تواصلت احتجاجات العراقيين في محافظة البصرة اعتراضًا على تدني الخدمات وانقطاع الكهرباء وتزايد البطالة ، وردت قوات الأمن على المتظاهرين بقنابل الغاز والرصاص الحي ما أدى لسقوط ضحايا.
وأدت الاحتجاجات إلى اشتباكات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين وادى الي سقوط مصابين جدد وقتيلان آخران مما أضطر السلطات إلي فرض حظر التجول بالمحافظة قبل أن تتراجع عن تنفيذه قبل بدءه بدقائق.
وأرسلت الحكومة تعزيزات للسيطرة علي الوضع الأمني في الوقت الذي اشتعلت فيه من جديد المظاهرات الأيام الثلاثة الماضية، في الوقت نفسه طالبت فيه الأمم المتحدة الحكومة العراقية بالتهدئة، ومع ارتفاع عدد القتلي لأكثر من 11 قتيلًا وفقا لبعض المصادر المحلية بالعراق، الوضع ما زال متوتر، وهو ما جعل السلطة تفرض حظر التجوال بالمحافظة اليوم.
وقد استخدم الامن الرصاص الحي و رفض الرئيس العراقي إقالة بعض القيادات الأمنية التي تعاملت مع المتظاهرين بهذا الشكل، وتبادلت الأطراف الاتهامات حيث أكد قائد عمليات البصرة “الفريق الركن جميل الشمري” أن المظاهرات غير سلمية، وأن هناك مجموعة ألقت رُمانات يديوية وحرقت مبني المحافظة والسيارات العسكرية، تنديد بالعنف ودعوة الي الهدوء .
وقد أصدر الأمين العام للأمم المتحدة ” بان كوبيش” بيانا أول أمس أعرب خلاله عن قلقه الشديد إزاء ما يحدث في البصرة وطالب السلطات العراقية بالاستجابة لمطالب المتظاهرين، ودعي إلي تجنب استخدام القوة غير المناسبة كما دعي السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة” .
الرئيس العراقي فؤاد معصوم دعا هو الآخر جميع الأطراف إلي ضبط النفس قائلا : “نبذل جهودا دءوبة لمعالجة الأزمة وتلبية المطالب المشروعة لأبناء البصرة بتحسين شروط حياتهم الخدمية وأنه يهيب بأبناء البصرة إلي ضبط النفس وتغليب الهدوء وتجنب التصادم مع قوات الأمن وعدم الإضرار بالمباني الحكومية”.
فيما اعتبر مقتدي الصدر زعيم المعارضة ” أن ما حدث تعدي بغير حق علي المتظاهرين العزل الذين لا يريدون إلا العيش بكرامة، البصرة هي قلب العراق النابض وأنصح ألا تختبروا صبرنا”
يذكر أن البصرة التي تعد أكبر المدن العراقية والمركز الرئيس لتصدير النفط والبالغ عدد سكانها مليوني عراقي، تشهد منذ يوليو الماضي مظاهرات احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تصل إلي تلوث امداداتهم من المياه بالملح، وانقطاع الكهرباء وسوء الخدمات العامة والبطالة.
وارتفعت ردود أفعالهم إلى غلق ميناء حيوي بالبصرة وقطع طريق من البصرة إلى بغداد ومحاصرة بعض المناطق الحيوية، وقد أعلنت وزارة الصحة العراقية أمس أن عدد الضحايا في الأحداث الأخيرة وصل إلي 68 مصابا بين مدنيا وقوات أمن و5 قتلى من المتظاهرين في حين ذكرت مصادر محلية أن عدد القتلى وصل إلي 11 قتيلًا لكن غير رسمي.
وشهد الموقف بيانات أخري لمؤسسات رسمية منها الداخلية التي أعلنت عن وقوع حريق في الطابق العلوي بمبني محافظة البصرة، وفي الوقت الذي سقط فيه قتلي من المتظاهرين أعلن المتحدث باسم الداخلية اللواء ” سعد معن” في بيان ” رفضه لاستخدام الرصاص الحي ودعا المتظاهرين إلى عدم التعرض للممتلكات العامة”.