6 دول عربية تطبع مع الاحتلال رياضيا وسياسيا وفنيا.. و”يديعوت” بعد جمباز قطر: اعتراف تاريخي
نتنياهو في سلطنة عمان.. وجودو اسرائيلي في الإمارات والجمباز في قطر.. وسباقات للبحرين والأردن
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
في عام 1976، كتب الشاعر الراحل أمل دنقل، قصيدته “لا تصالح”، التي أصبحت بعد ذلك “أيقونة” في مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، يعاد استخدامها بنفس حماس كاتبها مع كل موجة تطبيعية، سياسية أو ثقافية أو رياضية.
الأن بعد حوالي 42 عاما من القصيدة، بدأت الحكومات العربية موجة واسعة للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، على أصعدة مختلفة ، سياسيا وثقافيا ورياضيا. فمن استقبال فريق الجدود الإسرائيلي في الإمارات، إلى سباق الدراجات بين الأردن ودولة الاحتلال بزعم “تشجيع السلام”، إلى محاولات تمرير تكريم فنان فرنسي مطبع في مصر، وأخيرا زيارة سياسية لنتنياهو إلى سلطنة عمان.. تعددت أشكال التطبيع.
سلطنة عمان.. تستيقظ آخيرا على مصافحة نتنياهو
في بيان مشترك، أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن زيارته لسلطنة عمان وهي أول زيارة رسمية له في هذا المستوى منذ 1996.
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن لقاء جمعه مع السلطان قابوس بن سعيد، أمس الجمعة، وفقا لما نشره عبر حسابه على موقع “تويتر”.
ووفقا للبيان المشترك بين البلدين الذي نشره نتنياهوعلى حسابه عبر موقع “تويتر” حول اللقاء، قائلا : “إن زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى عمان تشكل خطوة ملموسة في إطار تنفيذ سياسة رئيس الوزراء التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد”.
وكان نتنياهو بصحبة زوجته سارة، وشارك في المباحثات رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ومدير عام الخارجية يوفال روتيم ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت، بحسب ما نشره نتنياهو.
وفي الوقت ذاته، نشرت وكالة الأنباء العمانية خبرا مقتضبا في تفاصيله، عن اللقاء الذي لم يسبق الإعلان عنه من قبل، موضحة أنه: “تم بحث السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط ومناقشة بعض القضايا التي تحظى بالاهتمام المشترك وبما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وسبق أن قام شيمون بيريز بزيارة سلطنة عمان عام 1996 عندما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، حيث وقع الجانبان اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجارية بالبلدين. وفي عام 1994 توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين بزيارة لسلطنة عمان أيضا.
الاحتلال والبلاد العربية.. وقطر
حضور الاحتلال الإسرائيلي في البلاد العربية لم يقتصر على سلطنة عمان فقط، بل ظهرت مؤخرا في العديد من الدول العربية من قبل مثلما حدث مع قطر والإمارات والأردن.
وبالرغم من رفع بعض شعوب الدول العربية شعار لا للتطبيع مع إسرائيل، إلا أن ذلك ما لا يحدث على الأرض، مثلما حدث مع قطر حيث وصل الوفد الرياضي الإسرائيلي للمشاركة في بطولة العالم للجمباز الفني “قطر 2018” والمنعقدة بالدوحة في نسختها الثامنة والأربعين.
واستقبل المسؤولون القطريون الوفد الإسرائيلي في حفاوة وترحيب بهم، الأربعاء الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية الوفد الزائر خلال تنقلاتهم داخل الدوحة وفي مقر إقامتهم، يحسب قناة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية.
وأفاد موقع Gymnovosti المهتم بنشر أخبار رياضة الجمباز، أن أحد اللاعبين مدرج كمجند في الجيش الإسرائيلي، وسيشارك في البطولة.
ومن المقرر أن يرفع العلم الصهيوني في البطولة ويعزف النشيد الوطني للكيان (حتيكفا) إذا فاز أحدهم بالميدالية الذهبية، لكن من دون طباعة اسم إسرائيل أو العلم على ملابس الإحماء الخاصة باللاعبين. الأمر الذي اعتبرته صحيفة هآرتس اعترافًا تاريخيًا بإسرائيل بحسب تقريرها الصحفي عن البطولة.
وبالرغم من استقبال قطر العلني للوفد الإسرائيلي، إلا أن هناك مجموعة “شباب قطر ضد التطبيع”، أطلقت حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض مشاركة الفريق الإسرائيلي في قطر، داعية في بيان عبر صفحتها على “تويتر”، مستخدمي المنصة، أن يتبنوا هاشتاج “يلا تطبيع”، أو باللغة الإنجليزية “GoNormalization” المقتبسة فكرته من شعار منظمي البطولة “يلا_جمباز”، و”GoGymtastic”.
الإمارات وإسرائيل ورياضة الجودو
وفي الوقت الذي استقبلت فيه قطر الوفد الإسرائيلي، كان دولة الإمارات العربية المتحدة على موعد مع لقاء منتخب إسرائيل للجودو للمشاركة في بطولة (جراند سلام) والمنعقدة بعاصمة أبو ظبي.
