40 يوما تمر على حبس وائل عباس .. 40 يوما يدفع فيها وائل عباس ثمن تعبيره عن رأيه داخل السجن متهما بالترويج لأفكار جماعة طالما وقف ضدها ولم يمنعه ذلك من الدفاع عن الانتهاكات التي يتعرض لها أعضاؤها.. ربما تختلف مع وائل عباس لكنك ستقف لتتذكر موقف دافع فيه عن مختلف معه في الرأي أو انتصر لمظلوم أو فضح انتهاك بحق أحد المواطنين، وستبقى فيديوهات التعذيب، وفضحه لموجات التحرش الجماعي والانتهاكات في الاقسام ومواقفه طوال السنوات العشرة في الدفاع عن حق المواطنين باقية بعيدا عن الاختلافات مهما كانت مساحة الاختلاف حول طريقة تعبيره عن مواقفه أو حدة انتقاده لمخالفيه.
يعد وائل عباس أحد أبرز المدونين في مصر والشرق الأوسط والمعروف بنشره على مدونته “مصر ديجيتال” (الوعي المصري) قبل أن يصبح ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت مدونة وائل معروفة بتغطية انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الشرطة المصرية مثل التعذيب. لعب عباس دوراً رئيسياً في نشر شريط فيديو، نشرته لأول مرة مدونة “مصرديجيتال” ، والذي أظهر ضابطين من الشرطة يعتدون جنسياً على سائق الميكروباص “عماد الكبير”. وأُدين الضباط في الفيديو في نهاية الأمر وحُكم عليهم بالسجن لثلاث سنوات، ويرجع ذلك جزئياً إلى جهود عباس. كانت هذه حالة بارزة في أحكام حقوق الإنسان المصرية وأثارت موجة من التفاعل السيبراني، خاصة ضد التعذيب. وقد أدت هذه القضية أيضًا إلى مزيد من التفاعل عبر الإنترنت حول مسألة التعذيب في مراكز الاحتجاز، والذي شجع على إنشاء حركة على الإنترنت تسمى “مصريون ضد التعذيب”. وفي بداية عام 2007 نشرت مدونة الوعي المصري “كليبات التعذيب” و هي أفلام أخذت بكاميرات المحمول تبين عمليات تعذيب و انتهاك تتم ضد مواطنين مصريين داخل أماكن احتجاز الشرطة المصرية و على يد ضباط شرطة مصريين بهدف نزع اعترافات أو إذلال الضحايا و قد أدى هذا النشر إلى الكشف بصورة أكبر و أوضح عن جرائم التعذيب في مصر التي تمارسها الداخلية المصرية و تسببت في كشف ممارسات النظام المصري، وتحدثت عنها بعض وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان.
وخلال ثورة 25 يناير 2011، استخدم وائل حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي ، مثل Twitter و Facebook و Youtube لتوثيق تجربته الشخصية خلال اعتصامات التحرير. وشمل توثيقه تفاصيل أحداث الحياة اليومية في التحرير، بالإضافة إلى رصد تفاصيل انتهاكات قوات الأمن مثل الاعتقالات والاعتداءات الجسدية على المتظاهرين. يعتبر حساب وائل على تويتر بمثابة أرشيف مباشر ومفصل لأحداث 2011 التي تشكل مصدراً قيماً لأي باحث أكاديمي يعمل على الربيع العربي وخاصة دور وسائل الإعلام الاجتماعية كعامل حشد.
إلى جانب توثيقه التفصيلي للانتهاكات، يُعرف عباس بأنه مدافع عن حقوق الإنسان صريح ولديه آراء قوية حول القضايا التي تعتبر حساسة في المجتمع المصري ، مثل الحريات الشخصية وعقوبة الإعدام والحقوق المرأة وغيرها. يُعرف عباس أيضًا برؤيته السياسية وقدرته على التنبؤ بعواقب الأحداث الحالية، مثل رأيه القوي ضد أحداث 30 يونيو 2013 ، حيث حذر من عودة الحكم العسكري في حين أن معظم النشطاء لم يروا ذلك آت.
ويستخدم وائل عباس لغة دارجة شعبية لتوصيل لغة حقوق الإنسان واللغة السياسية المعقدة مما حقق له انتشار واسع والقدرة على الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور ذوي المعرفة المحدودة باللغة السياسية أو القانونية. هذه اللغة المبسطة التي يستخدمها عباس هي أكثر جاذبية لقاعدة واسعة من الجمهور، وبالتالي فإن لديها قدرة أكبر لإحداث تغيير في المجتمع, ومن هنا جاء تأثير وائل عباس وقدرته على التأثر على الرأي العام في عدة قضايا هامة وشائكة مما جعله أحد أهم نشطاء الانترنت في العالم العربي وأكثرهم تأثيرا.
جوائز وتكريمات دولية
جائزة نايت Knight من المركز الدولي للصحفيين بواشنطون 2007 –
جائزة هيلمان هاميت لحقوق الإنسان من منظمة هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch 2008 –
من أكثر الشخصيات تأثيرا دوليا – بي بي سي BBC 2006 –
جائزة مصريون ضد الفساد 2005 –
عضو فخري بإتحاد المحامين الأمريكي الأمريكان بار أسوسيشان ABA منذ عام 2007 –
عضو اللجنة الاستشارية لمؤسسة نايت الدولية Knight Foundation منذ عام 2007 –
واحد من أكثر العرب تأثيرا – مجلة أرابيان بيزنيس ماجازين 2010 –
واحد من أكثر العرب تأثيرا – مجلة أرابيان بيزنيس ماجازين 2011 –
مؤلفات
في 2017 أصدر وائل عباس كتاب به مجموعة مقالاته في الفترة بين 2012 و2016 بعنوان “نظرية الخروج من الطاسة”، تلاها في العام 2018 بثاني إصداراته كتاب “واحد تاني”.