إحدى الناجيات من الأسرة التي اُستشهد منها 6 أفراد في حادث المنيا : الكل كان غرقان دم وأخو جوزي مخه كان طالع بره راسه
وأسقف عام المنيا: عدد الضحايا من اتوبيسي سوهاج والمنيا بلغ 7 شهداء و15 مصابا
“ضربوا ضربوا لغاية ما استكفوا .. وجوزي وأخواته وكلهم ماتوا” هكذا نقلت عايدة شحاتة، إحدى الناجيات من الحادث الإرهابي ومن الأسرة التي اُستشهد 6 من أفرادها، شهادتها على الهجوم المروع التي تعرض له أتوبيس المنيا خلال زيارة دير الأنبا صاموئيل.
وأضافت عايدة في فيديو بثه موقع الأقباط متحدون عبر اليوتيوب، أن الأتوبيس، الذي استقله 14 قبطيا استشهد نصفهم، “اضرب علينا نار من كل الاتجاهات، والكل كان غرقان في دمه، وأخو جوزي مخه كان طالع بره راسه” وكشفت الناجية أن سائق الأتوبيس عقب رؤيته للهجوم الذي وقع لأتوبيس يسبقهم على الطريق حاول العودة للدير لكن سيارة الإرهابيين كانت أسرع.
“ذهبنا إلى دير الأنبا صموئيل”، ثم خرجنا منه في الساعة 12ونصف، غادرنا البوابات ثم سار الأتوبيس على الطريق وبعدما قطع حوالي ربعه، شاهدت سيارة تأتي نحونا مسرعة بشدة، من جهة اليمين، حينها حاول السائق أن يدور ليعود للدير، لكن السيارة كانت أسرع لتلحق بنا، ثم بدأ الإرهابيين بإطلاق الرصاص على الأتوبيس من الخلف ومن الجهة اليمنى.
وتضيف عايدة التي وصفت كثافة الرصاص بأنه كان “كحبات الرمل” مستكملة شهادتها “بعد إطلاق النار بشكل مكثف، ترجل المسلحون عن سيارتهم، ثم فتحوا النيران على الأتوبيس من كل الجهات” موضحة أن الرجال كانوا يجلسون بالأمام، والنساء والفتيات في الخلف”.
وتروي عايدة أن المسلحون كانوا يستهدفون الرجال بإصرار مما جعلهم يصوبون الرصاص “مرة ومرتين” نحو الرجال ليتأكدوا من قتلهم.
وتتابع عايدة شهادتها “قام أحد المسلحين بفتح الباب الخلفي للسيارة، وتحدث مع ابنتي طالبا جميع الهواتف النقالة، لتسلمه ابنتي هاتفها، ولم يتحدث أي منهم بأي كلام آخر، ثم عادوا إلى سيارتهم وذهبوا سريعا”، وأضافت عايدة أن المسلحون كان عددهم لا يقل عن 4 وكانوا ملثمين، لكنها لم تستطع رؤيتهم بوضوح أكثر نظرا لشدة الرصاص المصوب مما اضطر كثيرون لأن يخفوا وجوههم.
وتتحدث عايدة عن المشهد الدموي بعد توقف إطلاق الرصاص، فتقول إنها “وجدت زوجي وأخويه الاثنين غارقين في دمائهم، وأحدهم كان مخه خارج رأسه، وكذلك كانت جثث السائق وأبناء أخوت زوجي غارقة في الدماء وملقاة فوق بعضها” واستكملت عايدة ” تلقيت رصاص بساقي، وأصيبت أبنتي الكبرى دميانا برصاصة في كتفها، وتمكنا من مغادرة الأتوبيس من زجاج النافذة المهشم، ومر بجوارنا توكتوك يستقله رجلان ساعدونا وذهبوا إلى الدير ليحضروا منه من يساعدنا”
وقال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، أنه تلقى اتصالا من أب كاهن، أحد الشهود على الحادث، على الحادث الذي كان بصحبة مصابي أتوبيس سوهاج، قائلا إن “ميني باص خرج من إحدى قرى سوهاج متوجها إلى دير الأنبا صاموئيل، به أقباط ذاهبون للتعميد في الدير، وكان يسير خلفه ميكروباص ينقل عائلة كبيرة من المنيا، جميعهم 20 قبطيا بالأطفال”.
وأضاف مكاريوس أنه “بعد نهاية الزيارة اعترضتهم سيارة دفع رباعي، سوداء، ونزل منها ملثمين، ضربوا الرصاص على أتوبيس سوهاج، وأثناء الضرب ارتفع صراخ ركاب ميكروباص المنيا، ما لفت نظر الملثمين لهم، فاتجهوا إليهم وضربوا نار على إطارات السيارة والسائق، ليتوقف الميكروباص، واستشهد منهم 7 فور إطلاق النيران”.
وأعلن الأنبا مكاريوس أن إجمالي عدد الضحايا من سيارتي سوهاج والمنيا بلغ 7 شهداء و 15 مصابا .
واستشهد من عائلة عايدة زوجها وأخويه أبناء أخويه، والسائق، وإحدى بنات إخوة الزوج، وجميع شهداء السبعة هم: كمال يوسف شحاتة، رضا يوسف شحاتة، نادي يوسف شحاتة، بيشوي رضا يوسف شحاتة، ماريا كمال يوسف شحاتة، وبوسي ميلاد يوسف شحاتة. إلى جانب الشهيد السابع، أسعد فاروق لبيب غالي.
وكشفت وزارة الداخلية وقتها عن أن مجهولين يستقلون 3 سيارات دفع رباعي أطلقوا النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عددا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي دائرة مركز شرطة العدوة، ولم تأتي تصريحات الداخلية بذكر معلومات عن أتوبيس سوهاج.
وكانت المنطقة نفسها قد شهدت حادثا إرهابيا، بنفس الطريقة في مايو 2017 حينما هاجم إرهابيون مسلحون أتوبيسا للأقباط ما أسفر عن استشهاد 26 قبطيا.