الحقيقة بقالي فترة بحاوال اتجنب الحديث يوم 30 يونيو ( و الفترة دي يعني السنة اللي فاتت بس علشان ال 3 سنين اللي قبلها قضيت 30 يونيو في السجن) مش علشان اشيل ايدي من حاجة أنا شاركت فيها و لكن علشان اليوم ده سيئ على كل المستويات و بيلخص سبب فشل القوى المؤمنة بالثورة .. و مش بتكلم هنا عن 30 يونيو 2013 و لكن كل 30 يونيو بعدها .. بلاعة تمجيد أو تخوين .. احتفال أو انسحاب .. حاجة كدة شبه كل حاجة عملناها في الثورة و هي محاولة اثبات شخصي لصحة وجهة نظرنا و أن أنا كنت شايف من قبلكم كلكم أو أنا أكتر واحد ثوري و كلكم خونة .. الحقيقة 30 يونيو دي و لا حاجة في حد ذاتها أكتر من تلخيص لطريقتنا في التعامل مع الثورة من وقت ما قامت.
نيجي بقى واحدة واحدة كدة لشوية نقط ..
أولا هل محمد مرسي كان رئيس منتخب بشكل ديمقراطي؟ و ممكن نجري للاجابة السريعة اه أو لا .. بس هو بالتعريف رئيس منتخب فعلا .. بس نرجع تاني و نقول تقديس الانتخابات في حد ذاتها مش فعل ثوري خاصة لو أنت في ثورة …. ناهيك أنه بشكل ديمقراطي انتخابات ايه دي اللي بتتعمل من غير دستور .. فأنا و بشكل شخصي كنت رافضة الانتخابات من أولها علشان مافيش اي منطق يخلينا نلعب بشروط المجلس العسكري ( و للاسف في الاخر كلنا بلا استثناء لعبنا بشروطهم حتى و احنا بنحاول نرفضها) .. بس اه في رأي مرسي ماجاش بالتزوير و اعداد كتير من اللي ساندته ساندته مش حبا فيه او في برنامجه ( اللي كان بالنسبة لي بالذات على المستوى الاقتصادي برنامج اقرب للنيوليبرالية فأنا ضده) و لكن بس علشان يقفوا قصاد شفيق..فده معناه ان شرعيته اصلا شرعية ضعيفة جدا جدا و كان محتاج أنه يطمن المجموعات دي بحزمة سياسات مختلفة تماما و ده ماحصلش.
ثانيا: هل 30 يونيو انقلاب ؟ اجابتي ان اه هي انقلاب طبعا .. ممكن علشان نفرق بين هي انقلاب على مين نقول ان 3 يوليو انقلاب بس رأي دي شكليات تافهة .. بس بالنسبة لي هي مش انقلاب على رئيس منتخب علشان زي ما قولت فوق الانتخابات بالنسبة لي في حد ذاتها مش حصانة .. و لكن انقلاب على طلبات الشعب اللي نزل 30 يونيو .. اللي كان بيطالب بانتخابات رئاسية مبكرة الحقيقة … و اللي اصلا كان ممكن عدد كبير جدا منهم ما ينزلش ( و الحقيقة أنا منهم) لو ماكانش مرسي قال خطاب الشرعية الجميل .. اللي كان فيه كلام يدي احساس انه مطمن جدا او انه وصل لاتفاق يخليه مطمن انه قاعد و انه طظ في طلباتكوا.. يعني لو كان قال حنعمل استفتاء مثلا على فكرة الانتخابات كان ممكن الوضع يختلف.
ثالثا: هل اللي نزلوا 30 يونيو كلهم فلول أو كانوا شايفين أن العسكر جايين؟ الحقيقة لا .. انا الحقيقة كنت منتمية وقتها لمجموعة نزلت تهتف يسقط كل من خان عسكر ..فلول … اخوان .. و مجموعة حاولت تفتح نقاشات كتير حوالين الثورة و أفكارها .. وماظنش ان المجموعة دي (الاشتراكيين الثوريين) كانت الوحيدة اللي بتعمل ده و أن كان في شباب كتير فرادى أو في مجموعات بيعملوا ده .. انا الحقيقة طلعت في مسيرة كانت شبه مسيرات 25 يناير من مطقة شعبية و كانت الناس بتهتف هتافات اجتماعية و لما حد حب يهتف للجيش و الشرطة الناس العادية سكتوه و هتفوا ( عايزين بنزين) و ما شالوش اي فرد من الداخلية على كتافهم. بس لما وصلت الميدان (سيدي جابر) اتصدمت الحقيقة .. من اليفط اللي في ناس شيلاها و هتافات بتقولها بس كنا ما بين اختيارين .. ننسحب تماما او نفضل نحارب و نقول شعارتنا وسطهم يمكن حد يفهم حاجة.
