صاحب الشهادة: قالوا لنا هنعمل مظاهرة نشجع الريس ونضرب العيال اللي عاملين مظاهرات عشان يهدوا البلد وناخد 50 جنيه
نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ضمن تقريرها عن ظاهرة “المواطنين الشرفاء”، شهادة لمواطن حول حشد الدولة ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، في موقعة الجمل فبراير 2011.
جاء ذلك في دراسة الشبكة، التي حملت عنوان “المواطنون الشرفاء.. هل هم كذلك؟.. ورقة موقف عن ظاهرة حشد المواطنين المؤيدين ضد المعارضة”.
وجاء في الشهادة: “سليم النمر جالي البيت، وقاللي عندنا مصلحة حلوة مع حسين رجب بتاع الحزب، فيها قرشين حلوين ومفيهاش مشاكل مع الحكومة – يقصد غالبا ضباط مباحث قسم الشرطة – وكمان هتعديها”.
وأضافت الشهادة: “فسألته أيه القصة بالظبط يا سليم؟، فقال لي الريس هيقول خطاب بالليل، وبعد ما يخلص هنخرج في الشارع نشجعه ونعمل مظاهرة ونضرب أي عيال من اللي عاملين مظاهرات عشان يهدوا البلد، يعني الموضوع كله ساعتين، وفيهم 50 جنيه”.
وجاء أيضا في الشهادة: “فعلا خرجنا بالليل بعد الخطاب بتاع مبارك ولفينا في شوارع المعادي لحد ميدان الجزائر وشفنا شوية عيال وبنات هناك جرينا وراهم وضربنا شويه منهم، بس الباقي هرب”.
فيما أشارت دراسة الشبكة إلى أن الأسماء الواردة في الشهادة مستعارة، إلا أن أماكن تظاهرهم وتواجدهم صحيحة.
زأطلقت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، دراستها عن ظاهرة حشد المواطنين المؤيدين للسلطة في مواجهة المعارضة، والذين تصفهم أجهزة الإعلام المقربة من السلطة بأنهم “المواطنون الشرفاء”.
ونقلت الدراسة، جزء من شهادة الصحفي والسياسي خالد داود عن واقعة الاعتداء على إفطار القوى المدنية في شهر رمضان الماضي والتي كانت تضم العديد من الصحفيين والسياسيين والكتاب.
وقال داود: “كان آذان المغرب هو لحظة الانطلاق المتفق عليها، وبينما يصطف الضيوف للحصول على الطعام من البوفيه، تنطلق مجموعة البلطجية لتعتدي على الجميع وتصرخ: خونة، جواسيس، اطلعوا بره”.
وتتناول الدراسة تعريف بطبيعة المواطنين الشرفاء، ومن أين جائوا، وهل هي ظاهرة قاصرة على مصر فقط أم باتت تتواجد في دول أخرى، وكذلك هل هم دائما مواطنين شرفاء تم استغلال ظروفهم الاجتماعية لدفعهم للاعتداء والهجوم على المعارضين والمنتقدين، أم هناك فئات اجتماعية أخرى تقوم بنفس الدور.
وتضم الدراسة بعض النماذج من وقائع حشد السلطة للمواطنين الشرفاء للاعتداء على المعارضين، مثل موقعة الجمل، ومظاهرات رفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وكذلك وقائع استهداف المواطنين الشرفاء لأشخاص أو رموز بعينهم، مثل الإعلامي الساخر باسم يوسف، والمستشار هشام جنينه، وصولا بتطوع المواطنين الشرفاء للاعتداء على صحفيين أو مظاهرات معارضة، ظنا أنها ترضي السلطة وتشويها لفكرة خدمة الوطن.
كما تقدم الدراسة المختصرة توصيات للأجهزة الحكومية، لإنهاء هذه الظاهرة، وأعمال مبدأ سيادة القانون والمساواة أمامه، ووقف تجييش وحشد المواطنين ضد مواطنين أخرين، وترسيخ ثقافة حرية التعبير السلمي.