قال الدكتور عمار علي حسن، الباحث في العلوم السياسية والاجتماعية إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعذر فيها نشر مقال له، وأنه يعي جيدا الظروف القاسية التي يعمل بها رؤوساء التحرير ولن يزايد على أحد.
وكان الدكتور عمار علي حسن، نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” منشور يقول فيه : “تعليمات قد صدرت إلى كل الصحف، بعد نشر أي مادة رأي تنتقد قرار رفع الدعم عن الوقود، وتبين تأثيره على حال الناس، اللهم إلا كانت تمدح القرار”.
ونشر عمار، مقاله في صفحته الشخصية الذي قال أنه ” لم يجد مكانا في أي صحيفة”.
وأوضح حسن في تصريحات لـ”كاتب”، أن رؤوساء التحرير مضطرون لمنع نشر بعض الأخبار أو المقالات حتى لايعرضون المؤسسة التي يعملون بها للغلق، وعلق: “إحنا ككتاب غير ملزمين بصحيفة ولدينا منابر أحرى للنشر فيها”.
وتابع حديثه: “نحن في عصر عودة الرقيب، فالرقابة أصبحت موجودة على الصحف ويمكن تعطيل الجريدة في المطبعة للاعتراض على خبر أو مقال ما، وصدور تعليمات لرئيس التحرير وإلا سيتوقف إصدار الجريدة”.
وأشار إلى أن بعض رؤوساء التحرير التي تنافق السلطة – بحسب وصفه- يشعرون بالاختناق أيضا ويشكون داخل الغرف الخاصة من انعدام الحرية، مدللا على كلامه بما حدث مع الإعلامي خيري رمضان.
وأشار إلى أن الصحافة المصرية تنهار ولم تعد قادرة على تقديم أي مادة علمية بها إبداع، أو مادة مغايرة تهم الجمهور ، وبالتالي ينصرف الجمهورعنها وتقل نسبة التوزيع الذي يؤدي إلى انصراف المعلنين لينتهي الأمر بإفلاس المؤسسة الصحفية.
ورأى أن بعض رؤوساء التحرير يبذلون مافي وسعهم لنشر الأخبار المغايرة في ظل مناخ يشهد حجب أكثر من 450 موقع إلكتروني، وحبس صحفيين بينهم رؤوساء تحرير ، إضافة إلى إصدار قانون يمكن بمقتضاه حبس الصحفيين.
ولفت إلى أن مهنة الصحافة التي نشطت قبل وبعد ثورة يناير، وكانت مهنة جاذبة للشباب خريجي كليات الإعلام أصبحت الآن مهنة طاردة، ولن تصعد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لن يتخلى عن نزعة السلطة.
يذكر أن حكومة المهندس مصطفى مدبولي، قررت قبل أيام، زيادة أسعار المحروقات بنسب تتراوح من 17.5% إلى 50%، ضمن سياسة تقليص الدعم.