قضت المحكمة الابتدائية بتطوان شمال المغرب بسجن مدون سنتين على خلفية احتجاجات على مقتل امرأة في حادث إطلاق نار على قارب مهاجرين غير شرعيين، ووجهت إليه “التحريض على العصيان المدني” و”إهانة علم المملكة” و”نشر الكراهية”.
أصدرت محكمة مغربية أمس الأربعاء حكما بالسجن لمدة عامين مع النفاذ على مدون دعا على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج بعد مقتل شابة في حادث إطلاق نار على قارب مهاجرين غير شرعيين، حسب ما أفاد محاميه جابر بابا.
وقال المحامي إن موكله سفيان نكاد لوحق بسبب “نشر تدوينة على موقع فيس بوك” تدعو جماهير فريق المغرب التطواني لكرة القدم للتظاهر احتجاجا على الحادث، في مناسبة مباراة للبطولة المحلية نظمت يوم 30 سبتمبر الماضي.
ووجهت إليه تهم “التحريض على العصيان المدني” و”إهانة علم المملكة” و”نشر الكراهية”.
ويحاكم 19 شابا آخر، تتراوح أعمارهم بين 14 و23 سنة، بتهمة “إهانة العلم الوطني”، بعد أن قاموا برفع العلم الإسباني وشعارات مؤيدة للهجرة على غرار “عاشت إسبانيا” أثناء تلك المباراة.
وجهت إليهم أيضا تهم “تخريب ممتلكات عمومية وخاصة” خلال “تظاهرة غير مرخصة” نظمت بعد خروجهم من الملعب، وقد جرى إيقافهم مطلع أكتوبر الحالي.
“الشهيدة حياة”
وقد أثار مقتل الطالبة حياة بلقاسم (22 عاما) المتحدرة من تطوان برصاص البحرية الملكية المغربية على متن مركب يستقله مهاجرون في طريقه لإسبانيا، استياء واسعا في المغرب.
وتداول العديد من رواد الإنترنت صور “الشهيدة حياة” التي “لم يكن ذنبها سوى الرغبة في الهروب من البؤس لمساعدة أسرتها”.
وأصيب 3 ركاب آخرون تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما خلال الحادثة التي وقعت قبالة سواحل فنيدق (شمال) في البحر المتوسط.
وكان مصدر عسكري قد أوضح أن الزورق الذي رصدته سفينة مراقبة اتخذ “موقفا عدوانيا” وقام “بمناورات خطيرة وصلت إلى حد افتعال اصطدام تم تجنبه في اللحظة الأخيرة”.
وتم توقيف ربان الزورق وهو إسباني الجنسية، وفق السلطات المغربية التي أعلنت فتح تحقيق.
ويلاحق 4 شبان من مشجعي فريق حسنية أغادير لكرة القدم (جنوب) أيضا بتهمة “إهانة العلم الوطني”، للاشتباه في قيامهم برفع العلم الإسباني أثناء مباراة لكرة القدم جرت يوم 6 أكتوبر.
ويعاقب القانون المغربي على إهانة العلم الوطني بالسجن ما بين 6 أشهر إلى 3 سنوات، وقد تصل العقوبة إلى 5 سنوات سجنا في حال ارتكبت في حالة “اجتماع أو تجمع”.
ويسعى مزيد من المغاربة مغادرة بلادهم للوصول إلى أوروبا، عبر البحر أو بتسلق السياج الشائك العملاق الذي يفصل المغرب عن منطقتي سبتة ومليلة الإسبانيتين.
ووصل أكثر من 43 ألف مهاجر إلى إسبانيا منذ بداية السنة، منهم أكثر من 38 ألفا عبر طريق البحر، كما تقول المنظمة الدولية للهجرة.
وتؤكد السلطات المغربية أنها أحبطت 54 ألف محاولة فاشلة للعبور منذ يناير الماضي.