رحل الإعلامي الإعلامى حمدي قنديل عن 82 عامًا بعد صراع من المرض، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، بعد حياة حافلة بالعطاء ومسيرة إعلامية تنقل فيها بين عدة صحف وقنوات فضائية، حيث عمل بالتليفزيون الرسمي وعدة قنوات فضائية، كما كتب لعدة صحف مصرية وعربية أبرزها المصري اليوم، ومن أشهر برامجه برنامج قلم رصاص.
وتصدر قنديل «تويتر» بعد إعلان نبأ وفاته، ونعاه العديد من مشاهير الفن والرياضة والسياسة، ووصفه حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة وزعيم تيار الكرامة بـ “ابن مصر البار وصوت العروبة الصادق , علم الإعلام الملتزم بمهنيته والمنحاز لشعبه وامته ,رمز احترام الذات والمهنة والجماهير.الرجل الجسور المترفع الأصيل النبيل”
امتلأت صفحات تواصل الاجتماعي بحكايات أجيال متعاقبة عن صاحب أقوى قلم رصاص عرفه الاعلام المصري وكيف أثر ببرامجه ومواقفه في الجميع، ونعاه يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق قائلا ” رحل حمدي قنديل ظل يحلم بوطن حر و اعلام حر .. يتم اغتيال الاعلام و يعيش حمدي قنديل “.
وكتب عنه الصحفي محمد الجارحي “رحل من كان أستاذاً كبيراً بحق، من كان حراً يبحث عن وطن حر، رحل صاحب رئيس التحرير، رحل من جعل من قلمه الرصاص رصاصة في ظهر الظلم والفساد والجهل والاستبداد، رحل من كان عوناً وصديقاً للصغير قبل الكبير، وداعاً أستاذي حمدي قنديل”.
ولد قنديل عام 1936 لأسرة ترجع أصولها إلى محافظة المنوفية، وقال في مذكراته: «جذور أسرة أبي ترجع إلى بلدة كفر عليم التابعة لمركز بركة السبع، في ريف محافظة المنوفية، وكذلك أمي التي أتى أجدادها من أبيها من البلدة نفسها، أما أجدادها من أمها فهم من بلدة طنبشا المجاورة، وهكذا فأنا منوفي أبا وأما».
كانت بدايته مع الإعلامي مبكرة حيث بدأ العمل الصحفى وهو طالب في الجامعة، وقرر العمل في الصحافة وانضم إلى مجلة «آخر ساعة» بناء على طلب مصطفى أمين، وبدأ فيها بنشر رسائل القراء بـ15 جنيهًا في الشهر عام 1951، ويقول في مذكراته: «كان أبى يسمح لى، بل يطلب منى أحيانا، قراءة جريدة المصرى، وكانت هي الجريدة الوحيدة التي يشتريها كل يوم، قرأت جريدة الاشتراكية في بيت صديق كان والده يشتريها بانتظام، فأصبحت أبحث عنها أنا الآخر بين الحين والحين، وأظنها أثرت كثيرا في توجيه ميولى، بل واستفزتنى إلى أبعد حد عندما قرأت فيها مقال أحمد حسين الشهير رعاياك يا مولاي».
يقول عنه د. إيمان يحيى رحل الاستاذ حمدي قنديل، أحد زملاء كلية الطب الذين جذبنهم صاحبة الجلالة فتركوا دراسة الطب ولم بكملوها وعملوا بالصحافة. مثله مثل الاستاذين محمد العزبي وصلاح حافظ. حمدي قنديل كان نجما في عمر 24 ستة، يظهر على برنامج تليفزيوني بالبتليفزيون العربي مرتين : مرة قبيل الظهيرة ومرة بعد في العصر. “أقوال الصحف”.. يفرد صفحات الجرائد أمامه ويقرأ منها، وبجانبه جهاز التيكرز يدق دقاته المتسارعة ليتناول منه حمدي شريط الورق الطويل ليقرأ الأنباء العاجلة. تحول الشاب الوسيم صاحب الشارب الدوجلاس الى أشهر شاب في مصر حينها. تجيء النكسة، وينطفئ حمدي وبرنامجه كما انطفأ نجوم اعلام الستينيات. يهاجر ويعمل في تليفزيونات عربية وفي اتحاد الاذاعات العربية. ويعود في نهاية عصر مبارك بيرنامجين “رئيس التحرير” و”قلم رصاص”.. يدوس على خطوط حمراء وهمية فيغلق البرنامجان.
ويتابع زميل دراسته “أقابله قبيل رحيل مبارك وثورة 25 يناير، أثناء صعود الجمعية الوطنية للتغيير في زياره قام بها اعضاء الجمعية الى سنورس بالفيوم لزيارة أحد اخصائيي العلاج الطبيعي المضرب عن الطعام بسبب اضطهاده لتأييده البرادعي. حمدي قنديل جزء من تاريخ مصر يرحل.
تزوج قنديل من الفنانة نجلاء فتحي عام 1995، ويقول في مذكراته إنها فاجأته بطلب الزواج منه على غير العادات والتقاليد المتعارف عليها، حيث قابلها للمرة الأولى أثناء إجرائه لحوار صحفى معها في منزل شقيقتها بالدقى، ويقول إنه لمس فيها تواضعا وبساطة وتلقائية، وأنها ليست شاطرة فقط لكنها ذكية ومرحة وذات شخصية قوية.
قدم العديد من البرامج ذات الطابع السياسي منها برنامج «رئيس التحرير» و«أقوال الصحف» و«قلم رصاص».
وتوقف برنامجه «رئيس التحرير» على التلفزيون المصري، وانتقل إلى فضائية «دريم» لتقديم البرنامج بالاسم نفسه.
كما قدم «قلم رصاص» على فضائيتي «دبي» الإماراتية و«الليبية» الفضائية.
شارك في ثورة 25 يناير وعارض نظام الإخوان، وانضم قبل الثورة إلى الجمعية الوطنية للتغيير، وكان متحدثًا رسميًا لها.
رحل قنديل تاركًا خلفه ميراثًا إعلاميًا مكتوبًا ومرئيًا، وسيرة طيبة، لتذكر الأجيال الجديدة أن مقولة الحق قد تقودك إلى السجن أو أن تجلس في بيتك بلا عمل، لكنها حتمًا ستجعلك كبيرًا أمام نفسك وأمام الناس.
وقال عنه النائب هيثم الحريري” رحل عنا الاعلامى والصحفى حمدي قنديل، كلمات ناصعه سطرها بالقلم الرصاص .. لن تمحى، ستظل نبراسا لكل اعلامى وصحفي يحترم نفسه ويحترم جمهوره ويعشق وطنه.
قليلون جدا من يستحقون لقب اعلامى ومهنى وحر ووطنى وشريف.، ربما يكون رحيل قنديل جرس إنذار لكل الموجودين على الساحه الإعلامية لن يبقى لكم ومنكم سوى كلمة الحق.