بيان حقائق.. حرية الفكر تكشف تفاصيل إلغاء “سواسية” للأفلام القصيرة أمنيا: مهرجان اختتم قبل أن يبدأ.. من تحرير محاضر إلى قطع كهرباء وهذا دور الأمن

رئيسية مجتمع مدني

المؤسسة: وسائل الإعلام لم تتحدث عن تدخل الأمن وإلغاء المهرجان وتحدثوا عن انتهاء فعالياته وهذا ما لم يحدث

البيان: الأمن تدخل وقطع التيار الكهربائي عن القاعة بالتزامن مع كلمة المهرجان الإفتتاحية التي كان يلقيها النائب عبد الحميد كمال

أطلقت مؤسسة “حرية الفكر والتعبير”، ما قالت أنه “بيان حقائق” حول إلغاء مهرجان سواسية السينمائي الأول للأفلام القصيرة، حيث جاء البيان بعنوان “بيان حقائق: سواسية.. مهرجان اختتم قبل أن يبدأ”.

وقالت المؤسسة، إن المهرجان كان مقررا له أن يقام في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر الماضي، بمحافظة السويس.

وأضافت المؤسسة: “إيضاح حقيقة ما حدث من إلغاء لفعاليات المهرجان. لم تتطرق وسائل الإعلام لتدخل قوات الأمن لإلغاء فعاليات المهرجان، بل نشرت أخبارًا غير صحيحة تفيد بختام الفعاليات ونجاح المهرجان في دورته الأولى”.

وأشار البيان، إلى توصل مؤسسة حرية الفكر والتعبير مع اثنين من المشاركين في المهرجان واللذين أكدا إلغاء فعاليات دورة المهرجان الأولى.

ونص البيان:

أعلن صالون “سواسية” الثقافي برئاسة النائب عبد الحميد كمال، عن تنظيم مسابقة المهرجان الأول السينمائي للأفلام القصيرة والوثائقية بالسويس، واحتوى البيان الصادر في مطلع يوليو 2018 تفاصيل المسابقة، وشروط المشاركة في المهرجان. وفي مطلع سبتمبر 2018، صدر الإعلان التشويقي لمهرجان سواسية، ليعلن عن 9 رعاة للمهرجان، من بينهم الشركة المصرية للإتصالات (We) المستحوذة على قطاع الاتصالات، هيئة قناة السويس، البنك الأهلي المصري، حديد عز، وسينما رينيسانس وغيرهم. وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان برئاسة عبد الحميد كمال عن انضمام المخرج خالد يوسف والممثلين سيد رجب وأحمد كمال لعضوية لجنة تحكيم المهرجان، ومشاركة شرفية للمخرج خالد الحجر في رئاسة اللجنة.

قبل بدء فعاليات المهرجان بساعة، دخلت قوة أمنية سينما رينيسانس، وحررت محضرًا لإخطار السينما بمنع عرض أي من الأفلام على شاشاتها وعدم استضافة المهرجان دون ذكر أسباب المنع، وهو ما اضطر إدارة المهرجان لنقل الفعاليات إلى إحدى قاعات الأفراح بمحافظة السويس.

تدخلت قوات الأمن مرة أخرى، وقطعت التيار الكهربائي عن القاعة بالتزامن مع كلمة المهرجان الإفتتاحية، والتي كان يلقيها النائب عبد الحميد كمال. أكمل النائب كلمته وأعلن ختام فعاليات المهرجان وسلمت اللجنة الجوائز للأفلام الفائزة على أضوء التليفونات المحمولة.

عقب إلغاء فعاليات المهرجان، أصدرت الصفحة الرسمية لمهرجان “سواسية” بيانًا أكد فيه حصول المهرجان على  الموافقات الأمنية والتصاريح المطلوبة، والتي كان من بينها تصريح الهيئة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية عن كل فيلم تقدم للمسابقة، حيث أجازت الرقابة على المصنفات الفنية عرض سبعة عشر فيلمًا، فيما استبعدت فيلمًا واحدًا. وأكد البيان على التنسيق منذ البداية مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، ورئيس اللجنة العليا لتنظيم إقامة المهرجانات والإحتفالات.

وقف فعاليات مهرجان سواسية السينمائي هو التطبيق الثاني لقرار رئيس مجلس الوزراء المصري رقم 1238 لسنة 2018 بتشكيل لجنة عليا دائمة لتنظيم إقامة الحفلات والمهرجانات. بينما تمثلت الحالة الأولى في وقف مهرجان “أوسكار إيجيبت للأفلام الروائية والقصيرة” بعد بلاغ من إدارة الرقابة على المصنفات الفنية ضد القائمين على مهرجان لإقامتهم مهرجانات سينمائية دورية دون الحصول على ترخيص من اللجنة العليا للمهرجانات.

كان رئيس الوزراء قد أصدر في 11 يوليو الماضي قرارًا بتشكيل لجنة عليا دائمة لتنظيم إقامة الحفلات والمهرجانات، يرأسها وزير الثقافة ويشارك في عضويتها ممثلين لثماني وزارات أخرى من بينهم وزارة الداخلية، الآثار، الشباب والرياضة وغيرها. كما وضع القرار شروطًا مقيدة لإقامة أي مهرجان أو حفلة، بحيث يُلزم القرار أن تكون جهة تنظيم الحفل منشأة وفقًا للقوانين المصرية، وألا يقل رأس مالها عن 500 ألف جنية مصري، كما يشترط القرار السماح لأعضاء اللجنة العليا بدخول مقرات الحفلات والمهرجانات والإطلاع على السجلات والحسابات والموافقات أثناء توقيت إقامة الفعاليات.

على الرغم من تنسيق القائمين على مهرجان سواسية السينمائي مع الدكتورة إيناس عبد الدايم، والتي ترأس أيضًا اللجنة العليا لإدارة المهرجانات، إلا أن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة لقوات الأمن للسماح بإقامة المهرجان. وهو ما  ينبأ بخطر شديد يواجه هذا النوع من الفعاليات الفنية، حيث تتجه سياسات الدولة الثقافية منذ فترة إلى تحجيم مساحات الإبداع البعيدة عن بؤرة المركز ذات الإنتاج المحدود.

Leave a Reply