عضو القومي لحقوق الإنسان: تم غلق المجال العام وخنق المعارضة وحبس الصحفيين وحجب المواقع.. إثارة الخوف لا تأتي بالاستقرار
انتقد جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ما يحدث في مصر من غلق كامل للمجال العام بالضبة والمفتاح، وخنق المعارضة لدرجة الحبس بكل أنواعه، والتحريض على الكراهية ضدهم، إضافة إلى تشويههم وتسليط أبواق إعلامية جاهلة ضدهم.
وأضاف إسحاق خلال منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه يتم استخدام محامين مغمورين للإطاحة بالمعارضة عن طريق تقديم بلاغات وهمية ضدهم، فضلا عن حبس الصحفيين، وإغلاق القنوات، ومنع المذيعين المستقلين، وحجب المواقع الإخبارية المستقلة، وتجميد المجتمع المدني والتحفظ عليه ومنعه من السفر.
وتابع: “بالرغم من احتياج الدولة والحكومة للمجتمع المدني الآن من المفترض أن يصل لذروته في ظل هذه الظروف الاقتصادية الأكثر سوءا علي الإطلاق، فبدلا من أن نمهد له الطريق للمساهمة في حل هذه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية نجمده ونخنق عمله ونهدد القائمين عليه بين تحقيقات وكفالات وقرارات منع من السفر وتحفظ على أموال “.
وتساءل إسحاق: “لماذا كل هذه القسوة في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف المعارض ؟ لماذا كل هذا الكم من العداء في الخصومة ؟، لماذا الحبس الإنفرداي لدكتور جراح يشهد له الجميع بدماثة الأخلاق والمهارة والخبرة النادرة في عمله وتخصصه كدكتور مصري جراح له شأن ومستقبل عظيم في مجال عمله، فرد من عائلة لها مكانتها المجتمعية ويشهد لهم الجميع أنهم تفانوا في خدمة المجتمع في مختلف المجالات . لماذا كل هذه القسوة مع الدكتور شادي الغزالي حرب ؟”.
وواصل: “لماذا كل هذه القسوة مع كل من قبض عليهم أخيرا من حبس انفرادي وعدم تريض وعدم الخروج إلي دورة المياه إلا مرة واحدة في اليوم ؟”، متسائلا: هل هذا يتفق مع ما تنادي به المواثيق الدولية للحفاظ علي حياة البشر رغم أنهم محرومين تماما من حريتهم الشخصية لخضوعهم للتحقيق .
وأشار إسحاق إلى أن ما يحدث الآن سينتج عنه شباب ناقم علي بلاده ، شباب راغب في الانتقام، شباب ليس لديه مستقبل، الذي يعتبر عماد المستقبل، مطالبا الإفراج عنهم فورا حتى لا تترك لديهم مرارة الإحساس بالظلم واليأس من الحياة وهذا مكمن خطورة على مستقبل الشباب خاصة والمجتمع بشكل عام.
ولفت إلى أن مراعاة حرية المعارضة سيضفي على المجتمع جواً من الديمقراطية والاستقرار ، فالمجتمع المستقر الآمن سيكون أبناءه أكثر قدرة على العطاء من غيره، وأن فتح المجال العام أمام المعارضة لإبداء رأيها أمام سياسة الدولة سيمتص من غضبهم.
وإلى نص المنشور ..
لماذا كل هذه القسوة فى الخصومة ؟!
مضطر أني أبدأ كلامي بالتذكير ببعض البديهات لعل وعسي أن تنفع التذكرة في يوم ما ،،،
ماذا يعني مصطلح معارضة ؟
هي مجموعة من حركات وأفراد وأحزاب أو شخصيات عامة التي تعارض القوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة والحكم فى البلد . والمعارضة هي عنصر أساسي من النظام الديمقراطي، ويجب أن تمتلك برنامج بديل يؤهلها أن تنافس الحكومة ، هدف المعارضة الأساسي هو الوصول إلى السلطة، وهي تتبع من أجل ذلك كل الوسائل السلمية في وجه الحكومة بما فيها توجيه الانتقادات، والاعتراض علي السياسات التي يتبعها النظام وتقديم سياسات بديله تقدمها للشعب وتحاول ان تجمع شعبية لهم هبديل سياسي .
ما هي حقوق المعارضة في الأنظمة الديمقراطية ؟
تحظي المعارضة في النظام السياسي الديمقراطي بمجموعة من الحقوق كفلتها الدساتير وأبرزها :الحق في الحصول على مكانة محترمة في النظام تعترف بها السلطة الحاكمة ، الحق في الحصول علي كل المعلومات المتعلقة بعمل الحكومة ، الحق في توفير مناخ آمن وحر للأدلاء بأرائهم دون التنكيل بهم وتعريض حياتهم للخطر .
حرية المعارضة هي حق طبيعي للفرد يجب على الحكام مراعاته وعدم مصادرته وإلا فسوف يقود تجاوز هذا الحق إلى ما لا يحمد عقباه.
من أخطر الأمور على أمن المجتمعات واستقرارها قيام الحكام بمصادرة حق الأفراد الطبيعي في المعارضة، فمن الطبيعي أن مراعاة حرية المعارضة سيضفي على المجتمع جواً من الديمقراطية والاستقرار ، فالمجتمع المستقر الآمن سيكون أبناءه اكثر قدرة على العطاء من غيره ، ففتح المجال العام أمام المعارضة لإبداء رأيها أمام سياسة الدولة سيمتص من غضب المعارضة ، فتُعتمد الأساليب الديمقراطية الهادئة المتحضرة في التعبير عن آرائها. ولكن خنق صوت المعارضة، وتشويهها والتنكيل برموزها ومصادرة حقها في التعبير عن آرائها إزاء السياسة التي تنتهجها الدولة سوف ينتج عنه مجتمع ناقم عنيف مكبوت مستعد للانفجار في أي لحظة والنتائج ستكون مدمرة للجميع.
