مرت 7 سنوات على مذبحة ماسبيرو التي وقعت عام 2011 بجوار مبنى التليفزيون وراح ضحيتها 28 شهيدًا بالإضافة لعشرات المصابين.
كانت بداية الأحداث بخروج مئات المتظاهرين الأقباط في مسيرة لمبنى التليفزيون، للتنديد بهدم كنيسة في أسوان، وللمطالبة بإصدار قانون موحد لبناء دور العبادة، وسرعان ما تدخلت قوات الجيش والشرطة وتم مطاردة المتظاهرين وسحلهم ودهسهم.
بدأت الأحداث في مساء الرابع من أكتوبر حيث أعلن آلاف الأقباط اعتصامهم أمام مبنى ماسبيرو احتجاجا على الاعتداءات الطائفية التي شهدتها قرية الماريناب بأسوان في حق الأقباط بعد منع بناء كنيسة، وطالب المعتصمون تقديم الجناة للمحاكمة، ودعا القس فلوباتير جميل عزيز والقس متياس نصر المتطاهرون للاعتصام فيما انسحبت حركات “اتحاد شباب ماسبيرو” وحركة “أقباط بلا حدود” لرفضهم وجود الكهنة بالاعتصام، وفي مساء هذا اليوم قامن قوات الشرطة العسكرية بفض المظاهرة بالقوة أمام مبنى التليفزيون.
ودعا بعدها القس فلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء جموع الأقباط بتكريم الضحايا عن طريق الانطلاق في مسيرة يوم التاسع من أكتوبر والتي عرفت إعلامياً وقتها بيوم الغضب القبطي حيث تظاهر آلاف الأقباط في مسيرات بست محافظات كانت أبرزها المسيرة التي وصلت لمبنى ماسبيرو.
ومارس التليفزيون المصري التحريض على المتظاهرين الأقباط، بتأكيده أنهم يعتدون على الجيش، واستقبل مكالمات هاتفية تحث المواطنين على إدانه المتظاهرين والنزول لحماية الجيش منهم وهو ما أدانة سياسيون ونشطاء وقوى سياسية في ذلك الوقت.
وعقد المجلس العسكري للقوات المسلحة الذي كان يحكم البلاد في ذلك الوقت عقب خلع حسني مبارك في ثورة 25 يناير، مؤتمرا صحفيا للتعليق على ما حدث قال فيه إن هناك جهات معينة تود زرع الفتنة والوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة وكلف مجلس الوزراء بسرعه تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ما حدث.
وشيع جثمان الضحايا من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتي تحولت إلى مسيرة وصلت إلى ماسبيرو.
وقال عصام شرف، رئيس الوزراء في ذلك الوقت إن بمجموعة المستفيد الوحيد هم أعداء الثورة وأعداء الشعب المصري من مسلميه ومسيحييه، وإن ما يحدث ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين، بل هو محاولات لإحداث فوضى وإشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف.
وكان تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن الواقعة، الصادر في نوفمبر 2011، ذكر أن أبرز المعوقات التي رافقت عمله نقص المعلومات، وتعتيم المصادر الرسمية على بعض جوانبه، وانحياز المصادر الإعلامية في تناولها للأحداث جراء حساسيتها من ناحية، والصورة النمطية السائدة تجاه هذه القضية من ناحية أخرى.
ودعا المجلس لشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة تنظر في هذه الأحداث في سياقها الثقافي والاجتماعي والسياسي، تخوّل بالاطلاع على ما تم حجبه من معلومات.
ورغم مرور كل تلك السنوات إى أن الحقائق مازالت مخفية ومازالت دماء الشهداء تنتظر القصاص والعدل.