كاميرات المراقبة التركية رصدت مصطفى مدني يتجول في الجامع الأزرق بلحية مزيفة وملابس خاشقجي بعد مقتله
ونشر شبكة “CNN” مقطع فيديو مسربا، لكاميرات المراقبة حول القنصلية السعودية، يظهر فيه رجلا يغادر مبنى القنصلية عبر البوابة الخلفية، منتحلا هيئة خاشقجي من خلال ارتداءه ملابسه ، ووضع لحية مزيفة، ونظارة.
وقال مسئول تركي رفيع المستوى لـ “سي إن إن”، إن أحد أعضاء الفريق السعودي، المكون من 15 شخصا المشتبه بهم في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، ارتدى ملابس القتيل، وذلك ما سجلته كاميرات المراقبة المنتشرة بمدينة اسطنبول، وذلك في نفس اليوم الذي قُتل فيه خاشقجي.
وقالت الشبكة إن الرجل التقطت كاميرات المراقبة له لقطات في الجامع الأزرق، أحد أشهر معالم المدينة، وذلك بعد ساعات فقط من دخول الصحفي خاشقجي القنصلية، في 2 أكتوبر الحالي.
وكشف المسئول التركي للشبكة أن الرجل التي التقطته الكاميرات منتحلا هيئة خاشقجي، يدعى مصطفى مدني، وهو أحد أعضاء الفريق إلى كُلف – حسبما ترى التحقيقات التركية- بتنفيذ عملية قتل خاشقجي، الذي ذهب إلى القنصلية في موعدا محدد، بغية استخراج أوراق تتعلق بعُرسه.
وقدمت المملكة رواية مغايرة عن ما حدث لخاشقجي، وذلك بعد أسابيع من إنكار التورط في اختفاء الصحفي، إذ أعلنت السعودية أن خاشقجي قُتل في القنصلية بتركيا، وأن وفاته نتجت عن “شجار”، فيما صرح مسئول سعودي لاحقا لـ”CNN” أن الخنق هو ما أفضى إلى موت الصحفي”، وأشارت الشبكة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي أدلى بها إلى قناة “فوكس نيوز” الأمريكية واصفا ما حدث بأنه “قتل” و”جريمة لا تغتفر” ونفى أن تكون المملكة على علم بمكان جثة خاشقجي، وأعلن أن المملكة مصرة على كشف كل الحقائق ومعاقبة كل المتورطين في الحادث.
على جانب أخر أكد المسئول التركي إلى “CNN” أن مصطفى مدني، البالغ من العمر 57 عاما، تم استخدامه كـ “طُعم” للصحافة، إذ أن مدني بمواصفات شبيه للغاية بخاشقجي البالغ من العمر 59 عاما، من حيث الطول والعمر والبناء الجسدي”، مضيفا أن الغرض هو تقديم “دوبلير” لخاشقجي أثناء الاستجواب لاحقا.
وأوضح المسئول أن ما استقر في يقينه لم يتغير منذ 6 أكتوبر إذ أن ما حدث هو جريمة مع سبق الإصرار والترصد، أعقبها نقل للجثمان خارج مبنى القنصلية.
وترصد الشبكة تحركات مدني وفقا لما سُرب من التحقيقات ومقاطع فيديو، فمدني الذي خرج مرتديا ملابس خاشقجي وظاهرا بهيئته، كان قد دخل إلى مقر القنصلية قبل ذلك بأربع ساعات، من البوابة الأمامية، وبجواره شريك آخر من الفريق، وهو رئيس مصلحة الطب الشرعي السعودي، صلاح الطبيقي.
وكشف مقطع الفيديو عن الفارق الواضح بين خاشقجي ، ومدني منتحلا شخصيته، إذ أن مدني ظل مرتديا لحذاءه الرياضي الأبيض، والذي يختلف تماما عن الحذاء الذي كان ينتعله خاشقجي عند دخوله للسفارة.
ولازالت التحقيقات جارية من قبل المحققين الأتراك بشكل أوسع لمعرفة تحديدا ماذا دار في مقر القنصلية يوم 2 أكتوبر وما لحقه، وعن مصير جثة خاشقجي.
ويذكر أن النيابة العامة السعودية أصدرت بيانا، في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، اعترفت فيه بوفاة “المواطن جمال خاشقجي”، نتيجة “شجار” تطور أثناء “نقاشات” دارت بينه وبين مسئولين بمقر القنصلية، بينما قوبلت تلك الرواية السعودية بمزيج من الاستهجان والتشكيك والرفض من قبل حكومات غربية، وكذا المسئولون الأمريكيون.
وتزامن مع بيان النائب العام، قرارات ملكية صادرة عن العاهل السعودي بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة، كما تقرر إعفاء المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من منصبه.
وتضمنت الأوامر الملكية أيضا إنهاء خدمة مجموعة من الضباط، وهم مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله الشايع، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد المحمادي، دون إبداء أسباب واضحة عن إعفائهم.