والدة شوكان: كل زيارة باصبره واقوله فات الكتير بس هو حالته وحشة.. وبيقولوا إن إجراءات إخلاء السبيل بدأ التجهيز لها
طاهر أبو النصر: تأخر إجراءات تنفيذ الحكم غير مبرر.. وبدأنا الإعداد لمذكرة النقض
نجاد البرعي: احتجاز المتهمين بعد إخلاء سبيلهم أو قضاء مدة عقوبتهم غير قانوني
في غرفة ضيقة محاط بجدران أسمنتية يقف طوال اليوم أمام الباب الحديدي ينظر من النافذة، فهي متنفسه الوحيد وبمثابة نظارته التي يرى من خلالها العالم الخارجي، متحمسا لسماع اسمه أو مناداته في أي لحظة، فتلك اللحظة فارقة بالنسبة له فهي لحظة خروجه الذي ينتظره منذ أيام وشهور .
جدران السجن بالنسبة له أصبحت خانقة، تقيد حركته وأفكاره وملامح مستقبله التي أصبح يرسمها ويطلق العنان لها، خاصة بعد حكم المحكمة التي قررت حبس المصور الصحفي محمود أبو زيد الشهير بـ”شوكان” خمس سنوات، قضاها داخل محبسه .
30 يوما مضت على حكم محكمة الجنايات بحبس “شوكان” خمس سنوات بالرغم من قضائه فترة العقوبة محبوس احتياطيا، منذ القبض عليه في 14 أغسطس 2013 خلال أحداث فض رابعة، لكن لم ينفذ القرار ليظل “شوكان” قابعا داخل محبسه بسجن طرة.
حال شوكان
تقول الحاجة رضا والدة المصور الصحفي شوكان، إن حالته النفسية سيئة لعدم تنفيذ الحكم حتى الآن، ولأن الاتهامات الموجهة إليه في غير موضعها، هكذا وصفت والدة شوكان حالته النفسية وذلك خلال زيارتها له، الخميس الماضي، بمحبسه داخل سجن طرة.
وتتابع حديثها لـ”كاتب”: “أنا بدعي يخرج في أي وقت، فابني مظلوم ولم يرتكب أي جريمة ليعاقب عليها، هو كان بيشتغل ولارايح يتظاهر ولا غيره، محمود مش إرهابي ومينفعش يتعامل المعاملة دي فهو يستحق البراءة من أول يوم”.
وأوضحت أنها علمت خلال زيارتها لـ”شوكان”، بأن إجراءات إخلاء السبيل قد بدأ التجهيز لها ولكن لم تعلم موعد خروجه بالتحديد، معلقة: “محدش عارف حاجة، ومش عارفين هيحرج امتى بالضبط”.
وأكدت أن المحامين بدأوا إعداد مذكرة النقض وذلك للنقض على الحكم، فالحكم كان شديد على نجلها – بحسب وصفها – متابعه: “ابني بريء وربنا يعلم هو كان شايل الكاميرا بتاعته وبيؤدي عمله ولا كان تبع ده ولا ده فهو صحفي مسالم بيعمل شغله وبس”.
واستطردت: “محمود متضايق على الآخر، وكان فاكر أول مايطلع الحكم هيخرج على طول .. بس أنا كل زيارة بصبره وبقول فات الكتير ومش باقي إلا القليل والحمد لله على كل شيء”.
ففي 8 سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها على المصور الصحفي محمود أبو زيد “شوكان” و214 آخرين بالسجن 5 سنوات ومراقبة شرطية 5 سنوات آخرين، ما يستوجب الافراج عنه لتجاوزه فترة العقوبة محبوس احتياطيا، منذ القبض عليه يوم 14 أغسطس 2013 خلال أحداث فض رابعة.
تأخر غير مبرر
وبخصوص تأخر تنفيذ حكم المحكمة قال المحامي طاهر أبو النصر: “هناك تأخير غير مبرر بتنفيذ الحكم وهذا أمر غير طبيعي، ومحدش عارف شوكان هيخرج امتى فالحكم موصلش وإحنا داخلين على شهر من صدوره، لايوجد أي مبرر للتأخير”.
وأوضح طاهر في تصريحات سابقة لـ”كاتب”، أنه بمجرد وصول الحكم لمصلحة السجون يتم ترحيل شوكان لتخشيبة الخليفة لإنهاء الإجراءات ومنها إلى القسم التابع لمحل إقامته، ثم انتظار تحريات الأمن الوطني.
وأضاف أن فريق الدفاع بدأ الإعداد في مذكرة النقض خلال مدة قدرها 60 يوما من تاريخ صدور الحكم وفقا للقانون.
احتجاز غير قانوني
ومن جهته، رأى المحامي الحقوقي نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية، أن استمرار احتجاز متهم حصل على قرار إخلاء سبيل أو قضى مدة عقوبته عقب حكم المحكمة يعد غير قانوني.
وأضاف البرعي في تصريحات لـ”كاتب”، أن الوضع قد يختلف قليلا بالنسبة للحاصلين على إخلاء سبيل من النيابة والحاصل على حكم المحكمة، ففي حالة حصول المتهم على حكم وقضائه مدة العقوبة فقد يأخذ يوما أو أسبوعا لإنهاء إجراءات إخلاء سبيله، بينما المتهم الحاصل على إخلاء سبيل من النيابة فبمجرد القرار يتم إطلاق سراحه.
وتابع حديثه: “بالنسبة للحاصل على حكم محكمة وقضى فترة العقوبة فإن مصلحة السجون ترسل إخطار للنيابة بأنه قضى المدة لإخلاء سبيله، وفي حالة عدم حدوث ذلك يقوم المحامين بتقديم إخطارا لمصلحة السجون بأنه قضى فترة العقوبة ومحتجز بشكل غير قانوني”.
وأوضح البرعي أن التأخير ربما يكون بسبب الإجراءات، أو قد تظهر للمتهمين قضايا أخرى جديده مثلما حدث مع البعض مؤخرا، وإذا لم يوجد يتم الإفراج عنه فورا خصوصا في الحالات التي حصلت على إخلاء سبيل بقرار من النيابة.