إعلاميون يناقشون أزمة حرية الصحافة في حزب التحالف الشعبي: يجب تحرك المجتمع المدني للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام

أد الدنيا رئيسية صحف وصحفيين

قلاش: منظومة التشريعات صادرت الحقوق وخنقت حرية الصحافة وما يحدث انتكاسة في الأوضاع

الميرغني: عودة الرقابة علي الصحف والتجهيز للعدوان علي قانون النقابة

داود: معركة حرية الصحافة تهم الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية

نظمت الحركة المدنية الديمقراطية حلقة نقاشية مفتوحة حول “حرية الصحافة والإعلام”، وذلك بمقر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بمشاركة عدد من الكتاب والصحفيين والمفكرين وأعضاء حزب التحالف الشعبي، وأدارها الكاتب الصحفي رجائي الميرغني.

وقال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي إن ملامح الحصار الخانق الذي تعانى منه حرية الصحافة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني عديدة، ومن بينها التوسع في قرارات حظر النشر في قضايا الفساد والاستبداد، والحبس الاحتياطي في قضايا النشر.

وأشار الزاهد في كلمته، إلى الدور الوطني لنقابة الصحفيين في قضايا مياه النيل وهضبة الأهرام وتيران وصنافير معلقا: “سلم نقابة الصحفيين ظل لسنوات ملجأ لكل المحتجين في مصر، وممارسة الحق في التعبير والاحتجاج السلمي لكن توقفت هذه الممارسات بعد حصار النقابة وتقديم النقيب وسكرتير عام النقابة ورئيس لجنة الحريات للمحاكمة، ومقايضة الحريات بمواجهة الإرهاب، على الرغم من أن هزيمة الإرهاب لا تتحقق إلا بإطلاق الحريات.”

ولفت إلى أن حصار الصحافة والإعلام بالتشريعات المقيدة لحرية التعبير والنشر جزء من حصار الأحزاب والنقابات وهو ما يؤكد أن قضية حرية الصحافة والإعلام هي قضية كل القوي الوطنية المصرية وليست قضية الصحفيين وحدهم، وأن الانتصار في معركة الدفاع عن الكيان النقابي للصحفيين لن يتحقق بمعزل عن مجمل قضايا حرية الرأي والتعبير.

وأوضح الزاهد أن المعارضة الوطنية المصرية لديها بدائل لكل السياسات القائمة وحلول لكل المشاكل المطروحة، وأن البرامج البديلة تنطلق من أن الإنسان قبل الأرباح وحق المواطن في الحصول على الخدمات والرعاية بالمستوي اللائق .

انتكاس الأوضاع

فيما أكد يحي قلاش نقيب الصحفيين السابق، أن حرية التعبير هي حجر الزاوية للحريات الديمقراطية وأن الحديث عن حرية الصحافة يستدعي كلمات الرواد الذين رحلوا عن عالمنا مثل الأستاذ كامل زهيري والأستاذ محمد عودة، وتأكيدهم أن معركة حرية التعبير نكسبها عبر جولات وليس بالضربة القاضية.

وأوضح أن أنصار حرية التعبير انتزعوا مواد مهمة في دستور 2014 لو تم تفعيلها لتحققت حرية الصحافة، لكن ما حدث يمثل انتكاسة في الأوضاع حيث صدرت منظومة تشريعات صادرت الحقوق وخنقت حرية الصحافة بالقيود والتشريعات غير المسبوقة بامتداد تاريخ المهنة.

واستعاد قلاش تجربة تضامن الأحزاب والقوي السياسية مع النقابة في معركتها مع القانون 93 لسنة 1995 ومبادرتها بعقد مؤتمر سياسي بمقر حزب الوفد أكد علي أن حرية الصحافة في القلب من الحريات الديمقراطية.

وحذر قلاش من التحركات المشبوهة التي تستهدف قانون نقابة الصحفيين والعدوان على المكاسب التي تحققت عبر نضال استمر لسنوات استكمالا لما تم على صعيد مصادرة وتأميم المهنة، مشيرا إلى أن القانون الحالي تميز بالتجديد النصفي كل سنتين وعدم انتخاب النقيب أكثر من دورتين، ونص على إلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، وعدم تفتيش منازل الصحفيين إلا بحضور عضو من النيابة العامة، وعدم التحقيق مع الصحفي إلا بحضور عضو من النقابة.

