أحكام “فض رابعة”: الإعدام لـ75 بينهم 8 من قادة الإخوان والمؤبد لـ بديع و46 آخرين و السجن 15 سنة لـ374 و5 سنوات لـ215 بينهم شوكان
صباحي: أحكام الإعدام الجماعي تثقل الضمير وتوجع القلب وتهين العقل وتعيق مصر الجريحة عن التعافي من أوجاع الظلم والكراهية
المحامي عبد الله طنطاوي: تأجيل جلسة محاكمة أمل فتحي إلى السبت المقبل للإطلاع على التقارير الطبية في قضية “مقطع الفيديو”
تأجيل جلسة تجديد حبس الزميلين حسام السويفي وأحمد عبدالعزيز في قضية “سلم نقابة الصحفيين” لتعذر نقلهم بسبب “فض رابعة”
بين محاكمة نشطاء سياسيين ومدونين، إلى الحكم الأكبر حتى الآن في قضية تعود أحداثها إلى 5 سنوات مروا، جاء دفتر أحوال المحاكم اليوم السبت.
ففي الوقت الذي قضت محكمة الجنايات بحكمها على حوالي 739 متهما، قررت محكمة أخرى تأجيل محاكمة ناشطة سياسية بسبب “فيديو” على حسابها بـ”فيسبوك”، بينما تقرر تأجيل تجديد حبس 3 زملاء صحفيين.
فض رابعة.. قضية بلا أبرياء
البداية كانت من أكاديمية الشرطة مع قرار محكمة الجنايات بإسدال الستار على القضية الأشهر في مصر منذ 30 يونيو، وهي المعروفة إعلاميا باسم “قضية فض رابعة”.
وخلت القضية المتهم فيها المصور الصحفي محمود أبو زيد “شوكان” و732 آخرين بينهم قيادات كبرى في تنظيم الإخوان، من أي متهم بريء، بحسب الأحكام التي تلاها المستشار حسن فريد أمام المحامين اليوم، حيث إلى جانب أحكام السجن المختلفة، عاقبت المحكمة جميعهم بالعزل من الوظائف الحكومية وعدم التصرف في ممتلكاتهم وأيضا مراقبة 5 سنوات.
وقضت المحكمة بانقضاء الدعوة الجنائية ضد 5 متهمين للوفاة، وبمعاقبة 75 متهما بالاعدام شنقا بينهم 8 من كبار قيادات الإخوان، وهم، محمد البلتاجى وعصام العريان وصفوت حجازي وعاصم عبد الماجد وعبد الرحمن البر وأسامة ياسين ووجدى غنيم وعمرو ذكي.
وكانت المحكمة قد قررت في جلستها السابقة، بتاريخ 28 يوليو، إحالة أوراقهم لفضيلة المفتي.
كما عاقبت المحكمة كل من مرشد الإخوان محمد بديع و46 آخرين بينهم عصام سلطان وباسم عودة وعبد الرحمن البر وخالد عبد التواب محمود عبد الجليل ومحمد علي ابراهيم، بالمؤبد.
أما ما يخص المصور شوكان، فقررت المحكمة معاقبته بالسجن 5 سنوات، فيما يذكر أن شوكان قضى فترة الحكم في الحبس الاحتياطي، منذ القبض عليه في 14 أغسطس 2013 على ذمة القضية.
واستقبلت أسرة شوكان، قرار المحكمة، بالبكاء والفرحة، حيث قالت والدته: “ابننا برئ ومظلوم بس طايرين من الفرحة أنه خارج، وهننقض الحكم، وعقبال كل المظلومين”.
فيما رحبت منظمة مراسلون بلا حدود، بقرار القضاء بالحكم على شوكان بـ 5 سنوات، وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود: “لقد تلقينا بانشراح كبير قرار الإفراج عن شوكان”.
وأضاف ديلوار: “القرار يعني أن محنة شوكان الطويلة قد انتهت، رغم إدانته مع أكثر من 700 من المدانين، شعرنا بالارتياح الشديد عندما علمنا أن سيتم إطلاق سراح شوكان قريبا”.
بينما كشف المحامي كريم عبدالراضي، محامي شوكان، الأرقام الكاملة للمتهمين والأحكام الصادرة في حقهم، حيث جاء الحكم بالمؤبد على 47 متهما، والسجن 15 سنة لـ374 متهما، والسجن 10 سنوات لـ22، والسجن 5 سنوات لـ215، و75 إعدام.
كانت قوات الأمن بالتعاون مع الجيش فضت اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، بعد اعتصام استمر 47 يومًا اعتراضًا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، بعد احتجاجات على حكمه، ما أسفر عن مقتل 615 شخصًا، بينهم 8 من قوات الأمن، بحسب لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور.
وتضم قائمة المتهمين في القضية عددًا من كبار قيادات الجماعة من بينهم، عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، ووجدي غنيم، وعاصم عبد الماجد، وعصام سلطان، إضافة إلى طارق الزمر.
وقررت النيابة إحالة المتهمين للمحاكمة في أغسطس 2015، ووجهت لهم تهم ارتكاب جرائم “التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بدون ترخيص.
وكتب حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، بعد ساعات من الحكم، على حسابه الرسمي بـ”فيسبوك”: إحكام الإعدام الجماعي.. تثقل الضمير وتوجع القلب وتهين العقل وتعيق مصر الجريحة عن التعافي من أوجاع الظلم والكراهية”.
