المرشح الرئاسي الأمريكي السابق: على الكونجرس الأمريكي أن يضع حدا لانتهاكات المملكة لحقوق الانسان
قال بيرني ساندرز، المرشح الرئاسي السابق للانتخابات الأمريكية الأخيرة، إن “جريمة اغتيال الصحفي السعودي بـ واشنطن بوست، جمال خاشقجي، تعكس إلى أي مدى بات ضروريا أن تُعيد الولايات المتحدة النظر في علاقتنا بالمملكة، وأن تعلم السعودية أنها ليس لديها شيكا على بياض لتستمر في انتهاكات حقوق الإنسان”. بحسب مقاله بـ «نيويورك تايمز».
وقال أن مكان واحد فقط نستطيع من خلاله إنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن، ليس لفقط أن تلك الحرب أنشئت كارثة إنسانية في واحدة من أكثر بلدان العالم فقرا، بل لأن التورط الأمريكي في هذه الحرب لم يسمح به الكونجرس، لذلك فهو أمرا غير دستوري.
وأضاف ساندرز، في مارس من العام 2015 بدأ تحالف من الدول العربية تقوده المملكة السعودية والإمارات العربية، في حربه ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. ومنذ ذلك الحين، قُتل آلاف من المدنيين، وأكثر من ذلك فقدوا منازلهم. ووفق ما أعلنته الأمم المتحدة، فإن ملايين اليمنيين الآن في مواجهة خطر المجاعة الأعنف على الإطلاق منذ 100 عام. فضلا عن أن الفوضى في اليمن وفرت البيئة الخصبة للجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، وخلقت ذرائع جديدة لتدخلات إيرانية.
وأدان المرشح السابق، الانخراط العميق للولايات المتحدة في تلك الحرب، مشيرا إلى توفير الولايات المتحدة القنابل التي تستخدمها السعودية القائدة للتحالف العربي، كما تعيد تزويد الطائرات الحاملة للقنابل، بالوقود، بالإضافة إلى التعاون الاستخباراتي.
ويشير المقال إلى أن غارات عدة استهدفت مدنيين،”وفي واحدو من أكثر الحالات البشعة مؤخرا، قصفت قنبلة أمريكية الصنع حافلة مدرسية مكدسة بالأطفال الصغار،وهو ما أودى بحياة العشرات وإصابة آخرون” وذكر ساندرز ما وجده تقرير «CNN» أدلة على الاستعانة بالأسلحة الأمريكية في عدة هجمات قتلت كثيرا من المدنيين منذ بداية الحرب.
ويضيف المقال أنه “بالرغم من كل لذلك، فقد أكد وزير الخارجية، مايك بومبيو، وووزير الدفاع، جيمس ماتيس، رسميًا،في رد على مخاوف لدى الكونجرس الأمريكي جراء استهداف المدنيين، قائلين إن “السعوديين والإماراتيين يبذلون أقصى ما في استطاعتهم للحد من مخاطر وقوع إصابات بين المدنيين”.
ويذكر بيرني ساندرز أن المعلومات تدحض هذه التصريحات؛ ووفقا لمرصد اليمن المستقل، فإنه في الفترة ما بين مارس 2015 ومارس 2018 ، فإن أكثر من 30٪ من أهداف التحالف بقيادة السعودية لم تكن عسكرية، واستهدفت مدنيين.
وبحسب مشروع بيانات موقع وأحداث مناطق النزاعات المسلحة، فقد ارتفع عدد القتلى من المدنيين في منطقة واحدة بنسبة 160% خلال الصيف مقارنة بفترة بداية العام.
وأكد ساندرز على أن الجميع داخل الإدارة الأمريكية على علم بتلك الحقائق، إذ أنه في أعقاب إدلاء وزير الخارجية، بومبيو، شهادته أمام الكونجرسن نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه رفض خبراء عسكريين وإقليميين تابعيين لوزارة الخارجية، منحازا إلى أعضاء من السلطة التشريعية الذين ناقشوا معه أن عدم الشهادة من شأنه أن يعرض مبيعات الولايات المتحدة من السلاح للملكة السعودية، والإمارات للخطر، وأضاف ساندرز أن “ترامب أيضا ردد هذا المنطق، حينما سُئل عن مقتل خاشقجي، قائلا أن السعودية تنفق 110 مليار دولار على الأسلحة”.