السعودية ترد على مطالبات كندا بالافراج عن المعتقلات بقطع العلاقات الاقتصادية ووقف الرحلات الجوية وطرد السفير من الرياض
بن سلمان يرد على تصريحات ترامب: أحب التعاون معه وعلينا أن نقبل الأمور السيئة والجيدة.. وندفع ثمن أسلحتنا
بين موقف حاد وقطع علاقات وطرد سفير، ردا على مطالب بالحرية لمعتقلين ومعتقلات، في حالة كندا، ورد دبلوماسي على تصريحات اعتبرها البعض مهينة في حالة أمريكا، تباينت ردود فعل الممكلة السعودية على الدولتين.
ورصد “كاتب“، رد المملكة العربية السعودية، على كلا من كندا وأمريكا، في واقعتين منفصلتين، الأولى كانت بعد مطالبة كندا بالإفراج عن معتقلين ومعتقلات بسبب نشاطهم السياسي، والثانية بعد تصريحات ترامب عن طريقة تعامله مع المملكة وحكامها وتفاصيل المكالمات الهاتفية بينهم.
وبين طرد السفير الكندي، وقطع المعاملات الاقتصادية، ومنع الرحلات الجوية إلى تورنتو، جاء الرد السعودي على كندا، أمام مطالبة الأخيرة فقط بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات ووقف استهدافهم، الأمر الذي اعتبره السعودية “تدخلا في الشئون الداخلية”.
وفي مطلع أغسطس الماضي، انتقدت الخارجية الكندية، في بيان رسمي الأسبوع الماضي، القبض على ناشطات حقوقيات سعوديات بينهن سمر بدوي الناشطة الحقوقية السعودية التي تحمل الجنسية الأمريكية. كما دعت كندا إلى الإفراج عن “جميع النشطاء المسالمين الآخرين في مجال حقوق الإنسان”.
لترد الخارجية السعودية بشدة على التصريحات الكندية وصل لحد سحب السفير، واعتبارها موقفا يعكس “تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للمملكة ومخالفاً لأبسط الأعراف الدولية وجميع المواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول”. واعتبرت السفير الكندي “شخصا غير مرغوب فيه” وطلبت منه مغادرة البلاد خلال الـ 24 ساعة المقبلة.
واستهجنت الخارجية السعودية مطالبة كندا “بالإفراج الفوري” عن الموقوفين. وقالت إن استخدام هذه العبارة “مؤسف جدا”، مضيفة أنه “أمر مستهجن وغير مقبول في العلاقات بين الدول”. وأعلنت أيضا “تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا”. وأشارت إلى “احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى”.
على الجانب الآخر تعاملت السعودية بتروي وهدوء مع تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، وجاء الرد في شكل تصريحات على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، قال فيها أنه “يحب التعامل مع ترامب، ولذلك فعلينا تقبل ما يقوله الأصدقاء من أمور سيئة وجيدة”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نقل خلال 3 تصريحات متتالية ما قال أنه تفاصيل اتصال هاتفي، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال ترامب، خلال كلمة له في تجمع انتخابي بولاية فرجينيا: “أنا أحب السعودية وقد أجريت مع الملك سلمان هذه الصباح حديثا مطولا، وقلت له إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، والله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة في حالة تعرضت لهجوم”.
ومضى ترامب يقول: “قلت له: أيها الملك ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”.
واستطرد بالقول: “نحن ندعم جيوشهم لذلك دعوني أسأل: لماذا ندعم جيوش هذه الدول الغنية؟ أمر مختلف أن نقدم الدعم لدول تعيش وضعا صعبا وخطيرا مع فظائع قد تؤدي إلى مقتل الملايين، لكن عندما تكون لديك دول غنية كالسعودية واليابان وكوريا الجنوبية فلماذا إذن ندعم جيوشها؟ لأنهم سيدفعون، المشكلة أن لا أحد طالب بذلك من قبل”.
وعاد ترامب إلى تفاصيل المكالمة مرة أخرى الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى إنه حذر العاهل السعودي الملك سلمان من أنه لن يبقى في السلطة لأسبوعين دون دعم الجيش الأمريكي.
وكرر ترامب نفس التصريحات مع إضافات جديدة لثالث مرة أمام تجمع انتخابي أخر في ساوثافن في مسيسبي ”نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. لكني قلت ’أيها الملك- نحن نحميك- ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشك‘“، ولم يذكر ترامب متى قال ذلك للعاهل السعودي.
ورفض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حذر خلالها العاهل السعودي من أنه لا يمكنه أن يبقى في السلطة ”لأسبوعين“ من دون دعم الجيش الأمريكي وطالبه بأن يدفع التكاليف.
وقال الأمير محمد في مقابلة مع وكالة بلومبرج نشرت يوم الجمعة ”أحب العمل معه. تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أمورا جيدة وأخرى سيئة“.
وأضاف ولي العهد السعودي ”نعتقد أن كل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية يتم دفع ثمنها، ليست أسلحة بالمجان. ومن ثم فمنذ أن بدأت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اشترينا كل شيء بالمال“.