“محبوس يا طير الحق.. قفصك حديده لعين
قضبانه لا بتنطق ولا تفهم المساجين
قضبانه لا بتعرف ولا تفهم الانسان
ولا الحديد ينزف لو تنزف الاوطان”..
اذا اتيحت لك الفرصة ان تمر بميدان المؤسسة بشبرا الخيمة المدينة العمالية من الدرجة الأولى بداخل أحد مقرات التجمع كان يمكنك أن تسمع تلك الأبيات وغيرها بصوت حاد واضح وصريح، لا يلين في الدفاع عن ما يعتقد، إذا اقتربت منه ستجد صاحب هذه الحده والصوت يملك خليطا من القوة والقدرة على الاقناع، من الصعب ان تجدها في غير مخلص لرؤيته واتجاهه الاشتراكي الثوري، انه أيمن عبدالمعطي الباحث والمدقق اللغوي ومدير التوزيع بدار المرايا، والانسان بكل ما تحمله الكلمة من معان.
ولما لا تكون تلك الحدة في الدفاع عن وجهة نظره وما يقتنع به مثل السيف، وهو ابن منطقة عمالية، استمات في الدفاع عن عمالها وعمال مصر.
لم يدخر عبد المعطي جهدا ولا وقتا إلا وكان من الصفوف الاولي لدعم العمال، اهتم بالسياسة منذ أن كان طالبًا في الثانوية العامة، لم يمتلك شقة فارهة ولا عربة فاخرة، بل مكتبة يمكنك ان تنهل منها ومنه ما لا يحصى.
بينما هو مقيد بكلابشات الأمن وأثناء ركوبه عربة الترحيلات، لم يكف أيمن عبدالمعطي العضو السابق بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن طمأنة من حوله، ومنحهم القوة، فاشار لزوجته واصدقاءه بعلامة القوة، وطمأنهم وأطمئن عليهم، هكذا تقول زينب مصطفي زوجة أيمن عبدالمعطي مشيرة إلى انه بمجرد رؤيته لها وفي أقل من دقيقتين طمأنها وطمأن جميع من حوله، وكان كله ثقة بانه لم يرتكب ذنب ولم يفعل ما يستدعي محاسبته.
كان خبر القاء القبض على مدير دار التوزيع أيمن عبدالمعطي من مقر عمله يوم الخميس الماضي صدمة للجميع، خاصة وأن أيمن ابتعد عن العمل السياسي منذ سنوات واكتفي بان يركز جهوده في النشر والتوزيع. فلم يفهم الكثيرون لماذا ألقي القبض عليه وتم ادراجه على القضية 621 وتوجيه اتهامات له بالانتماء لجماعة ارهابية، ونشر اخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يفهم ايضا لماذا الان وهو الذي اكتفى بان يهتم بالثقافة والنشر والتوزيع.
قال عنه الصحفي هشام فؤاد ” أيمن عاش فترة طويلة يكافح بعيدا عن الأضواء حتي ثورة يناير.انسان بسيط ودؤوب إلى أقصى حد ولكنه حاد كالمبرد فيما يعتقده صحيحا .. واثق أن أيمن سيتخطى هذه الأزمة ويعود إلى زوجته و ابنته المولودة حديثا. .. جزء مني وراء القضبان.. الحرية لكل المعتقلين”.
وكتبت الصحفية دينا قابيل زميلة أيمن عبدالمعطي في دار المرايا احنا آسفين يا أيمن صديقي.. أيمن عبد المعطي تم القبض عليه من وسطنا حرفيا وماعرفناش نعمله حاجة.. كنا زمان قبل الثورة بنتجمع على سلالم النقابة ونعترض على أي اجراء تعسفي أو أي حبس في قضايا الرأي، لكن دلوقتي ما فيش حاجة بتتعمل كل شيء مجرم، كل شيء اما الحبس أو الحبس.
أيمن نفسه زيه زينا كلنا ما كانش يقدر يعمل أي حاجة أو ينضم لأي نشاط، مش انه ينضم لجماعة “ماعرفش ايه” زي التهمة اللي متوجهة له.
” اللي يعرف أيمن.. يعرف انه منكب على العمل ولا وقت لديه لعمل سري أو جماعي من أي نوع، يصارع الدنيا ما بين أسرته وأعباء الحياة وعمله كمدير التسويق والدعاية في دار المرايا وانكفائه باخلاص على العمل زي خلية نحل كاملة العدد. صحيح انه ماركسي عتيد، لكن الأمر لا يتجاوز قناعاته الفكرية، قد يجيب أحدهم إن سأله أو يوفر له كتاب إن طلبه لكنه أبدا لا يفرض آرائه على غيره أو يحاول استقطابهم نحومعتقداته الفكرية.. وعلشان كده القبض على أيمن النهارده بيظهر لنا إن المحاسبة والعقاب النهارده أصبحت على النوايا وليست على الفعل أو النشاط الفعلي… أصبح الدفع مقدما… قبل حتى اقتراف أي تجاوز من وجهة نظر القائمين على الأمر.
قلوبنا معك يا صديقي ودعواتنا الخالصة … لكننا لا نملك من أمرنا شيئ.
اقرأ لـ أيمن عبد المعطي : الحركة العمالية المصرية ما العمل؟