ودعا قلاش كل القوي السياسية والجماعة الوطنية والصحفيين المنحازين لثورة 25 يناير التركيز علي قضايا الحريات والانتصار لحرية الرأي والتعبير.

الاهتمام بقضايا الإعلام

وفي السياق ذاته، طالب جورج إسحاق عضو التيار المدني الديمقراطي، بضرورة الاهتمام بقضايا الإعلام البديل والبحث في موضوع اكتتاب شعبي لتأسيس قناة إعلامية مستقلة، مشددا على ضرورة سرعة الدعوة لندوة حول قانون النقابة الجديد.

ولفت إسحاق إلى ضرورة  اشتباك المجتمع المدني بكل مكوناته مع قضية حرية الصحافة والإعلام.

الأولوية لقضية حرية الرأي

وأوضح خالد داود مقرر حزب الدستور سابقا، أن أزمة حرية الصحافة جزء من أزمة حرية الرأي والتعبير وهي معركة تهم الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية، وإنهم يواجهون واقعا لم ير له مثيلا علي مدى السنوات الماضية حيث أصبحت كل وسائل الإعلام تعمل بتوجيهات.

وأكد داود على ضرورة العمل على عودة  قضية حرية الرأي والتعبير إلي قمة أولويات الأحزاب السياسية.

المشهد الإعلامي

قال الكاتب الصحفي رجائي الميرغني إن المشهد الإعلامي الراهن كئيب والخريطة تغيرت تماما عن الوضع قبل 2011، وذلك في ظل سيطرة الشركات المملوكة لعدد من رجال الأعمال المرتبطين بتوجهات النظام، إضافة إلى فقدان الحد الأدنى من استقلال المؤسسات الصحفية القومية بفعل تشريعات الصحافة الأخيرة.

وأوضح الميرغني خلال مشاركته في اللقاء، أن التشريعات الصحفية الأخيرة منحت المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سلطات مطلقة وإعطاء الهيئات المشرفة على الصحافة والإعلام الحق في إدارة المؤسسات الصحفية على هواها، والتحكم في تشكيل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة من خارج المؤسسة الصحفية بالإضافة إلى التصرف بالإلغاء والدمج للإصدارات الصحفية والتحكم في التجديد للصحفيين بعد سن الستين .

وأضاف الميرغنى أن الصحافة أصبحت مهنة طاردة وأن شباب الصحفيين يتعرضون لأصناف من العسف حيث يجرى فصل العشرات بينما يتعرض البعض الآخر للحبس التعسفي وقال إن نقابة الصحفيين لم تشهد طوال تاريخها حصارا مثل الذي شهدته خلال السنتين الاخيرتين.

وأدان الميرغني القرارات الإدارية بوقف الصحفيين والإعلاميين عن العمل وعودة الرقابة على الصحف والتجهيز للعدوان على قانون النقابة وفقدان الضمانات الضرورية للممارسة المهنية ومصادرة حرية الرأي والتعبير واحتكار السلطة التنفيذية للمعلومات.

 وأوضحت الصحفية خيرية شعلان، أن الأوضاع قبل 25 يناير اختلفت بالكامل عن الأوضاع بعدها، وأنه تم تحميل الجماعة الإعلامية والصحفية المسئولية عن المشاكل والمعاناة التي يتحملها المواطنون.

وأشارت إلى أن الصحفيين محرومون من التداول الحر للمعلومات وهو أمر جعل كبار كتاب الأعمدة يكتبون في موضوعات بعيدة كل البعد عن هموم الوطن والمواطن.

وأضافت أن المناخ الحالي أشاع جوا من الإحباط بين الشباب، وأن هموم لقمة العيش وتكاليف المعيشة أصبحت تحد من انخراطهم في الشأن العام

وحضر اللقاء الدكتور سمير عليش وجورج إسحاق من قيادات الحركة المدنية الديمقراطية، والصحفي خالد داود رئيس حزب الدستور سابقا، والمفكر اللبناني الأستاذ  كريم مروة والدكتور محمد غباشي أستاذ العلوم السياسية بجامعة البحرين ويحي قلاش نقيب الصحفيين السابق .

Leave a Reply