33 يوما ولازال مسجونا ولم ينفذ الحكم .. في عامه الـ31 شوكان يتمنى الخروج من سجنه
في العاشر من أكتوبر من كل عام يحتفل المصور الصحفي محمود أبو زيد الشهير بـ”شوكان” بعيد مولده، وسط أصدقائه وأحبابه وأسرته لكن الوضع اختلف منذ 2013!.
ففي الخمسة أعوام الماضية التي مرت على شوكان كان يقضي هذا اليوم وسط أقرانه في السجن داخل زنزانته قد يحتفل معهم أو لا يحتفل من الأساس، ولكن كانت أمنيته الوحيدة في كل عام الخروج من هذه الزنزانة وتنفس نسيم الحرية الذي بات حلم وأمنية ينتظرها في كل وقت منذ اعتقاله في أغسطس 2013.
ويكمل شوكان اليوم عامه الـ31 داخل السجن، في غرفة مظلمة وسط قضبان وأبواب حديدية ثقيلة لكن هذا العام يعد استثنائي بالنسبة له خاصة بعد حكم المحكمة ووضع حد لقضيته، حيث حكمت المحكمة بالسجن خمس سنوات والتي قضاها داخل محبسه في الحبس الاحتياطي منتظرا تنفيذ الحكم.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها على المصور الصحفي “شوكان” و214 آخرين بالسجن 5 سنوات ومراقبة شرطية 5 سنوات آخرين، وهو ما يستوجب الإفراج عنه لتجاوزه فترة العقوبة، بحسب محاميه.
وألقي القبض على شوكان في ١٤ أغسطس ٢٠١٣، أثناء تغطية أحداث فض ميدان رابعة العدوية، ووجهت له النيابة اتهامات بالتظاهر بدون ترخيص، والقتل والشروع في القتل، و تعطيل العمل بالدستور وتكدير السلم العام.
وصدر الحكم على شوكان رغم تقديم محاميه ونقابة الصحفيين كافة مايثبت عمله الصحفي وعدم علاقته بالاحداث أو الاتهامات الموجهة له.
وبالرغم من حكم المحكمة إلا أن شوكان لم يخرج حتى الوقت الحالي ولازال يقبع داخل سجن طرة، منتظرا قرار التنفيذ الذي طوال الوقت يفكر فيه، فهو لايشغل باله هذه الأيام سوى خروجه من السجن وجدرانه الخانقة إلى براح الحياة وسط أسرته وأصدقائه وأحبابه.
رسائل شوكان
وعلى مداره الخمس سنوات التي قضاها شوكان داخل محبسه، وبقاءه قيد الاعتقال لم يضعف موقفه بل زاده قوة وصمودا وأرسل العديد من الرسائل من داخل محبسه لكافة المصورين الصحفيين قائلا “تمسكوا بحلمي.. حاربوا لأجل الصورة، نحن من نصنع التاريخ لا المؤرّخون، فالتصوير كما قيل عنه هو إيقاف لحظة من الزمن لتبقى إلي الأبد، ولا تتركوا الكاميرا- أرجوكم- مهما كلفكم الأمر، صوروا لأجلي، محمود أبو زيد.. شوكان”.
وأثناء قضائه أكثر من يوم 500 يوما داخل محبس كتب شوكان رسالة قائلا: “في طريقي لليوم 550 في الحبس “الاحتياطي”، حبس ليس له لون أو طعم أو شكل ولا حتى رائحة، ولا منطق!، بلا منطق، بلا محاكمة، بلا قانون، مجرد تهم على ورق تم قذفي بها دون تحقيق، وقت يمر ويمضي وعمر ضائع بين أربعة جدران”.
وتابع: “بلا منطق، كنا 900 متهم، وبلا منطق أصبحنا 300 متهم، وبلا منطق خرج زميلي مراسل الجزيرة عبدالله الشامي، الذي كان معي في نفس القضية، بل وفي نفس الزنزانة أيضاً، وبلا منطق مازلت محبوسًا، بينما هو حراً طليقا، ليس ذلك لعدالة القانون أو وجود تحقيق نزيه، بل لوجود مؤسسة إعلامية كبرى تقف بجانبه”.