وأضاف صباحي، اليوم السبت: “يارب.. مكن مصر أن تتطهر من الظلم والكراهية.. وأن تتعافي بالعدل والمحبة”.
السويفي وعبدالعزيز وعشري.. التهمة “فلسطين عربية”
وقال المحامي مختار منير إن محكمة جنايات جنوب القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد قررت، اليوم السبت، تأجيل جلسة تجديد حبس الزميل حسام السويفي وإسلام عشري وأحمد عبدالعزيز إلى جلسة السبت المقبل 15 سبتمبر.
وأوضح منير خلال حديثه لـ”كاتب”، أن المحكمة قررت تأجيل جلسة تجديد حبس المتهمين على ذمة القضية 977 لسنة 2017 والمعروفة إعلاميا بـ (مكملين 2) نظرا لتعذر نقلهم المتهمين من محبسهم، بسبب الحكم في قضية فض رابعة.
وألقت قوات الأمن القبض على السويفي وعشري من محيط نقابة الصحفيين، في ديسمبر 2017، عقب انتهاء وقفة الصحفيين الخاصة بقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وتم ضمهما للقضية ٩٧٧ لسنة ٢٠١٧ أمن دولة.
وكان شقيق الصحفي حسام السويفي، قد أطلق في مطلع أغسطس الماضي، أطلق هاشتاج يحمل عنوان “دعمكم بيقوينا” للتأكيد على أهمية تقديم الدعم للمعتقلين، لافتا إلى أن شقيقه يطالب بالاستمرار في دعم الصحفيين المعتقلين والاهتمام بهذا الملف.
وأكد شقيق السويفي خلال هاشتاج “دعمكم بيقوينا”، أن شقيقه لم يخذل يوماً واحداً من مساندة ودعم كل زملاءه سواء يعرفهم أو لا يعرفهم وكان دائماً بجوار زملاء المهنة سواء مفصولين او معتقلين او شهداء او لهم حقوق ولم يتمكّنوا من الحصول عليه.
أمل فتحي.. في انتظار التقارير الطبية
قال عبد الله طنطاوي المحامي بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن محكمة جنح المعادي قررت، اليوم السبت، تأجيل جلسة الناشطة أمل فتحي إلى السبت المقبل.
وأضاف طنطاوي في تصريحات لـ”كاتب”، أن هيئة المحكمة قررت تأجيل الجلسة للإطلاع على القضية وضم التقارير الطبية الخاصة بالحالة الصحية لأمل في السجن، والمحبوسة على ذمة القضية رقم 7991 لعام 2018 جنح المعادي.
وكان قد تم إخلاء سبيل أمل بكفالة في هذه القضية في شهر يونيو الماضي، لكنها ظلت رهن الاحتجاز بأوامر من نيابة أمن الدولة في قضية أخرى، وهي القضية رقم 621 لعام 2018 حيث تواجه اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وبث أفكاراً تدعو إلى أعمال إرهابية ونشر أخبارًا كاذبة.
وكانت المفوضية المصرية أكدت أن حالة أمل فتحي الصحية لازالت سيئة وأنها لا تشعر بأسفل ساقها اليسرى وغير قادرة على المشي دون مساعدة.
وأوضحت المفوضية أنه تم عرضها على طبيب السجن ولكنه لم يصف لها الدواء الذي أوصى عليه طبيبها الشخصي، ونقلت المفوضية عن أمل إن طبيب السجن أخذ حالتها باستخفاف وطلب منها التوقف عن “التمثيل”.
وكانت المفوضية قد ناشدت السلطات بالإفراج عن الناشطة السياسية أمل فتحي، بعد تدهور حالتها النفسية في محبسها بسجن القناطر، وتعرضها للإعياء المتكرر، حيث أصيبت بأعراض اضطراب كرب حاد مع أعراض تحولية نتج عنه فقدان الإحساس في أسفل الساق الأيسر، وتنميل في القدم اليسرى ما يجعلها غير قادرة على المشي بمفردها بشكل طبيعي.
ومثلت أمل في 2 يوليو الماضي أمام نيابة أمن الدولة في القضية رقم 621 لسنة 2018، وحضرت وهي تعاني من تعب شديد في قدمها ولم تستطيع المشي بمفردها.
وذكرت أمل أنها عُرضت على طبيب السجن وشخص حالتها بأنها أعراض شلل نفسي، وأوصى بعرضها على طبيب نفسي. ورغم شرحها لتدهور حالتها الصحية لوكيل نيابة أمن الدولة إلا أن نيابة أمن الدولة قررت تجديد حبسها حتى تم إحالتها للمحاكمة، كما لم تمكنها نيابة أمن الدولة أو محاميها من استئناف قرار تجديد حبسها بالمخالفة لقانون الإجراءات الجنائية.
وعانت أمل فتحي من حالة إعياء في السجن مرتين، الأولى يوم 17 مايو وتم عرضها على مستشفى السجن وأكد طبيب السجن بأنها تعاني من اكتئاب مزمن واضطراب ثنائي القطب.
أما المرة الثانية كانت في 4 يونيو وتم عرضها مرة أخرى على مستشفى السجن وشخص الطبيب حالتها بأنها تعاني من صدمة بسبب وجودها في السجن، وتتمثل حالة التعب التي تعاني منها أمل في نوبات فزع وذعر ورعشة في اليد وانطواء على نفسها. وأكد الطبيب أن استمرار حبسها سوف يسبب في تدهور حالتها الصحية.