المهندس. يحيى حسين عبد الهادي يكتب: قبل إعادة الفيلم القديم

رأي
كتب :

كم مرة شاهدتَ نفس الفيلم من قبل؟:

١-يُسَّرِب أحد (الأجهزة) دعوةً مجهولة المصدر لمظاهرات أو عصيان أو ثورة (وكأنما الثورات يمكن استنساخها) .. ويختار لها تاريخاً رناناً (١/١ أو ٢/٢ أو ٣/٣ …….أو ١١/١١ أو ١٢/١٢ …أو ٣٠ يونيو(

٢-تكون هذه الدعوة هى طلقة البداية لحملةٍ إعلاميةٍ يتبارى فيها مذيعو وصحفيو النظام فى الهجوم على هذه الدعوات الهدَّامة التى تهدف إلى هدم الدولة وجرِّ مصر إلى مصير سوريا وليبيا والعراق واليمن .. وانتهاز الفرصة للتأكيد على أن (نكسة) يناير لن تتكرر .. فقد وَعَى الشعبُ الدرس .. ولن يسمح بتكرار المؤامرة (إلى آخر هذه الأناشيد المحفوظة). وتكون هذه فرصةً لصرف مكافآت ساعات إضافية لهم ولضيوفهم من الخبراء الاستراتيجيين (من جيوبنا(

٣-تُقسِمُ كُلُّ القوى المعارضة بكل الأيْمان أنها لا تعرف مَن وراء هذه الدعوة المريبة .. بل تُحَّذِر الشعب من التجاوب معها .. ولكن هيهات هيهات .. أنتم متهمون متهمون مهما نَفَيتُم وأنكرتم .. فالفيلم قائمٌ على اتهامكم.

٤-وكنوعٍ من الوقاية يتم الزج بعددٍ من المعارضين فى السجون باعتبارهم فوضويين محتملين .. بناءً على بلاغاتٍ من محامين شرفاء .. وتكون هذه فرصةً لتوسعة أرزاق هؤلاء المحامين (من جيوبنا أيضاً(

٥-وتحت شعار لا صوت يعلو على القضاء على المؤامرة يتم تمرير عددٍ من القرارات الجبائية لشفط ماتَبَّقى فى الجيوب شبه الخاوية.

٦-يتم استنفار القيادات والقوات للحالة (ج) حتى لا تنزلق مصر للفوضى .. ويصرف الجميع أوفرتايم يليق بالمهمة الجليلة (من جيوبنا أيضاً(

٧-يمر الْيَوْمُ الموعود بلا أى أحداثٍ .. فيصبح العنوان الرئيسى (الشعب قال كلمته وأحبط المؤامرة) .. ويصرف الجميع (حلاوة) وَأْد المؤامرة (من جيوبنا أيضاً(

نفس الفيلم فى نفس دور العرض دون تغيير ولا إبداع .. نفس النهاية السعيدة والجيوب الممتلئة لكل أطراف الرواية .. إلا الطرف الذى يحاسب على المشاريب دائماً.

Leave a Reply