11.5 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة.. ونقترب من نقطة اللاعودة في خسائر الأرواح
حذّر مسئول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الجمعة، من أن المنظمات الدولية “تخسر معركتها ضد المجاعة” في اليمن.
وتشير الإحصائيات إلى أن 3.5 مليون إنسان مرشحين قريبا للحاق بـ 8 ملايين آخرين يواجهون بالفعل خطر المجاعة.
وأدى انهيار قيمة العملة في اليمن، الذي دفع إلى ارتفاع حاد في الأسعار، وتجدد القتال إلى تفاقم ما تعتبره الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لووكوك، أمام مجلس الأمن الجمعة: “إننا نخسر معركتنا ضد المجاعة”.
وأضاف: “أمامنا بالفعل الآن مناطق تعاني ظروفا شبيهة بظروف المجاعة، من بينها حالات يأكل في فيها الناس أوراق الشجر لأنهم لا يجدون أي نوع من أنواع الغذاء”.
واجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بطلب من بريطانيا لبحث تفاقم الأزمة في اليمن، حيث يقاتل التحالف بقيادة السعودية جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة، صنعاء.
وقال لووكوك إن الوضع تدهور “بدرجة مثيرة للقلق في الأسابيع الماضية” وإن الأزمة ربما تقترب الآن من “نقطة اللاعودة، التي سيستحيل عندها منع وقوع خسائر كبيرة في الأرواح”.
جاء هذا التحذير الشديد قبيل اجتماع قادة العالم السنوي، الأسبوع المقبل، في الأمم المتحدة لبحث أبرز القضايا العالمية، التي ستضم مناقشات بشأن اليمن.
وبعد هدوء نسبي، شنت القوات الحكومية المدعومة من السعودية، هذا الأسبوع، سلسلة هجمات على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، والذي يعتبر المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية.
وتوقف القتال للسيطرة على الحديدة، التي سيطر عليه الحوثيون عام 2014، 11 أسبوعا وسط مساعٍ للأمم المتحدة لإقناع الأطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف.
لكن المفاوضات قد انهارت في وقت مبكر من هذا الشهر بعدما رفض الحوثيون في الشمال المشاركة.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يحتاج ثلاثة أرباع اليمنيين، أو 22 مليون شخص، إلى المساعدات الإنسانية، من بينهم ثمانية ملايين في حاجة ملحة إلى الغذاء.
وفقد الريال اليمني 30 % من قيمته خلال الشهر الماضي، مما دفع إلى زيادة حادة في أسعار الوقود، الذي يجرى استيراده بالكامل تقريبا.
ودعا لووكوك إلى دعم إجراءات فورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، ودعم سعر الصرف، وإبقاء جميع الموانئ مفتوحة.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية في الصراع اليمني عام 2015 في محاولة لدعم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور، الذي تعترف الأمم المتحدة بحكومته، في حربه ضد المتمردين الحوثيين.
وتعرض اليمن لدمار كبير من جراء تصاعد الصراع فيه مطلع عام 2015، عندما سيطر الحوثيون على معظم الأجزاء الغربية في البلاد من بينها العاصمة صنعاء، وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الهرب إلى الخارج.
وقد قتل نحو 10 آلاف إنسان، ثلثاهما من المدنيين، وجُرح 55 ألفا آخرون في القتال الدائر في اليمن، بحسب الأمم المتحدة.