ما يحدث في مصر الآن هو النقيض كل النقيض عما تم ذكره آنفا، في مصر نتمتع بغلق كامل للمجال العام بالضبة والمفتاح، خنق المعارضة لدرجة الحبس بكل أنواعه ، التحريض علي الكراهية ضدهم ، تشويههم وتسليط أبواق إعلامية جاهلة ضدهم، استخدام محامين مغمورين للإطاحة بالمعارضة عن طريق تقديم بلاغات وهمية ضدهم، حبس الصحفيين، إغلاق القنوات، منع المذيعين المستقلين، حجب المواقع الإخبارية المستقلة، تجميد المجتمع المدني والتحفظ عليه ومنعه من السفر . بالرغم من احتياج الدولة والحكومة للمجتمع المدني الآن من المفترض أن يصل لذروته فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الأكثر سوءا علي الإطلاق ، فبدلا من ان نمهد له الطريق للمساهمة فى حل هذه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية نجمده ونخنق عمله ونهدد القائمين عليه بين تحقيقات وكفالات وقرارات منع من السفر وتحفظ علي أموال .
وهنا سأبدأ حديثي عن ما أريد ان أطرحه وهو لماذا كل هذه القسوة فى التعامل مع أصحاب الرأي المختلف المعارض ؟ لماذا كل هذا الكم من العداء في الخصومة ؟
لماذا الحبس الإنفرداي لدكتور جراح يشهد له الجميع بدماثة الأخلاق والمهارة والخبرة النادرة فى عمله وتخصصه كدكتور مصري جراح له شأن ومستقبل عظيم فى مجال عمله ، فرد من عائلة لها مكانتها المجتمعية ويشهد لهم الجميع أنهم تفانوا فى خدمة المجتمع في مختلف المجالات . لماذا كل هذه القسوة مع الدكتور شادي الغزالي حرب ؟
لماذا كل هذه القسوة مع كل من قبض عليهم اخيرا من حبس انفرادي وعدم تريض وعدم الخروج إلي دورة المياه إلا مرة واحدة فى اليوم ؟ هل هذا يتفق مع ما تنادي به المواثيق الدولية للحفاظ علي حياة البشر رغم انهم محرومين تماما من حريتهم الشخصية لخضوعهم للتحقيق .
نحن نريد تطبيق العدالة بكل أبعادها تجاه المحبوسين.
لماذا كل هذه القسوة مع محبوسين مسنيين تجاوزوا ال 70 من العمر . وانتهوا من قضاء نصف مده العقوبة وهم في أشد حالات المرض؟ هل هذا من العدالة في شئ !! أين هذا من روح القانون !!
لماذا كل هذه القسوة مع شباب لم يصل إلي سن الثلاثين او الأربعين ؟ ماذا تنتظر من هؤلاء الشباب فى المستقبل بعد كل هذا التنكيل والعنف والقسوة ؟
لماذا كل هذه القسوة فى فرض مراقبة لمدة سنوات بعد حكم بالحبس لمدة سنوات آخري وليست مراقبة هينة او بسيطة ولكن تفرض عليهم البيات يوميا مع الجنائيين فى عنبر واحد رغم انتهاء مدة حبسهم ما هذا الجبروت !!
لماذا القسوة فى زيارات الأهل والأصدقاء ووضع قيود مهينه لمجرد أن ينالوا حقوقهم فى الزيارة والاطمئنان ؟
لماذا اقتحام البيوت للقبض على قامات سياسية؟ لماذا إثارة الفزع في نفوس أطفال وأمهات وزوجات؟ لماذا لم يتم استدعائهم بطرق سلمية أولا؟
لماذا احتجاز الزوجة والأطفال لحين القبض علي الأب والزوج ؟!
لماذا لا يعلن فورا مكان تواجدهم فور القبض عليهم . لماذا يظل يبحث المحامين لساعات وأحيانا لأيام حتى نصل لمكان احتجازهم ؟ رغم أن الدستور ينص علي أن من حق المتهم أن يستدعي محاميه ويعرف أهله مكان احتجازه بعد 24 ساعة فقط من القبض عليه .
لماذا لا يوفر العلاج المناسب والمكان المناسب للمريض والمسن ؟
لماذا هذه التهم المرعبة في قضايا رأي ؟
لماذا مزيد ومزيد من القوانين من أجل تكميم الأفواه وحبس الأنفاس ؟
ما يحدث الآن هو قسوة مفرطة في الخصومة ستؤدي إلي نتائج لا تحمد عقابها .
ما يحدث الآن سينتج عنه شباب ناقم علي بلاده ، شباب راغب في الانتقام ، شباب ليس لديه مستقبل ، هذا الشباب الذي يعتبر عماد المستقبل يجب أن يفرج عنهم فورا حتى لا تترك لديهم مرارة الإحساس بالظلم واليأس من الحياة وهذا مكمن خطورة علي مستقبل الشباب خاصة والمجتمع بشكل عام .
لن يكون إثارة الخوف والرعب في نفوس الناس ولا الضربات الأمنية المتلاحقة هي الحل الأنجح للاستقرار في مصر .