د.حازم حسني يكتب عن الهجوم على د.نور فرحات: عذرا دكتور نور.. كل هذا السفه سيمضي

أد الدنيا رئيسية نرشح لكم

وجه الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية حديثه للدكتور نور فرحات،  أستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق قائلا: “أعتذر لك كما أعتذر لنفسى ولكل العقول التى يستهدفها هذا السفه!، فما أصابك منه قد أصاب غيرك، وطال بدرجات متفاوتة كل صاحب عقل وكل صاحب ضمير فى هذه البلاد “.

وجاء حديث الدكتور حازم حسني، عقب كلام المذيع أحمد موسى خلال برنامجه “على مسؤوليتي” ، باتهامه للدكتور نور فرحات بانتحاله  صفة “فقيه دستوري” على الرغم من أنه أستاذ للتاريخ، واتهمه أيضا بأنه يحرض المواطنين على عدم دفع الضريبة العقارية، ما نفاه فرحات في بيانه تماما.

وتابع حسني حديثه: “كل هذا السفه سيمضى، وكل هذا الخراب – المعنوى قبل المادى – سينعى نفسه، ويطلب أصحابه جبلاً حصيناً يعصمهم من الماء دون جدوى؛ فسفينة القدر ستمضى فى طريقها دون أن تلتفت إليهم، ولن يصح فى النهاية إلا الصحيح”.

وأضاف حسني خلال منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه ليس غريباً بالطبع أن يخلط بين مسارات العلم المختلفة من يجهلون كل شئ عن العلم وعن مساراته المعقدة، حتى وإن شاء القدر أن يكونوا هم أصحاب الصوت الأعلى فى هذه الدولة التى يحولونها بانتظام لشبه دولة، أو لما هو دون ذلك، وحاضنة لأمة عوز معرفى، ضمن أوجه أخرى كثيرة من أوجه الفاقة والعوز.

واستطرد: “فى كل فروع العلم الاجتماعى هناك مسار علمى مهم، يسير فيه أولو العزم من الباحثين، هو تاريخ وتطور الفكر فى هذا الفرع العلمى؛ فهناك متخصصون فى تاريخ وتطور الفكر الاقتصادى، وفى تاريخ وتطور الفكر السياسى، وفى تاريخ وتطور الفكر القانونى، … إلخ؛ وهى من مسارات العلم الأكثر قسوة على الإطلاق، فهى تتناول الجذور التى تنبت منها العلوم ذات العلاقة، وتبين العلاقات المعرفية غير المرئية بين تجليات هذه العلوم المختلفة، بل إن الفلسفة نفسها التى توصف بأنها أم العلوم، بما فى ذلك العلوم الطبيعية، إنما يدرك أهل العلم أن معظم أساطينها الكبار كانوا من الباحثين المرموقين فى علوم الفيزياء والأحياء والرياضيات … إلخ “.

وواصل: “لا أحد فى دنيا العقلاء والحكماء فى كبريات الجامعات العالمية يصنف هؤلاء الباحثين فى تاريخ وتطور الفكر على أنهم باحثون فى التاريخ، وإنما يتم التعامل معهم باعتبارهم فقهاء العلم الأدرى بفلسفته وأسراره وخباياه، دون أن يقلل هذا الحديث من قيمة علم التاريخ شيئاً، ودون أن يمنع هذا الحديث من وجود متخصصين فى فلسفة التاريخ وفى تاريخ وتطور الفكر التاريخى، ودون أن يمنع ذلك من وجود مناطق تماس وتقاطع وتفاعل بين كل فروع المعرفة الاجتماعية والطبيعية”.

ورأى أن رئيس الدولة قد يتصور- على غير الحقيقة – أن تطوير التعليم والبحث العلمى يكون بمجرد احتفالية تقام، أو بتوجيهات تعطى، وهو تصور لن ينتهى بنا إلا لكارثة تضاف لكوارث حياتنا المتراكمة.

وزاد: ” دعونى أفترض هنا – عن غير اقتناع – أن النوايا المعلنة لتطوير التعليم هى نوايا حقيقية وصادقة، لكن الأمم لا تتقدم بمجرد النوايا الحسنة، ولا العلم يتقدم بهذه النوايا … فلا تطوير للتعليم وللبحث العلمى فى مصر دون ثورة معرفية حقيقية تستأصل من الوجود هذه النماذج السفيهة التى يسلطها النظام على أهل العقل فى مصر، أو على ما تبقى منه ومنها “.

وشدد أستاذ العلوم السياسية إذا لم تسكت الأصوات العالية “غير المسؤولة” – بحسب وصفه –  فإن مصر ستخلو إن عاجلاً أو آجلاً من لغة العقل، ولن يبقى على أرضها إلا الجنون بكل ما يعصف به الجنون من أسباب الحياة وأسباب الوجود، ولن نجد ساعتها .

وأشار إلى أن كان صاحب سلطان ينوى حقاً إقالة العقل المصرى من عثرته – وهو ما لم يعد يصدقه – فليبدأ إذن بإسكات كل هذا السفه قبل أن يفجر ما تبقى من أمة كانت فى يوم من الأيام عظيمة بحكمائها، ولو كان صوتهم خفيضاً، لا بسفهائها، وإن علا صوتهم واستأسد على الناس فئرانهم.

 

 

 

 

Leave a Reply