رابعا: هل احنا مش غلطانين في طلباتنا في 30 يونيو؟ الحقيقة الاجابة هنا معقدة جدا و تاخدنا لاوقات كتير قبلها من أول الثورة . الحقيقة موضوع تسليم السلطة للرئيس المحكمة الدستورية العليا غلطة كبيرة جدا ..بس اصلا المقترح اللي كان في عدد من الناس متبنياه و أنا منهم هو تشكيل حكومة مؤقتة مختارة بالاسم لتسيير الاعمال لمدة شهرين لحد الانتخابات و أن التنازل اللي ممكن نعمله ان رئيس المحكمة الدستورية ده يبقى رئيس شرفي.
الاقتراح ده الحقيقة كان في احساس عالي جدا بالذات و أننا نقدر نفرض ارادتنا و ان الكفة مايلة ناحيتنا و أن اه ده مش اكتر مقترح ثوري بس ده المقترح العملي اللي يخلينا مانقعش في براثن الفلول او العسكر .
كان في مجموعة من الرفاق و الاصدقاء و الأشخاص اللي كانوا بيقولوا اننا المفروض نرفع مطلب أكثر ثورية زي مثلا ان تتشكل لجان تاخد السلطة .. و الحقيقة ده اقتراح جميل اوي و بلشفي أوي و مش واقعي اطلاقا .. كان يبقى واقعي لو كنا من بعد الثورة على طول ما وقعناش في فخ المجلس العسكري بتاع المسار الديمقراطي و كنا كملنا شغل زي زمان (قبل الثورة) مع العمال و الفلاحين .. و كنا حاولنا اكتر نستولى على النقابات بدل ما ننزل كل جمعة مظاهرة مش بالضرورة بتؤدي لشئ .. ساعتها بس كان حيبقى في منطق اننا نرفض الاقتراح اللي كنا بنحاول نقوله و نقول ان السلطة المفروض تبقى للجان الشعبية او العمالية.
و ده ياخدنا لاخر حاجة عايزة اكتبها في بوستي التافه ده و هو يلا نبص لقدام لأن الحقيقة الغلط مش في 30 يونيو بس و لكن فيما قبل 30 يونيو بكتير … و اللي جماعة الاخوان المسلمين بتحاول تبين مظلوميتها فيه شاركت في الغلطات دي أكتر من أي فصيل تاني ( و اه كلنا غلطنا)
غلطتنا أن ما كانش عندنا خطاب واضح للناس .. و اانا كنا استعلائيين و بنبص عاى الصورة من فوق و كأن المطالب بتتحقق كدة لوحدها من غير بناء جذور .. غلطاتنا اننا خبينا أفكارنا في الأول و ما نزلناش بكل أفكارنا كاملة سواء صادمة للمجتمع أو تبدو خيالية ( بس على الاقل احنا عندنا رؤية لتطبيقها) أو لأ.. أننا بعدنا عن شغلنا الحقيقي الملتحم في الشارع و بقينا كلنا بنمشي حسب جدول المجلس العسكري.
الحقيقة انا شخص مابيندمش بس أنا ندمانة مش على 30 يونيو خالص ..الحقيقة دي أقل حاجة اندم عليها لأنها نتيجة لسبب .. السبب اللي ندمانة عليه.. بعدنا عن الشارع و استعلائنا في وقت كنا نقدر نتحرك فيه براحتنا أكتر و نبني جذور..أننا خبينا أفكارنا بحجة ان المجتمع مش حيتقبلها .. و أن خطابنا السياسي ما كانش واضح و مكانش عندنا رؤية سواء للسياسات الداخلية أو الخارجية.
اسفة اني طولت أوي ( ده لو حد لسة في نفس يقرا التفاهات دي) بس ماحدش ضامن 30 يونيو الجاي حيبقي فين.
و الله أنا لسة عندي أمل ان الاوضاع ماتستمرش كدة و أننا نتعلم و نحاول ننظم نفسنا اكتر أو على الاقل نتناقش بعقلانية في الوقت الصعب ده ممكن نوصل لحاجة .. (عارفة ان الوضع أسود و أن الاتمان بقيت عالية أوي أوي بس لازم نحضر نفسنا أو حتى نحضر اللي بعدنا برؤية متماسكة أكتر و خطاب أوضح و محاولات بناء على الأرض على قد ما نقدر).