الأنبا: المعتدون هددوا الأقباط بعدم التفكير في بناء كنيسة وتم نهب 5 بيوت.. وأحد المسؤلين اتصل بنا لعدم الصلاة يوم الجمعة
أسقف المنيا: كل مرة تحدث الترضية على حساب الأقباط.. والجهات المعنية كانت تدري بالأحداث قبل الجمعة ولكنها تقاعست
روي الأنبا ماكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، تفاصيل الاعتداءات الطائفية والأحداث التي جرت في قرية “دمشاو هاشم”، بالمنيا وتهجير أقباط القرية.
وأشار الأنبا ماكاريوس في فيديو تداوله مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، إلى أحداث طائفية جرت في نفس القرية في 2005. وقال الأنبا: “بسبب شدة الضيق وقتها، بعض الأسر هاجرت بالفعل، ومازلوا مهاجرين، ولأنه لم يعاقب وقتها أحد من المتسببين في الأحداث، تكرر الموضوع ورة أخرة الأسبوع الماضي، ولكن هذه المرة هدد المعتدين الأقباط بعدم التفكير فى بناء كنيسة في الوقت الذي لم يفعل فيه الأقباط شىء”.
وأضاف الأنبا: “كان هناك أحداث في قرية بجوارها في عزبة سلطان ولم يعاقب أيضا أحد، وخرج الجمعة الماضية ألف شخص وأثناء ذلك تطور المشهد وتم إصابة أقباط ونقلوا إلى المستشفى، وتم الاعتداء علي 5 منازل وتحطيم الأجهزة المنزلية داخلها وتكسير الأبواب والشبابيك ونهب أموال ومشغولات ذهبية وإضرام النار في بيت من البيوت الخمس”.
وتابع: قبل الجمعة الماضية قام أحد المسؤلين بالاتصال بي، طالبا عدم الصلاة في البيوت هذا الأسبوع وهو الطقس المعتاد للأساقفة بالذهاب إلى الصلاة في البيوت المختلفة بالقرى والاطمئنان عليها خاصة القري التي لا يوجد بها كنائس لوجود توتر، وتمت الاستجابة للطلب بالفعل من أجل السلام”.
وقال: “كنت أتمني بدلا من تحذيرنا بعدم النزول إلى القرية، أن يحذروا المتطرفين من الأعمال العدائية، والأقباط لم يجرموا، وكل مرة الترضية تكون علي حساب الأقباط، هذا ما حدث في كل الحوادث السابقة والمصالحات، وإيثارا للسلام نصمت ولكن الصمت قد يرسل بالخطأ رسائل سلبية للأخرين بالتمادي في أفعالعهم مع عدم وجود ردع أو عقاب ووجود من يدفع للمجرم الكفالة ويخرجه وكأنه يخبره ألا يخاف”.
وأضاف الأنبا: “المشكلة أن الأنباء الخاصة بالهجوم علي القرية كانت معروفة وتتردد قبل الجمعة وتم إبلاغ الجهات المعنية بالأخبار، وللأسف لم تتخذ أي إجراءات لتفادي ما حدث، وكان ممكن تجنب البلد ما حدث ومما يؤسف له أيضا أن فى قرية دمشاو هاشم يتم استضافة القوى المكلفة بحفظ الأمن في القرية في منازل بعض المطلوبين للعدالة ويأكلون ويشربون عنده كأنهم يعطوه شرعية للاستمرار في أذية الأقباط، ونأمل أن يكون الرد بالموافقة على بناء كنيسة”.
وتحدث عن صعوبة بناء الكنائس بشكل عام وضرب مثالا بقرية “بني مهدي” التي تم تقديم طلب سنة 1976 لبناء كنيسة بها وحتي العام الماضي لا توجد استجابة وكل ماسمحوا به بيت متهلك يصلي فيه 1500 قبطي.
وأشار الأنبا، إلى أن “الناس الآن تتظاهر ضد أقباط غلابة مسالمين لعدم التفكير في بناء كنيسة وهو تطور طبيعي طالما لا تحل الموضوعات من الجذور”. وقال أن الأقباط دائمي التفكير في الوطن ويشعرون بالغيرة ومصر ليست غابة وليست قبيلة ودولة عظيمة ودولة ذات سيادة، ولا يجوز أن يحركها مثل تلك الممارسات ومن ورائها، ونحن نتتظر ولا نشكك في وعود الدولة والمسؤلين في التحقيقات.
وشدد علي فكرة التصالح المبنية علي خوف بعض الأسر من القبض علي أبناء المعتدين وتهديدهم أحيانا ومساومتهم التي يرعاها أصحاب الضمائر الفاسدة في الوقت الذي تلعب فيه موازين القوي والمصالح الشخصية دور في ضياع الحقوق.
وفي نهاية كلمته طالب الأنبا مكاريوس بمعاقبة الجناة علي مافعلوه، ورد المسلوب وتعويض المتضررين وبناء كنيسة في قرية دمشاو هاشم قائلا: “لا نلوم إخواتنا المسلمين وهم شرفاء ونبلاء إنما نلوم من حرض البعض للاعتداء علي الأقباط، ونلوم من تقاعس في منع حدث ذلك ومن فرح بالأحداث”.
يذكر أنه تم القبض علي عدد كبير من المعتدين علي منازل الأقباط بقرية دمشاو هاشم بالمنيا الجمعة الماضية بعدما شهدت القرية اعتداءات طائفية علي خلفية رفض مسلمي القرية بناء كنيسة واقتحامهم.
واندلعت الاعتداءات الطائفية على مسيحيي القرية قبل أسبوع من الآن، على خلفية شائعة عن بناء المسيحيين لكنيسة للصلاة فيها.