العسكري السابق جايير بولسونارو “ترامب البرازيل” يفوز على مرشح اليسار.. ومسئول جزائري يعلن ترشح صاحب الـ81 عاما
من البرازيل في أمريكا اللاتينية، إلى أوروبا، تزايدت موجات صعود اليمين المتطرف، وجتى الجزائر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يستمر ترسيخ الحكم العسكري على يد بوتفليقة.
وفيما تستمر أحزاب اليمين في أوروبا ولاسيما الشرقية منها، في الفوز والصعود، فاز المرشح اليميني المطرف بالانتخابات الرئاسية البرازيلية، والذي لا تخلو تصريحاته من العنصرية والحدة.
جايير بولسونارو.. قائد الجيش المتطرف
وفاز اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، قائد الجيش السابق، الملقب بـ”ترامب البرازيل” في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البرازيل عملاق أمريكا الجنوبية، أمس الأحد، بواقع 55.1% لصالحه، في مقابل 44.8% لمنافسه فرناندو حداد، المرشح اليساري وعمدة ريودي جانيرو السابق، من أصول لبنانية. لتشهد بذلك رابع أكبر ديمقراطية في العالم، امتداد التيار اليميني الشعبوي المتطرف إليها.
بولسونارو، قائد الجيش السابق وعضو الكونجرس الاتحادي، أدانته محكمة برازيلية، في عام 2015 بغرامة، جراء وصفه، ماريا روزاريو، عضوة الكونجرس الاتحادي، بأنها “قبيحة للغاية، ولا تستحق أن تُغتصب”.
كما صرح في وقت لاحق، في مقابلة صحفية، أن “النساء والرجال يجب ألا يحصلوا على راتب متساو”. وفي عام 2011 قال بولسونارو لمجلة «PlayBoy» إنه “يفضل أن يموت إبنه في حادث على أن يكون مثليا”.
فضلا عن إجراء تحقيقات معه على خلفية تعليقات عنصرية وجهها للبرازيليين من ذوي الأصول الأفريقية”. لم يكتفي بولسونارو بذلك بل أبدى إعجابه الشديد على تعذيب اليساريين إبان الحكم العسكري الديكتاتوري، الذي حكم البلاد سابقا في الفترة بين (1964 -1985).
سبق ذلك التحول الدرامي في البرازيل، حكم حزب العمال اليساري نحو 15 عاما قبل أن يُطيح البرلمان بالرئيسة ديلما روسيف، التي خلفت لولا دي سيلفا منذ 2010، على خلفية اتهامات باللعب في حسابات عامة للتخفيف من أثر الأزمة الاقتصادية وفضائح أخرى.
مما خلق موجة شعبية واسعة من الغضب تجاه الحزب، إذ تعاني البرازيل من معدلات جريمة مرتفعة وفساد مُستشري، مما دفع بالأمور ناحية اليمين الذي بدا كمن يستطيع تفكيك النظام السياسي المهترئ.
الجزائر.. بوتفليقة دائما
على جانب أخر، أعلن جمال ولد عباس رئيس “جبهة التحرير الوطني”، أمس الأحد، أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، البالغ من العمر81 عاما، سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل 2019، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
بوتفليقة الذي وصل لسُدة الحكم منذ عام 1999، وشارف على إنهاء مدته الرابعة بعد فوزه في 3 انتخابات متتالية، لكن المتاعب الصحية البالغة لم تمنعه من الترشح والاستمرار في الحكم لولاية خامسة، إذ أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية في عام 2013، لكن حالته بعدها ازدادت سوءا ونقل على إثر أزمات صحية متتالية إلى فرنسا وسويسرا لتلقي العلاج، الأمر الذي انعكس على إعلان ترشحه الأخير.
إذ اعتادت الجبهة على دعوة الرئيس ومناقشته ومناشدته أن يترشح، على عكس ما تم أمس من إعلان الجبهة منفردة أن بوتفليقه مرشحها. ولم يعلق الرئيس العجوز على الأمر حتى الآن.
وشهدت البلاد، خلال الشهر الجاري، الإطاحة بخمس جنرالات رفيعي المستوى، على خلفية تهم فساد وسوء إدارة، وسط شكوك تم تداولها تتعلق بتمهيد الساحة السياسية لترشح الرئيس بوتفليقه، وسط تعتيم إعلامي من الإعلام الحكومي الجزائري عن الاعتقالات ودوافعها الحقيقه، فضلا عن أزمة سياسية بين كتلة المعارضة، وأحزاب الموالاه، إزاء ضغوط على رئيس البرلمان سعيد بوحجة لتقديم استقالته.
ودعت أحزاب المعارضة في الجزائر، في سبتمبر الماضي، إلى مبادرة للتوافق الوطني تهدف إلى انتخاب رئيس جديد للجزائر، ردا على دعوة أحزاب الموالاة بانتخاب الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
أوروبا.. اللاجئون يعانون التطرف
وحققت الأحزاب اليمينية المتطرفة، في أوروبا، تدرجا غير مسبوق على سلم الحكم والسلطة، وهو ما لم يتحقق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم تفرق الموجه بين أوروبا الشرقية أو الغربية، فبات اليمين الشعبوي يشارك في العديد من الحكومات الأوروبية مثل هولندا وإيطاليا والدنمارك والنمسا وألمانيا، بالإضافة إلى المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، وهو ما بات يهدد الاتحاد الأوروبي خاصة بعد “البريكست” الذي يقضي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ففي هولندا، بات حزب “الحرية” بزعامة اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، في مارس 2017، أكبر قوة في البرلمان، خلفا لليبراليين، بعدما حصل على 20 مقعدا من أصل 150 مقعد، بفارق خمس مقاعد له عن الانتخابات التي سبقتها.
وفي إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد أوروبي، حصدت حركة” النجوم الخمس” اليميني المتطرف، وحزب “رابطة الشمال” الشعبوية على نصيب الأسد في الانتخابات التشريعية في مارس 2017، ليحصل رموزها لاحقا على حقائب وزارية سيادية مثل الدفاع والخارجية والداخلية، أما وزارة شؤون الاتحاد الأوروبي فقد أُسندت إلى باولو سافونا، اليميني المعروف بمعارضته للاتحاد الأوروبي.
وفي الدنمارك بدأ حزب “الشعب” الدنماركي اليميني المتطرف ذو الخطاب الشعبوي، في الصعود منذ 2015، ليحقق مكاسب أكبر في الانتخابات التي تلتها، مع تزامن ذلك بتصريحات من قبيل “الدنمارك بلد مسيحي بالأساس” ودعوات لترسيخ “الهوية الدنماركية”، وتلحق الدنمارك السويد إذ يمثل حزب “ديمقراطيو السويد” الحزب المنبثق عن النازيين الجدد، ليصبح ثاني الأحزاب البرلمانية بعد “الاجتماعي الديمقراطي” في الانتخابات الأخيرة.
وتأتي ألمانيا القوى الأهم في أوروبا حاليا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكست” بالصدمة الأكبر، إذ حقق حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، نسبة قاربت 13% من الأصوات لأول مرة في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، مستندة على الجدل حول وضع اللاجئين وقدومهم إلى البلاد من منعه، لتندرج ألمانيا ضمن خط فوز مؤيدي “بريكسيت” في بريطانيا.