شهر على حكم “شوكان”
33 يوما قضت على شوكان منذ قرار المحكمة ولا أحد يعلم سبب التأخير وتنفيذ الحكم – بحسب المحامي طاهر أبو النصر – فهناك تأخير غير مبرر بتنفيذ الحكم وهذا أمر غير طبيعي، ولا أحد يعلم متى سيخرج فالحكم لم يصل بعد وشوكان أتم شهر منذ صدور الحكم .
وأوضح طاهر في تصريحات سابقة لـ”كاتب”، أنه بمجرد وصول الحكم لمصلحة السجون يتم ترحيل شوكان لتخشيبة الخليفة لإنهاء الإجراءات ومنها إلى القسم التابع لمحل إقامته، ثم انتظار تحريات الأمن الوطني.
وأضاف أن فريق الدفاع بدأ الإعداد في مذكرة النقض خلال مدة قدرها 60 يوما من تاريخ صدور الحكم وفقا للقانون.
أسرة شوكان
وفي العاشر من أكتوبر 2016، نظمت لجنة حريات الصحفيين برئاسة خالد البلشي مؤتمرا صحفيا بعنوان “الحرية للقلم” احتفالا بعيد مولد شوكان وبحضور والده، فضلا عن رصد أوضاع المهنة وحال الصحفيين.
وتمنى والده حينها إخلاء سبيله نجله قائلا: “ابني يقضي أيامه مابين الظلم والاكتئاب ، حرام نهدر نفس إنسانية في الظلم”.
ومن جهتها، قالت الحاجة رضا والدة المصور الصحفي شوكان،: “محمود ابني بريء وربنا يعلم هو كان شايل الكاميرا بتاعته وبيؤدي عمله ولا كان تبع ده ولا ده فهو صحفي مسالم بيعمل شغله وبس”.
وتابعت حديثها لـ”كاتب”: “محمود متضايق على الآخر، وكان فاكر أول مايطلع الحكم هيخرج على طول .. بس أنا كل زيارة بصبره وبقول فات الكتير ومش باقي إلا القليل والحمد لله على كل شيء”.
وأشارت إلى أن حالته النفسية سيئة لعدم تنفيذ الحكم حتى الآن، ولأن الاتهامات الموجهة إليه في غير موضعها، هكذا وصفت والدة شوكان حالته النفسية وذلك خلال زيارتها له، الخميس الماضي، بمحبسه داخل سجن طرة.
وأضافت: “أنا بدعي يخرج في أي وقت، فابني مظلوم ولم يرتكب أي جريمة ليعاقب عليها، هو كان بيشتغل ولارايح يتظاهر ولا غيره، محمود مش إرهابي ومينفعش يتعامل المعاملة دي فهو يستحق البراءة من أول يوم”.
وأوضحت أنها علمت خلال زيارتها لـ”شوكان”، بأن إجراءات إخلاء السبيل قد بدأ التجهيز لها ولكن لم تعلم موعد خروجه بالتحديد، معلقة: “محدش عارف حاجة، ومش عارفين هيخرج امتى”.
جوائز عالمية
وخلال احتجازه حصل شوكان على العديد من الجوائز الدولية، حيث منحته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) جائزة حرية الصحافة وسط اعتراضات من وزارة الخارجية المصرية.
وحصل أيضا على الجائزة الدولية لحرية الصحافة عام 2016، من قبل لجنة حماية الصحفيين الدولية ضمن ثلاثة صحفيين من (الهند وتركيا والسلفادور) واجهوا تهديدات وملاحقات قانونية بالسجن.
كما منح نادى الصحافة الأمريكي لشوكان جائزة حرية الصحافة لعام 2016، وتم اختياره كمرشح على مستوى العالم.