أعلن الكاتب عز الدين شكري فشير، توقفه عن الكتابة ونشر مقالاته في صحيفة “المصري اليوم”، بعد منع مقالاته من النشر خلال الفترة الأخيرة.
وقال فشير، في بيان مقتضب على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، إنه سيتوقف عن الكتابة، لحين تغيير الظروف التي أدت إلى منع مقالين له، الأول عن تخفيف عقوبة على متهمين بالإرهاب في البحرين، والأخر عن إثيوبيا.
وهذا نص ما كتبه فشير:
وبذلك أتوقف عن الكتابة في “المصري اليوم”…
السيد/ رئيس تحرير جريدة المصري اليوم
السادة/ أعضاء مجلس التحرير
تحية طيبة وبعد
منذ عدة أسابيع رفضت الجريدة نشر مقالي الخاص بتخفيف ملك البحرين لعقوبة الإعدام على عدد من الإرهابيين، ثم رفضت نشر مقالي الأخير عن إجراءات فك الاحتقان السياسي التي اتخذها رئيس وزراء اثيوبيا، ومع تفهمي الكامل لموقف الجريدة، ولخضوعها لقيود سياسية مفروضة عليها بغير إرادة محرريها، ولحدة هذه القيود التي كادت أن تؤدي لحبس رئيس التحرير السابق وعدد من صحفيي الجريدة، ومع احترامي للجهود التي يبذلها “المصري اليوم” للحفاظ على أكبر قدر ممكن من حرية التعبير لكتابه، إلا أني لا أستطيع مواصلة الكتابة في ظل هذه القيود.
ليس لدي أي خصومة شخصية مع الجريدة أو القائمين عليها، بل ليس لدي أي خصومة شخصية مع الدولة والقائمين على حكمها. كل ما في الأمر أني أرى أن السياسة الأمنية التي تبنتها الدولة منذ إقرار قانون التظاهر في خريف 2013 انحرفت بها عن المسار الديمقراطي وأدخلتها في حالة من الاستبداد تنتهك حقوق المواطنين وتؤدي الى فشل محتوم للبلاد.
ونظرا لأن هذه السياسة الأمنية لا تقتصر على مكافحة الإرهاب أو حتى مواجهة المعارضة السياسية، بل تمتد لتشمل كيفية إدارة مرافق الدولة، والإعلام، والقانون والقضاء، والسياسة الخارجية، والأفكار والثقافة والفنون، فليس من الممكن الكتابة في أي موضوع دون الارتطام بهذه السياسة التي أختلف معها جذريا. وبالتالي ليس هناك موضوعات “آمنة”: الشيء الوحيد المتاح – غير تأييد هذه السياسة الأمنية – هو محاولة تجاهلها والكتابة في تفاصيل توحي ولا تقول، تشي ولا تفشي، تلمح ولا تصرح، وهو نوع من الكتابة لا أريده لنفسي.
ومن ثم أتوجه بالشكر للقائمين على جريدة المصري اليوم التي أعتز بها وباحتضانها لكتاباتي منذ سنوات، وأبلغكم بتوقفي عن الكتابة لحين تتغير الظروف التي أدت لذلك. ويمكنكم بالطبع نشر هذا الخطاب ان شئتم، وسأقوم أنا من جانبي بنشره في صباح الغد الموافق 9 يوليو (موعد مقالي نصف الشهري) على صفحتي في وسائل الاتصال الاجتماعي.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
عزالدين شكري فشير