حساب على “يوتيوب” يضم حوالي 220 ألف متابع، لشاب يصور مقاطع فيديو عن أحوال الشارع والناس وهمومهم وطلباتهم وأزماتهم، في محاولة منه لإيصال صوتهم إلى من يهمه الأمر، ولكن كعادة أي محاولات، تنتهي بالاعتقال.
محمد أكسجين، هو مدون شاب اسمه “محمد إبراهيم محمد رضوان”، خريج الجامعة العمالية وموظف بإحدى دور النشر، لم يحلم بأكثر من كاميرا يسير بها في شوارع القاهرة لتوثيق ما يراه صوتا وصورة.
شجعه ما جمعه من صور وفيديوهات على إنشاء مدونة له على الإنترنت وقناة على موقع «يوتيوب» ليعرض ما يصوره أولاً بأول، وكل ما يشغله بحسب قوله هو حبه لعمله والتصوير ولا ينتمي إلى أي حزب سياسي وليس لديه أي اهتمام سوى بتوثيق الأحداث من خلال الفيديو، ولذلك تستمر مضايقته من قبل السلطات الأمنية بسبب القناة الخاصة به على اليوتيوب “أكسجين مصر”.
قامت قناته بعمل عدد من اللقاءات مع شخصيات معروفة ، مثل الأديب علاء الأسواني والسفير معصوم مرزوق والدكتور ممدوح حمزة والمحامي الحقوقي جمال عيد وغيرهم من الشخصيات العامة.
كان محمد إبراهيم قد نشر مواد على مدونته وقناته على اليوتيوب حول تورط جهاز الأمن الوطني في التعذيب والاختفاء القسري. كما كتب عن الانتخابات الرئاسية لهذا العام ومدى جديتها.
وألقت قوات الأمن القبض على أكسجين في الثالثة من صباح يوم 6 أبريل 2018، حيث قام أفراد من قوات الأمن باعتقال محمد إبراهيم من منـزله في حي المعادي بالقاهرة ونقلوه إلى مكان مجهول.
وظهر محمد أكسجين في نيابة التجمع الخامس، في 17 أبريل 2018، وقامت بالتحقيق معه في اتهامات نُسبت إليه بـ”نشر أخبار وبيانات كاذبة، والانضمام لجماعة محظورة”.
وأمرت نيابة التجمع الخامس بحبسه خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات.فى القضية رقم 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، والتجديد له في الميعاد، حيث من المقرر أن تنظر نيابة أمن الدولة العليا التجديد له غدا الأربعاء.
من جانبه، قال نور فهمي، محامي أكسجين، إن أخر مرة التقى به في جلسة التجديد السابقة، بدى عليه تدهور حالته الصحية والهزلان، نتيجة الفترة التي قضاها مضربا عن الطعام.
وأضاف نور لـ”كاتب”، أن ظهر على ظهر أكسجين، علامات خربشة، وتم توثيق ذلك في محضر تقدمت به الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في الوقت الذي يحبس فيه أكسجين انفراديا.
وجاء في بلاغ الشبكة التي تقدمت به، الاعتداء بالضرب على اكسجين و رفض مأمور سجن طره تحقيق تنفيذ تصريح النيابة لمحاميه بالشبكة من زيارته، وكذلك رفضه مرتين زيارة أسرته وحبسه انفراديا
وكانت أسرة محمد أكسجين قد أبلغت محاميي الشبكة العربية، رفض إدارة سجن طره لزيارته بالسجن، كما ورد للشبكة أخبار عن تعرض أكسجين للضرب وحبسه انفراديا في السجن، فقام محاميه بالشبكة العربية باستخراج تصريح زيارة له من النيابة العامة.
وقام بتقديمه لإدارة السجن يوم 5 يونيو الماضي، إلا أن مسئولي الزيارة ابلغوا المحامي أن أكسجين يرفض الزيارة، فطلب المحامي مقابلة المأمور وأعلن له انه يصر على الزيارة أو يسمع من اكسجين نفسه رفض هذه الزيارة، إلا أن المامور رفض أيضا.
إلا أن اعتقال أكسجين، دفع العديد من الحقوقيين والنشطاء للتدوين دفاعا عن المدون ومصور الفيديو، ولكن الغريب في الأمر، أن بعض مما دونوا دفاعا عنه، اعتقلوا بعدها في أوقات مختلفة.