فقر وقهر.. نرصد وقائع الانتحار في أسابيع: شابان وفتاة تحت عجلات المترو.. وسيدة بالسم.. وأب ينهي حياة زوجته وأطفاله وينتحر

رئيسية ملفات نرشح لكم

منظمة الصحة العالمية: 88 حالة بين كل 100 الف ينتحرون.. وطبيب نفسي: كل أسباب الانتحار موجودة في مصر

من شاب لم يتجاوز عمره الـ17 عاما، إلى فتاة في العقد الثالث، وحتى سيدة تناولت السم وأب انهى حياته وزوجته وأطفاله، قصص الانتحار بكل الطرق من محافظى لأخرى، وسط ظروف مختلفة ولكن القرار كان واحدا.

كيف كان شعوره، ما الذي دفعه لذلك، كيف استطاع ان يتغلب على رغبة الإنسان في الحياة، العديد من الأسئلة تطرح نفسها فور إعلان وسائل الإعلام عن انتحار شخصا ما، تزايدت تلك التساؤلات الفترة الماضية مع تعدد أخبار حالات الانتحار تحت عجلات المترو أو بتناول السم أو غيرها من وسائل الانتحار.

وفي الوقت الذي تناولت فيه الأخبار قصة انتحار شاب وفتاة تحت عجلات المترو، لم تكن قصتهما الأولى، ولا الأخيرة أيضا في ظل استمرار الظروف التي قد تدفع آخرين لاتخاذ نفس القرار.

ووثقت التقارير الإخبارية والمحاضر الأمنية، 15 واقعة انتحار تحت عجلات المترو، كانت أولها 20 يناير 2015، وحتى قصة الشاب الأخير.. 15 حالة انتحار لـ15 شاب وفتاة لكل منهم قصته.

وكان نصيب 2018 من حالات الانتحار، 3 حالات، حيث ترك شاب رسالة لأسرته في 3 مايو 2018، وألقى شاب نفسه أسفل عجلات المترو في محطة “غمرة”، وذلك لمروره بحالة نفسية سيئة، وتبين أن الشاب أرسل رسالة نصية لأسرته قبل انتحاره، أكد فيها عزمه على الانتحار في المترو.

وتحت عجلات القطار رقم 119، بالخط الثاني لمترو الأنفاق، أعلنت هيئة مترو الانفاق قيام شاب في السابعة عشر من عمره بإلقاء نفسه تحت عجلات القطار، فور دخوله محطة المرج القديمة.

الشاب يدعى أشرف محمد السيد اللاهوني، من قرية فيديمين التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، ووفقا لاصدقائه المقربين فانه الابن الوحيد لاسرته.

فيما سبق الشاب “أشرف، فتاة قررت هي الأخرى إنهاء حياتها تحت عجلات مترو الأنفاق.

وخلال الاسابيع القليلة الماضية كشف تحريات أمن القاهرة التفاصيل الكاملة لملابسات انتحار فتاة، بإلقاء نفسها أمام المترو، وتبين أنها تمر بأزمة نفسية حادة، بسبب ضغوط الحياة، ومشاكل أسرية متفاقمة مع أشقائها.

وقالت التحريات التي أجرتها المباحث المصرية، إن أهل الفتاة أكدوا أنها مرت بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، بسبب قيام أشقائها بالتعدي عليها بالضرب وتوبيخها، فضلا عن تأثرها بوفاة والدتها، عقب تعرضها لحادث سير منذ 7 سنوات، ومنذ ذلك الحين وهي في مشاكل يومية مع أشقائها.

وأضافت التحريات، أنه في يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بينها وبين أشقائها، وأخبرتهم بعزمها على الانتحار، إلا أنهم أخذوا كلامها على شكل مزاح، ولكنها خرجت بالفعل، وتوجهت إلى محطة مترو الأنفاق، وقامت بإلقاء نفسها أسفله.

وكانت شرطة النقل والمواصلات المصرية، تلقت إشارة من سائق مترو بالخط الأول، تفيد بإلقاء فتاة نفسها أسفل عجلات القطار، أثناء دخوله المحطة وتوفيت في الحال.

جاء في المرتبة الثانية من وسائل الانتحار في مصر تناول السم، حيث في الفيوم تناولت أمس الأول سيدة ثلاثينية سم قمح ولقت حتفها على الفور، بسبب ضائقة مالية كانت تمر بها خلال الأيام السابقة.

وفي دمياط لقى سائق توك توك حتفه بعدما قام بذبح زوجته وطعنها طعنة نافذة في بطنها هو الآخر بعد تناوله حبوب غلة سامة وذلك قبل بدء التحقيق معه من قبل النيابة العامة بعد ضبطه من قبل قوات الأمن حيث كان المتهم متحفظ عليه من قبل الشرطة والنيابة في مستشفى الزرقا المركزي حيث أصيب بحالة إعياء وتوفي نتيجة حالته الصحية المتدهورة وكان المتهم قد اتصل هاتفيا بشقيقته بعد ارتكاب جريمته وأبلغها بقتل زوجته وتسميم أبناءه الأربعة بحبوب الغلة.

وكان سائق توك توك يدعى “السيد. ف” من قرية شرمساح التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط، قد نفذ مذبحة جماعية لأسرته المكونة من زوجته وأطفاله الـ4 بقرية شرمساح دائرة مركز الزرقا حيث سدد طعنة نافذة للأم كما وذبحها وسمم أطفاله الأربعة مما أسفر عن مصرع 2 منهم.

وكشفت أحدث الإحصاءات المتاحة على الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، علماً أن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، وهناك قرابة 88 ألف شخص ينتحرون كل عام.

ويرجع الكثير من رواد موقع التواصل الاجتماعي تزايد معدلات الانتحار في مصر خلال الفترة الماضية لتزايد الضغوط الاقتصادية ،نتيجة لاجراءات الاصلاح الاقتصادي وشروط صندوق النقد الدولي التي تسير عليها الحكومة المصرية، والتي أدت الى ارتفاع في الاسعار والمواصلات والخدمات.

تعليقا على ذلك، يقول الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق في تصريحات صحفية ان  كل أسباب الانتحار موجودة في مصر، فالانتحار هو نوع من أنواع العنف، لكنه موجه ضد النفس، وقد يرجع لأسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، بداية من التلوث مرورا بالضوائق الاقتصادية، ووصولا إلى القمع وكبت الحريات”.

ويضيف عبد الله “في الغالب لا توجد حالة انتحار لها سبب واحد، وزاد من تلك الأسباب في الفترة الأخيرة الإحباط الشديد عند الشباب، بسبب ركود الاقتصاد وتعثر الحياة السياسية، وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، هذا فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني”.ش

Leave a Reply