طالبت مؤسسة حرية الفكر والتعبير بتبرئة المصوِّر الصحفي محمود أبو زيد الشهير بـ (شوكان)، في جلسة النطق بالحكم في قضيته، والمقرر انعقادها غدا السبت 28 يوليو 2018. وتُنظر قضية شوكان من قبل محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، برئاسة المستشار حسن فريد.
شوكان تعرض للقبض العشوائي
وقالت مؤسسة حرية الفكر والتعبير في بيان لها اليوم، إنها تخشى أن تتعامل هيئة المحكمة مع كافة المتهمين بالقضية المتهم بها شوكان دون تفرقة. فالقضية تضم 739 متهمًا شملهم قرار الإحالة الصادر من النيابة العامة، وهؤلاء المتهمين تختلف ملابسات القبض عليهم والتحقيق معهم من شخص إلى آخر. وقد حدثت عمليات واسعة من القبض العشوائي، التي استهدفت من خلالها أجهزة الأمن المتواجدين بمحيط التظاهرات والتجمعات التي جرت بعد أحداث 30 يونيو 2013. وعلى محكمة الجنايات بعد عامين من نظر القضية أن تفرق بين المتورطين في استخدام العنف وهؤلاء المقبوض عليهم بشكل عشوائي.
الحبس الاحتياطي عقوبة لشوكان
يقضي شوكان عامه الخامس داخل السجن قيد الحبس الاحتياطي، دون أن يتم الفصل في قضيته حتى اليوم. وتؤكد مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن شوكان عوقب بالفعل بالحبس خمس سنوات قضاهم، وهو بحكم القانون “برئ لم تثبت إدانته بعد”. وسبق وأشارت المؤسسة غير مرة إلى استخدام الحبس الاحتياطي، باعتباره عقوبة في حد ذاته، وليس مجرد تدبير احترازي لحماية التحقيقات. وفي هذا الإطار، دعا المجلس القومي لحقوق الإنسان، في بيان له بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الأفريقي لمناهضة الحبس الاحتياطي، إلى مراجعة التشريعات الخاصة بالحبس الاحتياطي في القوانين المصرية.
وأكدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن هيئة الدفاع عن المصوِّر الصحفي شوكان قدَّمت خلال مرحلة تداول القضية أمام محكمة جنايات القاهرة، وقبلها أثناء تحقيقات النيابة العامة التي استمرت لثلاث سنوات متواصلة، كل الأوراق التي تفيد سبب وجود شوكان في مسرح الأحداث، أثناء قيام قوات من الشرطة والجيش بفض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي بميدان رابعة العدوية ومحيطه. وقدمت هيئة الدفاع التفويض الصادر من وكالة “ديموتكس” الصحافية للمصور الصحفي شوكان بتصوير عمليات فض الاعتصام لصالحها، وذلك بناءا على الدعوة التي وجهتها وزارة الداخلية لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية عمليات الفض.
حالة صحية متدهورة
ويُعاني شوكان من مرض مزمن، وهو مرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط، والذي يتطلب عناية طبية متواصلة، لا تتوفر لشوكان في ظل تردي الرعاية الطبية في السجن، وكذلك تعنُّت إدارة السجن في نقله للمستشفى لتلقي العلاج المناسب. وأدى طول فترة حبس شوكان احتياطيًا، والتي تزيد عن خمس سنوات، إلى تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ. وحملت مؤسسة حرية الفكر والتعبير السلطات المصرية كامل المسئولية عن أي مضاعفات صحية قد تصيب شوكان خاصةً في حالة الحكم بسجنه.
الحرية لشوكان
وحصل شوكان على جائزة حرية الصحافة الدولية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عن العام 2018. وتخشى مؤسسة حرية الفكر والتعبير من وجود موقف سياسي مُسبق تجاه شوكان، خاصة وأن المتحدث باسم وزارة الخارجية أصدر بيانا تعليقًا على اعتزام منظمة اليونسكو منح شوكان جائزتها العالمية لحرية الصحافة، معربا عن أسف وزارة الخارجية الشديد لاعتزام اليونسكو منح الجائزة لأحد المتهمين بممارسة أعمال عنف في مصر، بحسب بيان الوزارة. لذا، تدعو مؤسسة حرية الفكر والتعبير إلى تبرئة شوكان والإفراج عنه فورا، حتى يتمكن من تلقي الرعاية الصحية اللازمة.