الجميلات هنَّ الصغيراتُ
“وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق”
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت
إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات.
كتب محمود درويش الشاعر الفلسطيني الراحل هذه الأبيات وكأنه ينظر من شرفات الغيب ليهديها إلى المناضلة الفلسطينية عهد التميمي التي خرجت من سجون الاحتلال اليوم بعد قضائها عقوبة بالسجن مدتها ثمانية أشهر لصفعها جنديا إسرائيليا.
وأعلن الكيان الصهيوني، الأحد، أنه تم الإفراج عن عهد التميمي الأحد، وقال إن عهد (17 عاما) ووالدتها التي سجنت أيضا بسبب هذه الواقعة تم نقلهما من إلى حاجز يؤدي إلى الضفة الغربية المحتلة حيث تعيشان.
وسجنت التميمي لإدانتها بالاعتداء بعد تصويرها وهي تركل وتصفع جنديا إسرائيليا العام الماضي، وواجهت 12 تهمة.
وشاركت عهد منذ طفولتها مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات، وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماما، وترى أن الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال.
وكانت لا تتخلى عن المشاركة في المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعة شعار “اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم”، وكانت تتمنى دائما أن تدرس القانون لتصبح محامية لتدافع عن وطنها وأهلها وشعبها.
وكانت مسيرة النبي صالح بدأت منذ ديسمبر 2009، كاحتجاج أسبوعي لأهالي القرية وبعض المتضامنين الدوليين ضد جدار الفصل العنصري ومصادرة أراضي القرية لصالح مستوطنة “حلميش”، وهي تأتي في سياق المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل الذي التهم جزءا كبيرا من أراضي القرية.
وحظيت محاكمة الفتاة التي أصبحت رمزاً للمقاومة الفلسطينية في الـ16 من عمرها لدى اعتقالها، بتغطية إعلامية كبيرة. وحيّا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، شخصياً شجاعتها.
كذلك أمضت عهد التميمي عيد ميلادها الـ17 في السجن، وها هي تخرج للحرية من جديد.