 شخصا قيد التحقيق.
وأعلن المدعي العام التركي، الأربعاء الماضي، أن جمال خاشقجي، تم قتله فورا عقب دخوله القنصلية “خنقا” ثم قُطعت جثته إلى أجزاء.
وواجهت السعودية ردود فعل من أطراف عديدة، بينهم حلفاء لها، الذين طالبوا بتوضيحات.وقال الرئيس ترامب إنه غير راض عن الرواية السعودي، لكنه قال إنه لا يريد التضحية باتفاقيات بيع أسلحة ضخمة للسعودية، وألغت الولايات المتحدة تأشيرات لسعوديين ضالعين في مقتل خاشقجي.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء أن موت خاشقجي “جريمة فظيعة”، قائلا إن بلاده لا تعتمد على العلاقات الاقتصادية مع السعودية وإنها ستفرض عقوبات، لكنه لم يفصح عن تفاصيل إضافية.
أما وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت فوصف عملية القتل بأنها “فظيعة”، وقال إنها ربما أعطت الولايات المتحدة وبريطانيا فرصة لممارسة ضغوط على السعودية في هذه القضية.
وكانت الولايات المتحدة قد طالبت في وقت سابق بوقف الأعمال العدائية في اليمن حيث يحارب التحالف الذي تقوده السعودية مسلحين تدعمهم إيران.