ويضم منتخب الاحتلال الإسرائيلي 11 لاعبًا، حصلوا على تأشيرات من الإمارات.
ومن جهتها، أعلنت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، بأن وزيرة الثقافة والرياضة لدى الاحتلال ميري ريجيف، قد وصلت إلى الإمارات في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير “إسرائيلي” إلى دولة خليجية.
وبحسب موقع “آي 24 نيوز” التابع للقناة الإسرائيلية، أن الإمارات تعهدت بالسماح للرياضيين الإسرائيليين المشاركة بشعار الدولة الإسرائيلية وأن يقوموا بإنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا” في حال فوز الفريق بميدالية ذهبية.
مشاركة الإمارات مع إسرائيل لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبق وأن شاركت الإمارات في مسابقة “طواف إيطاليا للدراجات الهوائية 2018″، حيث رحبت إسرائيل بمشاركتها – وفقا لما نشره موقع “آي 24 نيوز” التابع للقناة الإسرائيلية- وهذه المرة لم تكن الإمارات بمفردها بل شاركتها أيضا البحرين التي رحب بها الاحتلال
وانطلقت مسابقة الدراجات الهوائية من مدينة القدس، استمر لمدة 3 أيام وانتقل من القدس إلى حيفا حتى بئر السبع وإيلات، مختتما فعالياته في روما في الـ 27 من مايو الماضي.
نشر حساب “إسرائيل بالعربية” في تويتر آنذاك، صورتين للفريقين الإماراتي والبحريني المشاركين في سباق “جيرو دي إيطاليا” للدراجات الهوائية الذي تحتضنه إسرائيل.
الأردن وإسرائيل.. وسباق للدراجات لـ”تشجيع السلام”
وفي عام 2017، شارك مجموعة من الأشخاص في سباق بين الأردن وإسرائيل لركوب الدراجات من أجل تشجيع السلام في الشرق الاوسط.
واستمر السباق لخمسة أيام، وبدأ في العاصمة الأردنية عمان، ووصل المشاركون إلى القدس، بعد عبورهم جزءا من الأردن وجنوب إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
مصر وإسرائيل.. والغاز
ولم تسلم مصر من الانتقادات، وذلك عقب توقيعها اتفاقية مع شركة الغاز الإسرائيلية في فبراير الماضي، بقيمة 15 مليون دولار، حيث أثارت الاتفاقية غضب البعض الذين أبدوا استيائهم عقب وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت شركة «ديليك» للحفر، قد أعلنت عقب توقيع الاتفاقية أن الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين «تمار ولوثيان»، وقعوا اتفاقات مدتها 10 سنوات لتصدير غاز طبيعي بقيمة 15 مليار دولار إلى شركة دولفينوس المصرية.
وأوضحت الشركة، في بيان صحفي، نشر وقتها، أنها وشريكتها نوبل إنرجي- التي مقرها تكساس- تنويان البدء في مفاوضات مع شركة غاز شرق المتوسط لاستخدام خط الأنابيب، وفقاً لما جاء في وكالة أنباء رويترز.
وتجري دراسة عدة خيارات لنقل الغاز إلى مصر، من بينها استخدام خط أنابيب غاز شرق المتوسط.
وعلق المهندس طارق الملا وزير البترول، حينها قائلا: «ليس لدينا تفاصيل عن اتفاق القطاع الخاص باستيراد الغاز من إسرائيل، ونحن في انتظار تقدمهم بالطلب للنظر في الموافقة عليه».
وأضاف «من الاستراتيجيات التي أعلنت مؤخرا هو أن نجعل مصر مركزا إقليميا للطاقة.. وهذا يعني أن يكون هناك تداول ونقل وتوزيع».
تصدير الغاز لإسرائيل ليس جديد على مصر، حيث سبق وأن تم محاكمة الرئيس المحلوع حسني مبارك ورجل الأعمال حسين سالم وسامح فهمي وزير البترول الأسبق بتهمة تصدير الغاز لإسرائيل باسعار زهيدة، ماترتب عليه إهدار 83 مليون جنيه، ولكن حصل جميعهم على البراءة في تلك القضية.
وتعود القضية لـ 3 أغسطس 2011 عندما بدأت محاكمة الثلاثة أمام الجنايات في تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة مما ترتب عليه إهدار 83 مليون جنيه واستمرت القضية بالمحكمة حتى قضت المحكمة في 2012، بالسجن المشدد 15 عامًا لوزير البترول الأسبق سامح فهمي، ورجل الأعمال حسين سالم، ومعاقبة 5 متهمين من مساعدي الوزير بأحكام تراوحت من السجن 3 سنوات إلى 10 سنوات، وغرّمت المحكمة آنذاك المتهمين مجتمعين مليارين وثلاثة ملايين و519 ألفًا و600 دولار .
وفي 2013 تم الطعن علي الحكم أمام محكمة النقض، التي قضت بإعادة محاكمتهم مرة أخري أمام دائرة جنايات جديدة لتصدر حكمها في فبراير 2015، بالبراءة للجميع في قضية تصدير الغاز لإسرائيل.