قال مجلس سوريا الديمقراطية يوم السبت إنه اتفق مع الحكومة السورية على ”رسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لامركزية“ لكن لم يرد تأكيد من جانب دمشق حتى الآن، بحسب “رويترز”.
وتتسم العلاقات بين الحكومة السورية والإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد بأهمية شديدة خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات إذ يسيطر الطرفان على معظم أراضي سوريا.
لكن ورغم تجنب الطرفين الصراع المباشر، فإن هناك اختلافا شديدا بين رؤية كل منهما للمستقبل إذ يسعى الأكراد للحصول على الحكم الذاتي في دولة لامركزية بينما ترغب دمشق في استعادة سيطرتها المركزية بالكامل.
وقال مجلس سوريا الديمقراطية الذي يقوده الأكراد إنه قرر مع الحكومة ”تشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات وصولا إلى وضع نهاية للعنف والحرب.. ورسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لامركزية“.
وأضاف المجلس أنه اجتمع بمسؤولين في الحكومة السورية الأسبوع الماضي بدعوة من الحكومة بعد حوارات تمهيدية في مدينة الطبقة على نهر الفرات ركزت على استعادة الخدمات المحلية.
ومجلس سوريا الديمقراطية هو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وسيطر خلال الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية على ربع أراضي سوريا شرقي نهر الفرات وهي منطقة تضم أراضي زراعية وموارد مائية ونفطية.
وتشير المحادثات إلى تحركات تقودها السلطات الكردية للتوصل لاتفاق مع الرئيس بشار الأسد يحفظ للأكراد حكمهم الذاتي فيما يشعرون بالقلق من حليفتهم واشنطن التي لا يمكن التكهن بتصرفاتها ومع استعادة دمشق السيطرة على معظم أراضي المعارضة بدعم من روسيا وإيران.
وتعهد الأسد باستعادة ”كل شبر“ من سوريا لكنه قال في مايو أيار وللمرة الأولى إنه مستعد للحديث مع قوات سوريا الديمقراطية لكنه هدد أيضا باستخدام القوة. ووصف الأسد أجهزة الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا بأنها ”هياكل مؤقتة“.
وقال نواه بونسي كبير المحللين المختصين في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية ”من الصعب التكهن بكيفية توصل الطرفين إلى اتفاق أكثر موضوعية في الشهور المقبلة لأن هناك فجوة ضخمة بين الجانبين بشأن شكل هذه المنطقة في المستقبل“.
وستثير أي مفاوضات بين دمشق وأكراد سوريين أسئلة جديدة عن السياسة الأمريكية في سوريا حيث انتشر الجيش الأمريكي في منطقة خاضعة لهذه القوات خلال الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويتوخى الأكراد السوريون الحذر تجاه واشنطن بسبب تصريحات متضاربة صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال خططها في سوريا وكذلك بسبب ضغوط تركيا على الولايات المتحدة. وتوغلت أنقرة عسكريا في سوريا لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية وهي فصيل كردي مسلح يقود قوات سوريا الديمقراطية.