التحالف: ننعي العالم فارسا حدد موقعه مع الشعوب ومع الحرية ومع اشتراكية مبدعة متجددة وضد الهيمنة والاستبداد والتبعية
غيب الموت اليوم المفكر اليساري والاقتصادي الكبير سمير أمين، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 87 عاماً، تاركا وراءه مادة معرفية كبيرة في الإقتصاد السياسي والأدب الماركسي. وأثار خبر رحيل سمير أمين موجة من الحزن بين أجيال من اليسار المصري والذين وصفوه بأيقونة اقتصاد الجنوب، واعتبروه واحد من منظري الفكر اليساري، حاول حتى اخر نفس فى حياته ايجاد بدائل لكسر حلقة الاستبداد والاستغلال البشع والمنحط للفقراء. رغم اختلاف تيار واسع من اليساريين مع عدد من مواقفه الاخيرة من السلطة الحالية.
وقال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الذي شغل سمير أمين منصب مستشاره، نبذل الآن جهودا لنقل جثمانه الطاهر لمصر وأن ننظم مع كل الرفاق التكريم الكبير لمفكر عظيم..
من جانبه قال حزب التحالف الشعبى الاشتراكى في نعيه له ” ننعي للشعب المصرى وشعوب العالم فارسا حدد موقعه مع الشعوب ومع الحرية، ومع اشتراكية مبدعة متجددة وضد الهيمنة والاستبداد والتبعية.
ولد سمير أمين في 3 سبتمبر 1931م، وهو مفكر واقتصادي مصري بارز، وأحد أهم أعلام مدرسة التبعية، كما أنه من أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالمية.
نشأ سمير أمين، وقضى فترة طفولته في بورسعيد، بين أب مصري وأم فرنسية، وكان كلاهما طبيبًا، قضى أمين طفولته في بورسعيد، وحصل على شهادة الثانوية عام 1947م من إحدى المدارس الفرنسية، وبعدها غادر إلى باريس ليدرس فيها من 1947م إلى 1957م، حيث حصل في عام 1952م على دبلوم في العلوم السياسية، قبل أن يحصل على شهادة التخرج في الإحصاء 1956م، ثم الاقتصاد 1957م، ويعود إلى مصر حاملا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.
خلال العام 1951م، انتسب أمين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، إلا أن الماركسية السوفيتية لم تثر إعجابه، عمل أمين مستشاراً اقتصادياً في مالي وجمهورية الكونغو ومدغشقر وغيرها من الدول الإفريقية، كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادى IDEP بداكار لعشر سنوات طوال فترة السبعينيات، حيث تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية، وشارك أثناء عمله هذا في تأسيس منظمات بحثية وعلمية إفريقية، مثل المجلس الإفريقى لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا)، ومنتدى العالم الثالث والذي يترأسه حاليا، وقدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، والتبيعة والعوالم الأربعة، ومحاولة لتجديد القراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج.
مؤلفاته بالعربية:
دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر عام 1957. معهد البحوث والدراسات العربية -الجامعة العربية-القاهرة 1959.
التراكم على الصعيد العالمي. ترجمة/دار ابن خلدون-بيروت 1973.
التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة. ترجمة عادل عبد المهدى-دار الحقيقة-بيروت 1974.
التطور اللامتكافئ. (ترجمة برهان غليون-دار الطليعة-بيروت 1974.
الأمة العربية “القومية وصراع الطبقات”. ترجمة كميل قيصر داغر-دار ابن رشد-بيروت 1978.
الطبقة والأمة في التاريخ وفي المرحلة الامبريالية. ترجمة هنريت عبودى-دار الطليعة-بيروت 1980.
قانون القيمة والمادية التاريخية. ترجمة صلاح داغر-دار الحداثة-بيروت 1981.
المغرب العربي المعاصر. ترجمة كميل قيصر داغر-دار الحداثة -بيروت 1981.
الاقتصاد العربي المعاصر. ترجمة ناديا الحاج- دار الرواد- بيروت 1982)- دار الحقائق 1984.
أزمة الامبريالية أزمة بنيوية. دار الحداثة -بيروت 1982.
الماوية والتحريفية. دار الحداثة- بيروت 1984.
أزمة المجتمع العربي. دار المستقبل العربي- القاهرة 1985.
ما بعد الرأسمالية- مركز دراسات الوحدة العربية- بيروت 1988.
البحر المتوسط في العالم المعاصر (بالاشتراك مع فيصل ياشير. مركز دراسات الوحدة العربية -بيروت 1988.
نحو نظرية للثقافة- معهد الإنماء العربي (بيروت) 1989؛ سلسلة صاد (الجزائر) 1992.
بعض قضايا للمستقبل- الفارابى، بيروت 1990؛ مدبولى القاهرة، 1991.
من نقد الدولة السوفيتية إلى نقد الدولة الوطنية؛ مركز البحوث العربية، القاهرة 1993.
سيرة ذاتية فكرية- دار الآداب، بيروت 1993.
حوار الدولة والدين (بالاشتراك مع برهان غليون) المركز الثقافى العربي، 1996.
في مواجهة أزمة عصرنا، دار سينا، القاهرة 1996.
نقد روح العصر، الفارابى، بيروت 1998.
مناخ العصر، رؤية نقدية، دار سينا، القاهرة 1999.
في نقد الخطاب العربي الراهن, دار العين للنشر ,القاهرة 2009.