ضياء رشوان: عدم إبلاغ أسرة المتوفى بأخذ عينات من الجثة “صنع فجوة”.. والصحف نشرت تقارير مغلوطة بسرقة الأعضاء
أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات أن عينات التي تم أخذها من جثمان السائح البريطاني، ديفيد همفريز، قد تمت بأسلوب طبي، وسُلمت رسمياً لمعامل التحليل الحكومية في أسيوط والقاهرة للتدقيق في سبب وفاة المذكور، ذلك عقب تواصلها مع الجهات المعنية.
ونفى البيان الصادر اليوم الاثنين أن يكون الجثمان قد تعرض لسرقة أعضاء كما أشارت بعض التقارير بالصحف الأجنبية والتي اعتبرتها الهيئة تقارير “مغلوطة”.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، مساء أمس الأحد، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب،عبر فضائية «إم بي سي مصر»إن “عدم إبلاغ الأسرة ببقاء عينات من الجثمان رهن التحليل صنع فجوة أدت إلى هذا”.
وأكد على أن المعامل المختصة بالتحليل انتهت من عملها والعينات ستُرسل إلى أهل السائح اليوم الاثنين”.
وأضاف رشوان أن الهيئة قامت بإرسال رد إلى الثلاث صحف الأجنبية التي تحدثت عن أمر السائح البريطاني وهم، موقع “BBC” و”الديلي ميل” وصحيفة “الصن” البريطانية، وطالبت الهيئة الصحف تحري الدقة في استجلاء الحقيقة.
من جانبها أوضحت صفحة أطباء مصر على فيسبوك أن “فحص بعض الأعضاء مثل القلب والاحتفاظ به، هو إجراء معمول به في كل الجهات التي تعمل بالطب الشرعي بغرض الفحص الباثولوجي عن الأمراض والفحص الكيميائي عن السموم” وأضاف البيان أن تلك الفحوصات تتطلب وقت طويل وهو ما استدعى إرسال الجثمان إلى ذويه دون الأعضاء.
وكشفت هيئة الاستعلامات فذكرت في بيانها، تسلسل الوقائع الخاصة بوفاة السائح المذكور وما تم بشأنه، إذ وصل السائح إلى مستشفى “البحر الأحمر” بمدينة الغردقة في يوم 18/9/2018 وتم عمل إنعاش قلبي له ولكن الحالة لم تستجب وتم إعلان الوفاة ونقله إلى مستشفى الغردقة العام بعد تصريح الطبيب المختص.
وأوضح البيان أنه “جاء في التحقيقات الأولية للشرطة الواردة في إخطار الوفاة بتاريخ 18/9/2018 على لسان طبيب الحالات الحرجة الذي استقبل السائح المذكور أنه “وصل إلى المستشفى بسيارة إسعاف وتبين عدم وجود أي علامات للحياة وتم عمل الإسعافات اللازمة إلا أنه تبين وفاته، ويحتمل أن تكون الوفاة بسبب توقف مفاجئ للقلب”.
وطبقاً للتقرير الطبي الصادر عن مستشفى البحر الأحمر في 18/9/2018 فإن السائح وصل إلى المستشفى في حالة غيبوبة عميقة ولا يوجد نبض أو تنفس أو ضغط دم وجسمه بارد، حسبما ذكر البيان.
وقال البيان إن “ليندا همفريز” زوجة السائح المتوفى قالت إنه شعر ببعض الألم في الصدر وعقب تناوله العلاج الخاص به تحسن، وبعد ذلك شعر بألم في منطقة الصدر مرة أخرى وسقط على الأرض وتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى حيث تبين وفاته، وأكدت أنها لا تتهم أحداً في وفاة زوجها”، وفي نفس التحقيق وردت أقوال ابنة المتوفى التي توافقت مع أقوال والدتها”.
وجاء تقرير مستشفى البحر الأحمر في 13/9/2018 معلنا أن السائح دخل إلى المستشفى بأعراض آلام حادة في الصدر وضيق تنفس وتعرق وتم تشخيص الحالة على أنها أعراض نوبة قلبية وتم إدخاله وحدة الرعاية المركزة بالمستشفى وضبط ضغط الدم واستبعاد مضاعفات القلب ومنحه الأدوية اللازمة، وفى مساء اليوم التالي 14/9/2018 كانت حالة المريض جيدة والمؤشرات الحيوية طبيعية وسمح له بالخروج من المستشفى مع التزامه باتباع العلاج الموصوف له.
وقررت النيابة العامة انتداب طبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي وتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة وأخذ كافة العينات اللازمة، وتحديد ما إذا كان هناك خطأ طبي من عدمه، وأوضح بيان الهيئة أنه في حال رغبت النيابة العامة التثبت من سبب الوفاة، فإن القانون يعطيها الحق بتشريح الجثمان بما يستلزمه ذلك من أخذ العينات والإجراءات الطبية اللازمة، بدون الرجوع إلى أسرة المتوفى أو موافقتها وهذا إجراء متعارف عليه.
وأضاف البيان أنه “في 25/9/2018 تم إرسال العينات إلى معمل التحليل الكيماوي في أسيوط التابع لوزارة الصحة مشتملا على 4 عبوات تحتوى على: كمية من الدماء – أجزاء من كل من الكبد والمعدة والأمعاء ومحتواهم وأنصاف الكليتين والمثانة الخاصة بالمتوفى بغية البحث عن أشباه القلويات السامة والمخدرة والمهدئات والمنومات ومضادات الاكتئاب”.
وأوضح البيان أنه “في 25/9/2018 أيضاً تم إرسال القلب محفوظا بماد الفورمالين إلى معمل الباثولوجي التابع لوزارة الصحة بالقاهرة، لإجراء التحاليل اللازمة لبيان سبب الوفاة.
وخاطبت الهيئة الطب الشرعي الذي أكد أن العينات المذكورة قد تم الانتهاء من فحصها وجار إجراءات تسليمها للنيابة العامة المختصة بمدينة الغردقة لإصدار القرار بتسليمها إلى ذوي المتوفى أو مندوب مفوض من السفارة البريطانية بمصر طبقا لما تقضى به الإجراءات القانونية في مثل هذه الحالات.
وأكدت الهيئة أنه وفقا للوقائع السابقة، وما تضمنته الأوراق الرسمية الصادرة من جهات تابعة لوزارات العدل والداخلية والصحة، فإن الإدعاءات بشأن سرقة أعضاء السائح المذكور لا أساس لها من الصحة، وأن كل الإجراءات تمت بشكل سليم يستهدف استخدام كل الأساليب العلمية المعروفة للتحقق من سبب الوفاة على نحو يقيني تام.
وأهاب بيان الهيئة العامة للاستعلامات بوسائل الإعلام بضرورة تحري الدقة والإطلاع على كافة جوانب الموضوع واستطلاع رأي الأطراف المعنية، قبل النشر وإثارة البلبلة وتوجيه اتهامات والوصول إلى استنتاجات غير صحيحة والإضرار بسمعة ومصالح العديد من الأطراف.
ويُذكر تليفزيون “BBC” نشر تقريرًا أن أسرة المتوفى تفاجئت بعد عودة الجثمان إلى بريطانيا عقب تشريحه اختفاء عضوي القلب والكلى من الجثمان، كما تكفل مكتب محاماة “إيروين ميتشيل”، بمدينة “شفيلد” البريطانية، باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن اختفاء بعض أعضاء المتوفى.