الحزب: قدم اسهامات بارزة للفكر الاشتراكى ولليسار العالمى وروحه تفيض فى قارات العالم
نعى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي للشعب المصرى وكل القوي الاشتراكية في العالم رحيل المفكر الاقتصادي الدكتور سمير أمين.الذى قدم اسهامات بارزة للفكر الاشتراكى ولليسار العالمى .
وغيب الموت أمس الأحد المفكر اليساري والاقتصادي الكبير سمير أمين، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 87 عاماً، تاركا وراءه مادة معرفية كبيرة في الإقتصاد السياسي والأدب الماركسي.
وقال الحزب في نعيه إن مفكرا فى قامة د. سمير أمين لا يرحل إلا بجسده، فروحه وفكره وابداعه يفيض فى المكان، فى كل قارات العالم وتلامذته ونحن منهم يواصلون المسيرة، واسهامه فى تأسيس وقيادة منتدى البدائل العالمى قدم لليسار العالمى اضاءة لمسارات أخرى ورافعة لعولمة الشعوب فى مواجهة عولمة الرأسمالية المتوحشة، وطريقا لبناء جبهات جديدة بالاعتماد على الديمقراطية الشعبية بعد انهيار البراجوازيات القومية وتحولها الى وكيل تابع للاحتكارات الدولية، وذلك بعد اسهامه الكبير بنظرية المركز والاطراف فى مرحلة سابقة .
وتابع الحزب في نعيه للمفكر الاقتصادي الراحل شرفنا به مستشارا لحزبنا (التحالف الشعبى الاشتراكى) وبكلمته فى افتتاح المؤتمر العام الثانى .. وفى آخر اتصال بيننا منذ أيام نقلنا تمنيات الرفاق من كل التيارات له بالشفاء العاجل.. ونبذل الآن جهودا لنقل جثمانه الطاهر لمصر وفى أن ننظم مع كل الرفاق التكريم اللائق لمفكر عظيم ..
لقد قضي الدكتور سمير أمين حياته مضيفاً للاقتصاد السياسي الاشتراكي الكثير من خلال كتبه ومقالاته ومحاضراته ومحاوراته، عندما كان مسئولا عن جامعة الأمم المتحدة في السنغال، أو من خلال رئاسته لمجلس إدارة مركز البحوث العربية والأفريقية.
وقال الحزب إنه ينعى للشعب المصرى وشعوب العالم فارسا حدد موقعه مع الشعوب ومع الحرية ومع اشتراكية مبدعة متجددة وضد الهيمنة والاستبداد والتبعية ، وعزاؤنا اننا سنواصل الطريق وان مثله لا يرحلون. بل تبقى اعمالهم منارات تنير للاجيال الطريق.
ولد سمير أمين في 3 سبتمبر 1931م، وهو مفكر واقتصادي مصري بارز، وأحد أهم أعلام مدرسة التبعية، كما أنه من أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالمية.
نشأ سمير أمين، وقضى فترة طفولته في بورسعيد، بين أب مصري وأم فرنسية، وكان كلاهما طبيبًا، قضى أمين طفولته في بورسعيد، وحصل على شهادة الثانوية عام 1947م من إحدى المدارس الفرنسية، وبعدها غادر إلى باريس ليدرس فيها من 1947م إلى 1957م، حيث حصل في عام 1952م على دبلوم في العلوم السياسية، قبل أن يحصل على شهادة التخرج في الإحصاء 1956م، ثم الاقتصاد 1957م، ويعود إلى مصر حاملا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.
خلال العام 1951م، انتسب أمين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، إلا أن الماركسية السوفيتية لم تثر إعجابه، عمل أمين مستشاراً اقتصادياً في مالي وجمهورية الكونغو ومدغشقر وغيرها من الدول الإفريقية، كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادى IDEP بداكار لعشر سنوات طوال فترة السبعينيات، حيث تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية، وشارك أثناء عمله هذا في تأسيس منظمات بحثية وعلمية إفريقية، مثل المجلس الإفريقى لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا)، ومنتدى العالم الثالث والذي يترأسه حاليا، وقدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، والتبيعة والعوالم الأربعة، ومحاولة لتجديد القراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج.